بين تحقيق آمال مزيفة وتلفيق التهم.. هل يتلاعب "الهاكرز" بمصير الأندية؟

كتبت- منة عمر:

لم تسلم الأندية والاتحادات الرياضية من جرائم قرصنة أجهزة الحاسوب "تهكير"، وتخطى الأمر من نشر بعض الأخبار التي تحمل روح الدعابة والفكاهة مثلما حدث مع برشلونة الإسباني إلى تلفيق التهم كما هو الحال في واقعة مانشستر سيتي الإنجليزي.

ليست الواقعة الأولى من نوعها التي تحدث على مستوى الرياضة، فسبق وتعرضت أندية واتحادات عربية وأوروبية لوقائع مشابهة إلا أن حجم الضرر لم يكن مبالغًا فيه وتمت السيطرة على الوضع بشكل سريع.

سبق وتعرض موقع الأهلي الإماراتي، للإختراق من قبل هاكرز أطلق علي نفسه اسم "سوق"، ولم يتم ذكر أسباب الإختراق.

كما تعرض موقع الاتحاد القطري لكرة القدم، للإختراق بعد إعلان ‫"الهاكرز‫" حصوله علي معلومات مهمة، مما دفع الاتحاد فتح تحقيقًا حول الواقعة.

‎‫وتعرض الموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم الإماراتي، في ٢٠١٢، إلى الإختراق عن طريق قرصان، لمدة دقائق، ووضع خلالها خبرًا عن اقتراب الجزائري رابح سعدان، من تدريب المنتخب الإماراتي.

‎وتعرض أيضًا نادي العين الإماراتي للاختراق من هاكر إيراني، بعد هزيمة فريق استقلال طهران من العين الإماراتي، في دوري أبطال أسيا، بداعي قيام لاعبي العين، وجمهوره بإهانة الإيرانيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

our mine يتلاعب بجماهير برشلونة

بالأمس، تعرض الحساب الرسمي لبرشلونة الإسباني للاختراق من قبل مجموعة من "الهاكرز" أطلقوا على أنفسهم اسم "OUR MINE".

ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الحساب الرسمي لبرشلونة للاختراق من قبل "الهاكرز" ذاته، وغردت مجموعة المخترقين قائلة: "مرحبًا نحن Our mine، هذه هي المرة الثانية ونعترف أن إجراءات الأمان أصبحت أفضل، لكنها ليست بالطريقة المثلى".

وتابعت المجموعة تغريداتها الساخرة عبر الحساب الرسمي للنادي الكتالوني قائلة: " لقد قمنا بقراءة بعض الرسائل الخاصة ويبدو أن "نيمار سيعود" كما تم إرفاق صورة للاعب البرازيلي بصحبة التغريدة.

سبق لتلك المجموعة اختراق حساب النادي في عام 2017، وبالطريقة ذاتها قام "الهاكرز" بالإعلان عن تعاقد النادي مع آنخيل دي ماريا قائلة: "مرحبًا بك فى صفوف برشلونة".

مصير سيتي في يد بينتو

لم يكن مصير سيتي كبرشلونة، فالأمر تعدى أكثر من مجرد دعابة، فقد تم اختراق الحسابات الرسمية والبريد الالكتروني الخاص بالفريق السماوي وهو ما جعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" يوقّع ضده عقوبة قاسية بحرمانه موسمين من المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا إلى جانب تغريمه 30 مليون يورو.

ضربة موجعة تلقاها مانشستر سيتي بعد قرار يويفا، وتبين أن المتسبب في الضرر الواقع على سيتي هو البرتغالي بينتو الذي يتواجد حاليًا في أحد السجون البرتغالية، وينتظر صدور حكم قضائي ضده حيث يواجه 147 تهمة مختلفة تندرج معظمها تحت بند الاختلاس والسرقة.

بينتو اخترق ملفات حامل لقب الدوري الإنجليزي، وحصل على 70 مليون وثيقة و 3.4 تيرابايت من المعلومات التي قدمها لليويفا.

من جانبه قرر سيتي الاستئناف أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) في أقرب فرصة أملا في إلغاء ما وصفه النادي "بالإجراءات المجحفة ".

الشكوك تحاصر مانشستر سيتي بعد العقوبة، حيث أشارت بعض التقارير إلى احتمالية خسارة الفريق الإنجليزي بعض النقاط التي ستؤثر على موقفه في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، كما ألمحت تقارير أخرى إلى احتمالية سحب لقب الدوري من الفريق موسم 2013/2014.

الضرر الواقع على سيتي ليس على المستوى الرياضي فقط، بل على المستوى الاقتصادي أيضًا، حيث ستتأثر القيمة السوقية للنادي، فبحسب تقديرات "فوربس" حقق نادي مانشستر سيتي إيرادات بلغت 678 مليون دولار في الموسم الماضي، بينها 72.6 مليون دولار بفضل بلوغه الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا.

وأشارت الشبكة ذاتها إلى أن الحظر الموقع على مشاركات مانشستر سيتي الأوروبية في الموسم المقبل سيعني خسارة النادي الإنجليزي ما يقرب من 77 مليون دولار، تتضمن 53 مليون دولار و10 ملايين دولار قيمة حقوق البث التليفزيوني، وهو ما يتجاوز 11% من إجمالي مكاسب مانشستر سيتي في عام 2020.