للحظ دورٌ (1).. عندما سجل بديل ألمانيا أول هدف ذهبي في كرة القدم
كتب- إبراهيم علي:
دائماً يتردد في أحاديث بعض المدربين أو اللاعبين في جميع أنحاء العالم كلمة "الحظ" عند خسارتهم لأي مباراة أو أي بطولة، فهذا يقول لقد افتقدنا للحظ، وآخر يقول يجب أن نمتلك الحظ لكي نفوز، والسؤال هنا هل كرة القدم فعلاً لعبة "الخطط والتكتيك" أم أن جزءًا منها يعتمد على الحظ حقاً؟
يتفق العديد من محبي كرة القدم أن الحظ موجودٌ في الساحرة المستديرة، ودائماً تحتاج الفرق إلى الحظ من أجل الفوز، ودائمًا يتمنى مشجعو كرة القدم أن يكون الحظ بجوار فرقهم لكي يفوزوا بمباراة أو بطولة ما، وهناك العديد من المناسبات التي لعب فيها الحظ دوراً في حسم لقب أو الفوز ببطولة.
"للحظ دورٌ" هي سلسلة جديدة يقدمها "مصراوي"، حول أبرز الأحداث الرياضية عبر تاريخ كرة القدم، التي لعب فيها الحظ دوراً من أجل حسم بطولة أو مباراة.
في عام 1993، استحدث الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قاعدة لعب جديدة في كرة القدم عُرفت بما يُسمى "الهدف الذهبي"، وهو عبارة عن هدف يُستخدم لتحديد الفائز في أي مباراة في حال تعادل الفريقين بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، وكان الهدف منه الحد من عدد المباريات التي تنتهي بركلات الترجيح التي ازدادت في ذلك الوقت.
وأطلق على "الهدف الذهبي" في البداية اسم "Sudden Death" أو الموت المفاجئ، ولكن كان هذا المصطلح يدل على دلالات سلبية، ما دفع "فيفا" إلى تعديلها إلى الهدف الذهبي، وكانت آلية عمله هي أن يلعب الفريقان وقتاً إضافياً على شوطين إضافيين مكونين من 30 دقيقة، وأي فريق يُحرز هدفاً تنتهي المباراة فور إحراز الهدف، حتى وإن كان هناك متبقٍ وقتٌ في الزمن الإضافي، ويعتبر هذا الفريق فائزًا، ما جعل الجميع يعتبرون هذا الهدف حظاً جيداً لمن يسجله وسيئاً لمن تستقبله شباكه.
بدأ العمل بهذه القاعدة تجريبياً لأول مرة في مباراة أوروجواي وأستراليا في ربع نهائي كأس العالم للشباب 1993، وبدأ العمل بها رسمياً في عام 1996، بعد أن تم الاتفاق بين "فيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" على تطبيق القاعدة الجديدة في كأس الأمم الأوروبية آنذاك، ولم يدم هذا النظام كثيرًا، وتوقف العمل به في عام 2004، بعد أن انتقده العديد من الأشخاص واقتنع "فيفا" بعدم نزاهة هذه الطريقة.
هذه القاعدة الجديدة عندما بدأ تطبيقها بشكل رسمي في بطولة كأس الأمم الأوروبية 1996 "يورو 96" والتي أُقيمت في إنجلترا وكانت أولى البطولات التي يلعب فيها 16 فريقاً، أهدت اللقب للمنتخب الألماني الذي تغلب على المنتخب التشيكي في المباراة النهائية للبطولة بعد أن وصلا إلى الوقت الإضافي.
في ذلك الوقت تقابل منتخبا ألمانيا والتشيك في نهائي "يورو 96" في ملعب "ويمبلي"، وكانت النتيجة تُشير إلى تحقيق منتخب التشيك للقب البطولة بعد أن كانوا متقدمين في النتيجة بهدف نظيف عن طريق ركلة جزاء سجلها باتريك بيرجر لمنتخب بلاده في الدقيقة 59، ولكن قبل انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، قرر بيرتي فوجتس مدرب المنتخب الألماني الدفع بالنجم أوليفر بيرهوف من على مقاعد البدلاء؛ ليُشارك في المباراة.
دخل حينها بيرهوف بديلاً لزميله محمد شول في الدقيقة 69، وبعدها بـ4 دقائق فقط نجح بيرهوف في ترجمة عرضية كريستيان تسيجه برأسية في مرمى التشيك ليُعلن عن هدف التعادل، ويذهب بالمباراة لأول لقاء ببطولة رسمية للمحترفين قد تنتهي بقاعدة الهدف الذهبي الجديدة.
لم يحتج بيرهوف سوى 5 دقائق من الوقت الإضافي المُقدر بنصف الساعة لشوطين، إذ سدد يسارية اصطدمت في قدم مدافع منتخب التشيك وباغتت الحارس بيتر كوبا، الذي فشل في إمساكها؛ لتسكن الشباك، ويطلق حكم المباراة صافرة الإعلان عن هدف ثانِ لصالح المنتخب الألماني ومعها صافرة النهاية؛ لتفوز ألمانيا بلقب البطولة الأوروبية عن طريق هدف بيرهوف "الذهبي".
وكتب بيرهوف اسمه بحروف من ذهب بعد أن أصبح أول لاعب يسجل هدفاً ذهبياً في تاريخ كرة القدم في بطولة رسمية للمحترفين -كأس أمم أوروبا 1996-.
فيديو قد يعجبك: