للحظ دورٌ (2).. عندما فازت إيطاليا باليورو بـ"ملك وكتابة"
كتب- إبراهيم علي
الحظ في مباراة لكرة القدم قد يتجسد في شكل فريق يستحوذ ويضغط ويهدد مرمى الخصم لكن في النهاية يخسر بهدف من هجمة مرتدة أو ضربة ثابتة، ولكن لم يكن يتوقع أحد أن تُساعد عملة معدنية منتخب في التأهل لنهائي بطولة والفوز بها.
"للحظ دور" هي سلسلة جديدة يقدمها "يلا كورة"، حول أبرز الأحداث الرياضية عبر تاريخ كرة القدم، التي لعب فيها الحظ دوراً من أجل حسم بطولة أو مباراة.
تعود واقعة العملة المعدنية إلى عام 1968 وتحديداً في بطولة أمم أوروبا التي أُقيمت في إيطاليا، وكانت هذه هي البطولة الثالثة التي تُقام في تاريخ البطولة، وظل نظام البطولة كما هو بمشاركة 4 منتخبات فقط بنهائيات البطولة، إلا أنه تغير نظام التصفيات ليُقام على طريقة دوري من ثماني مجموعات تأهل على إثره 8 منتخبات لدور الثمانية لعبوا مواجهات ثنائية بطريقة الذهاب والإياب.
تأهل الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا من المعسكر الشرقي وإنجلترا وإيطاليا من المعسكر الغربي لنهائيات البطولة، وجمع النصف النهائي الأول بين المنتخب الإيطالي والإتحاد السوفياتي، والآخر جمع يوغسلافيا وإنجلترا، والذي حسمه المنتخب اليوغسلافي بالفوز على الإنجليز بهدف نظيف سجله هداف البطولة دراجان دجاييتش.
في النصف النهائي الأول، التقى المنتخب الإيطالي والاتحاد السوفياتي في ملعب سان باولو بمدينة نابولي، ولُعبت المباراة في ظروف مناخية سيئة ما أثر على الأداء العام للمباراة التي شهدت فرص قليلة للفريقين والتي لعب الدفاع وحراس المرمى للفريقين دوراً هاماً، خاصة دينو زوف حارس مرمى المنتخب الإيطالي الذي تألق بشكل كبير في هذه المباراة.
واصل الفريقان في إهدار الفرص التي أُتيحت لهما، حتى انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان للوقت الإضافي من خلال شوطين إضافيين، ولكن تواصل التعادل السلبي بين الفريقين، لينتهي الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة (0-0)، ولم يكن هناك وجود لركلات الجزاء الترجيحية في ذلك الوقت.
وكان لابد من تحديد فائز في المباراة، مما جعل الحكم الألماني كورت تشينشير يلجأ للقرعة عن طريق عملة معدنية، فاستدعى جاشينتو فاكيتي قائد المنتخب الإيطالي وألبرت شيسترنيوف قائد منتخب الاتحاد السوفياتي إلى غرفة خلع الملابس، ليُجري القرعة بينهما.
وحكى فاكيتي الواقعة للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي "يويفا": "الحكم استدعاني مع قائد منتخب الاتحاد السوفياتي، ونزلنا إلى غرف تبديل الملابس معًا، برفقة مشرفين من الفريقين، وقام الحكم بإخراج عملة معدنية قديمة، قمت باختيار الكتابة وكان بالفعل الاختيار الصحيح وصعدت إيطاليا إلى النهائي".
وتابع: "ذهبت مسرعاً للركض على السلم والصعود لملعب المباراة، وكان الملعب لا يزال ممتلئًا وكان الحضور يبلغ حوالي 70 آلف مشجعاً ينتظرون سماع النتيجة، عرفوا من احتفالي أنهم يمكنهم أن يحتفلوا بفوز المنتخب الإيطالي بالمباراة".
تأهل المنتخب الإيطالي إلى المباراة النهائية للبطولة لملاقاة منتخب يوغسلافيا في ملعب الأولمبيكو بالعاصمة روما، وانتهى اللقاء بالتعادل (1–1) على الرغم من لعب الوقت الإضافي المكون من 30 دقيقة إضافية، وهذه المرة لم يتم الاحتكام للقرعة مثلما حدث في دور قبل النهائي، فتم إعادة اللقاء لتحديد الفائز باللقب.
عاود المنتخبين اللقاء بعد 48 ساعة من المباراة الأولى على الملعب ذاته تحت إدارة تحكيمية للأسباني خوسيه ماريا أورتيز، ونجح المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب فيروتشو فالكاريدجي، في حسم اللقب الأوروبي الوحيد بعد فوزهم بهدفين للنجمين لويجي ريفا وبيترو أناستاسي في الدقيقتين 12 و31، في النهائي الوحيد في تاريخ البطولة الذي أقيم من مباراتين.
اقرأ أيضاً:
للحظ دورٌ (1).. عندما سجل بديل ألمانيا أول هدف ذهبي في كرة القدم
فيديو قد يعجبك: