اللجنة المنظمة لمونديال 2022 تعلن جاهزية 95% من مشاريع قطر قبل 500 يوم من المنافسات
القاهرة - مصراوي:
ينطلق اليوم الجمعة العد التنازلي لآخر 500 يوم قبل صافرة البداية لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، التي تستضيفها قطر لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط، من 21 نوفمبر إلى 18ديسمبر من العام المقبل.
وذكرت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في بيان صحفي "منذ فوز قطر في 2010 بحق استضافة المونديال؛ بدأت على الفور سباقاً مع الزمن للوفاء بالتزاماتها في ملف الاستضافة، وتحقيق وعودها بتنظيم نسخة استثنائية من مونديال كرة القدم"
وأضافت اللجنة أن قطر نجحت في إنجاز 95% من مشاريع البنية التحتية اللازمة للبطولة من استادات وملاعب تدريب وغيرها، وقد أعلنت عن جاهزية أربعة استادات، كما بدأت في تشغيل خطوط مترو الدوحة قبل أكثر من عامين، بالإضافة إلى مواصلة العمل على قدم وساق لإتمام شبكة الطرق السريعة في أنحاء الدولة.
وفي ضوء الاستعدادات المتواصلة لاستقبال أكثر من مليون مشجع خلال فترة الاستضافة، لا تدخر قطر جهداً للتأكد من خوض المشجعين واللاعبين والإداريين تجربة فريدة تعكس الثقافة العربية، وتقاليدها الأصيلة.
وأشارت اللجنة إلى أن البطولة تقام في ثمانية استادات مونديالية هي: خليفة الدولي، والجنوب، والمدينة التعليمية، وأحمد بن علي، والبيت، والتي اكتمل العمل بها وأصبحت جاهزة لاستضافة المنافسات، إضافة إلى استادات الثمامة، وراس أبو عبود، ولوسيل، والتي سيُكشف النقاب عنها قبل نهاية العام الجاري.
وجرى تصميم غالبية استادات المونديال بإبداع معماري يُحاكي الثقافة القطرية والعربية، ويُجسد بعضاً من جوانبها وسماتها. فمثلاً، يُشبه استاد البيت في تصميمه بيت الشَّعَر الذي سكنه أهل البادية قديماً، فيما صمم استاد لوسيل بواجهته الخارجية الذهبية البراقة ليذكرنا بالقطع الفنية والأواني الذهبية التي استخدمها العرب قديماً.
وتجسد تموجات سقف استاد الجنوب أمواج البحر وأشرعة القوارب التي استخدمها أهل مدينة الوكرة قديماً طلباً للرزق في أعماق مياه الخليج العربي. أما استاد الثمامة، فقد صُمم بأنامل قطرية على شكل "القحفية" أو قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها غالبية رجال المنطقة العربية.
إلى جانب ذلك؛ روعي في تصميم الاستادات جانب الإرث لضمان الاستفادة من هذه المنشآت الرياضية لخدمة المجتمع وأفراده بعد إسدال الستار على منافسات المونديال. وفي هذا الصدد، من المخطط تحويل غالبية الاستادات إلى مرافق مجتمعية ورياضية وطبية بعد البطولة، بالإضافة إلى التبرع ببعض مقاعد الاستادات لدول تفتقر لبنية تحتية رياضية.
وستسهم مبادرات الإرث في التأكد من أن تترك بطولة قطر بعد انتهائها أثراً إيجابياً يعود بالنفع والفائدة على قطر والعالم. علاوة على ذلك، تفخر قطر بتشييد استاد راس أبو عبود الذي يُعد أول استاد في تاريخ البطولة قابل للتفكيك بالكامل، حيث يُشيّد هذا الصرح الرياضي باستخدام حاويات شحن بحري ووحدات بناء قابلة للتفكيك، على أن يجري تفكيك الاستاد بالكامل بعد انتهاء البطولة، ثم إعادة الاستفادة من أجزائه.
وأوضحت اللجنة أيضا أنه في ضوء المساحة الجغرافية لدولة قطر، تنتظر المشجعين واللاعبين والإداريين تجربة لا مثيل لها في مونديال 2022، حيث سيجد الجميع أنفسهم في قلب الحدث طوال فترة البطولة.
سيحط الزوار رحالهم في قطر من خلال منفذ جوي واحد وهو مطار حمد الدولي، مع إمكانية البقاء في مقر إقامة واحد طوال فترة المنافسات. وسيبقى الجميع دائماً على مقربة من استادات المباريات، وكافة المعالم السياحية في البلاد. ولا تبعد جميع الاستادات الثمانية أكثر من 50 كيلو مترا عن وسط مدينة الدوحة، ما يعني أوقات قصيرة في الانتقال عبر مترو الدوحة أو شبكة الطرق الحديثة.
وسيتيح قرب المسافات فرصة ذهبية أمام المنتخبات المشاركة للتدرب في موقع تدريبي واحد طوال فترة البطولة، ما سيسمح لهم باغتنام أوقاتهم وتوظيف جهودهم وطاقتهم في الإعداد الجيد للمباريات، دون الحاجة لتكبد عناء السفر والتنقل من مدينة لأخرى طوال البطولة.
وسيحظى المشجعون بفرصة حضور مباراتين أو أكثر في اليوم الواحد خلال المراحل الأولى من المنافسات، وذلك لأول مرة في التاريخ الحديث لكأس العالم، إذ لا تتجاوز أطول مسافة بين استادات البطولة هي 75 كيلو مترا (بين استاد البيت واستاد الجنوب)، بينما تبلغ أقصر مسافة بين استادات البطولة 5 كيلو مترات (بين استاد أحمد بن علي واستاد المدينة التعليمية).
وتتصل خمسة استادات مونديالية مباشرة بشبكة خطوط المترو. أما بالنسبة للاستادات الثلاثة الأخرى، فتقع على مقربة من محطات مترو يُمكن الوصول إليها عبر الحافلات.
وسيتاح أمام المشجعين والزوار خيارات سكن عديدة تلبي تطلعاتهم وتلائم ميزانياتهم، بما في ذلك غرف فندقية من فئة النجمتين وحتى الخمس نجوم، وشقق سكنية، وقرى للمشجعين، وغرف على متن فنادق عائمة في بواخر سياحية ترسو في ميناء الدوحة وتُطل على مياه الخليج العربي.
ومن بين خيارات الإقامة المبتكرة التي ستتاح أمام مشجعي المونديال الإقامة في مخيمات صحراوية، ليحظى الضيوف بفرصة خوض تجربة فريدة تعرفهم على الضيافة والأصالة والتقاليد القطرية الأصيلة.
أضافت اللجنة أن وفود المشجعين ستصل إلى قطر عبر مطار حمد الدولي. وبفضل وسائل النقل العامة لا سيما المترو، سيتمكن المشجعون من التنقل من وإلى استادات البطولة وفي أرجاء الدولة بكل سهولة ويسر.
تضم شبكة مترو الدوحة 3 خطوط و37 محطة، ويتصل المترو بخمسة من استادات المونديال الثمانية، ويبلغ سعر التذكرة للرحلة الواحدة ريالين قطريين (55ر0 دولار أمريكي)، وقد تم تصميم مترو الدوحة وفق معايير الإتاحة وسهولة الوصول لاستقبال المشجعين والزوار من ذوي الإعاقة.
وكشفت اللجنة أن منافسات كأس العالم في قطر ستجرى في شهري نوفمبر وديسمبر، وسيكون الطقس حينئذ مثالياً للاعبين والزوار، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة في قطر في هذا الوقت من العام بين 18 و24 درجة مئوية، مما سيسمح للزوار بفرصة الاستمتاع بدفء الشمس على شواطئ قطر ونسمات الهواء في الصحراء.
وتزخر قطر بمجموعة من المتاحف المميزة والمتاجر ومراكز التسوق العالمية. علاوة على ذلك، يمكن للزوار خوض تجارب فريدة مثل القيادة فوق التلال والكثبان الرملية، أو الاستمتاع بمختلف الرياضات المائية، أو ممارسة رياضة الجولف في نادي المدينة التعليمية للجولف، أو التنس في مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش.
تحرص قطر خلال استعدادها لاستضافة كأس العالم على أن تترك البطولة إرثاً اجتماعياً ورياضياً وإنسانياً وبيئياً يعود بالنفع على المجتمع القطري والمنطقة والعالم بأسره. وعمدت اللجنة العليا نحو تحقيق هذا المقصد إلى إطلاق عدة مبادرات وبرامج هي رعاية العمال، والجيل المبهر، وتحدي 22، ومعهد جسور.
شددت اللجنة كذلك على حرص دولة قطر منذ الفوز بحق استضافة المونديال على وضع صحة وسلامة العمال على رأس أولوياتها، وقد أفرزت هذه الجهود عن إعداد معايير رعاية العمال التي تنص على معامله كل من يعمل في تنفيذ مشاريع اللجنة العليا باحترام وكرامة وفق معايير وأسس حقوق الإنسان المقررة عالمياً وفي أجواء تضمن صحة وسلامة الجميع، وتغطي هذه المعايير حماية حقوق العامل منذ لحظة توظيفه وحتى مغادرته قطر عائداً إلى وطنه.
وشارك أكثر من 30 ألف عامل في كافة المشاريع ذات الصلة باستضافة البطولة، ويعمل الآن ما يزيد عن 14 ألف عامل في مواقع بناء الاستادات وملاعب التدريب.
وأسهمت معايير رعاية العمال في سداد 9ر102 مليون ريال قطري للعمال كتعويضات عن رسوم توظيف غير قانونية دفعوها لوسطاء في بلدانهم قبل القدوم إلى قطر. إضافة إلى إطلاق مبادرات تُعنى بصحة العمال وسلامتهم مثل نظام الفحص الطبي الشامل، والسجلات الطبية الإلكترونية للعمال، وبرامج التغذية، وسترات التبريد، وخدمة الخط الساخن للشكاوى، وغيرها.
ولضمان الامتثال التام لمعايير رعاية العمال، أجرت اللجنة العليا بالتعاون مع الشركاء المعنيين أكثر من 20 ألف مقابلة مع العمال، و1300 جولة تفتيشية على أماكن إقامة العمال، وأكثر من 2000 جولة تدقيق وتفتيش في مواقع العمل.
وألقت اللجنة الضوء أيضا على الجيل المبهر، حيث أشارت إلى أنه برنامج الإرث الاجتماعي والإنساني لمونديال 2022، ونجح في إنشاء 30 ملعباً مجتمعياً لكرة القدم في قطر، وعمان، والنيبال، وباكستان، ولبنان، والأردن، والفليبين، والهند، وسوريا.
وتوفر هذه الملاعب مساحات آمنة لتعليم الشباب مهارات حياتية أساسية عبر كرة القدم. واستفاد من أنشطة ومبادرات البرنامج منذ تأسيسه في 2010 أكثر من 725 ألف شخص.
كما تحدثت اللجنة أيضا عن (تحدي 22) وهو برنامج أطلقته اللجنة العليا للمشاريع والإرث بهدف التشجيع على الابتكار، ويدعو رواد الأعمال والمبدعين والشركات الناشئة من العالم العربي لتقديم حلول تدعم استضافة دولة قطر بطولة كأس العالم في 2022.
ومنذ إطلاقه في 2016 قدم تحدي 22 الدعم لـ 13 شركة ناشئة بالمنطقة وصولاً إلى مرحلة طرح منتجاتها في الأسواق. وستُسهم هذه المنتجات في إثراء تجربة المشجعين القادمين إلى قطر عام 2022 لحضور منافسات المونديال.
أما فيما يتعلق بمعهد جسور، فأوضحت اللجنة أنه مركز للتميز في مجال إدارة وتنظيم الفعاليات الرياضية، ويهدف إلى ضمان نقل المعرفة المكتسبة من تنظيم بطولة كأس العالم 2022 إلى الأجيال المقبلة من المتخصصين في مجال الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى في قطر والمنطقة.
ويقدم المعهد برامج الدبلوم المهني للمتخصصين، علاوة على تنظيم دورات تدريبية وإتاحة فرص لبناء العلاقات، وقد تخرج الآلاف من برامج ودورات المعهد المرتبطة باستضافة قطر لمونديال 2022.
وفي نهاية البيان، ألمحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى أن مبادرات التواصل الاجتماعي باللجنة تهدف لتعريف الناس في قطر على الفرص والآثار الإيجابية التي تخلقها استضافة الدولة للنسخة المقبلة من بطولة كأس العالم.
ومن بين هذه المبادرات المجموعة الشبابية، ومنتدى التمكين، وبرنامج التطوع الذي استقبل أكثر من 370 ألف طلب للتسجيل، وقد شارك الكثير من المتطوعين في الأحداث التي تستضيفها قطر على طريق الإعداد للمونديال، ومن بينها بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها قطر في 2019 و 2021، والتصفيات المؤهلة لبطولة كأس العرب (قطر 2021).
فيديو قد يعجبك: