"التأهل لنصف نهائي المونديال ليس صدفة".. كيف طورت المغرب منظومة كرة القدم؟

كتب- وائل توفيق:

حقق منتخب المغرب فوزا مباغتا على منتخب البرتغال ليقصي كريستيانو رونالدو ورفاقه من كأس العالم 2022 ويصبح أول منتخب عربي يصعد لدور نصف النهائي بالمونديال.

تعادل منتخب المغرب في مباراته الأولى بكأس العالم 2022 بتعادل سلبي مع منتخب كرواتيا، وبعد 4 أيام تغلب على منتخب بلجيكا بهدفين دون مقابل، ليلتفت جمهور البطولة لأداء اللاعبين المغاربة تحت قيادة المدير الفني الشاب وليد الركراكي الذي نجح في المباراة التالية في التغلب هزيمة منتخب كندا بهدفين مقابل هدف.

على عكس، أداء المنتخبات العربية في كأس العالم، بدا تفوق منتخب الغرب تصاعديًا، فبعد الفوز المفاجئ والتاريخي لمنتخب السعودية على منتخب الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، لم ينجح في تحقيق آمال الجمهور العربي في أي مباراة تالية، وأقصى من البطولة بخسارتين متتاليتين، واكتفي المنتخب التونسي بفوز مباغت على منتخب فرنسا بطل العالم السابق.

بعد اليوم التاريخي الذي صرخ فيها اللاعبون المغاربة من الفرحة، محتضنين أمهاتهم التي تؤازرهم في المدرجات، برز تساؤلًا على السطح، هل تحققت هذه الانتصارات صدفة بالقلب والروح؟، أم بالتخطيط والعمل بجانب جودة اللاعبين والجهاز الفني؟

مفاجئة الركراكي

تصريحات وليد الركراكي بعد مباراياته التي يقدم فيها أداء خططيا لافتًا، تركزت على عاملين: "نحن نفوز بالروح والقلب والأفكار الخططية والفنية".

تضافرت إنجازات "الركراكي" السابقة، مع تصريحاته التي تفسر ما حققه في كأس العالم، ونحت عامل "الصدفة" جانبًا، إذ تُوج مع نادي الوداد البيضاوي بلقي الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا، وحقق الدوري القطري مع نادي الدحيل، وساعد الفتح الرباطي على التتويج ببطولة الدوري المغربي للمرة الأولى في تاريخه.

لم يُحمل "الركراكي" على الأعناق، بعد تعيينه مدربا لمنتخب المغربي خلفا لوحيد خليلوزيتش الذي أنجز مهمته بالصعود لكأس العالم. كان الخبر مفاجئًا للجمهور المغربي الذي كان لسان حاله، أي نعم، المدير الفني الشاب حقق إنجازات جيدة، لكن من المبكر أن يحمل على كتفيه مسئولة المنتخب الوطني.

قبل 100 يوم من انطلاق البطولة، جمّع "الركراكي" قائمة اللاعبين التي تكونت من 26 لاعبًا، من بينهم 14 لاعبا ولدوا خارج المغرب في 6 دول مختلفة، وبدأ مهمته.

الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم

قبل أن يتولى "الركراكي" مسئولية المنتخب المغربي، كانت الدولة قد بدأت مهمتها في تطوير منظومة كرة القدم منذ 13 عامًا.

في عام 2009، قرر الاتحاد المغربي لكرة القدم بدعم من الملك محمد السادس، إصلاح هيكل إدارة كرة القدم في البلاد، وافتتحت أكاديمية محمد السادس الخاصة، وبدأت في تطوير اللاعبين، وأنتجت، نايف أكرد ويوسف النصيري، وعز الدين أوناحي، النجوم الحاليين للمنتخب المغربي.

اعتمدت الأكاديمة على اكتشاف المواهب المغربية عن طريق الاستعانة بالكشافة من جميع أنحاء أوروبا.

وبالتوازي، بدأ الاتحاد المغربي بالاستثمار في كرة القدم للسيدات من خلال المدارس والأندية وتدشين دوري لهن.

أصبحت المغرب حاليًا، هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها مستويين من كرة القدم النسائية كلاهما احترافي بالكامل. حسب "سي إن إن سبورت".

يحتوي مجمع محمد السادس لكرة القدم، على مجمع للتدريب من 4 فنادق "فئة خمس نجوم"، و8 ملاعب، ومبنى طبي متنوع التخصصات.

أتت هذه الجهود ثمارها، حيث فازت الأندية المغربية، بلقب دوري أبطال إفريقيا للرجال والسيدات، وكأس القارات، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المغرب.

كما تأهل منتخب السيدات لكأس العالم للمرة الأولى، بعدما حقق المركز الثاني في كأس الأمم الإفريقية للسيدات.

قد يكون وصول المنتخب المغربي نصف نهائي كأس العالم مفاجئًا، لكنه من المؤكد أنه ليس صدفة أو حظ أو من بالروح والعزيمة، بل نتاج التخطيط والعمل.