الابتعاث إلى أوروبا.. كيف هيمنت السعودية على قارة أسيا في كرة القدم؟ (تقرير)
كتب - محمد يسري مرشد ومصطفى الجريتلي:
جاء تتويج المنتخب السعودي الأوليمبي ببطولة كأس أسيا لأول مرة في تاريخه خطوة في بسط منتخب الصقور لهيمنتهم على القارة الأسيوية ضمن خطة محكمة عبر برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم .
وفاز المنتخب السعودي على منتخب أوزبكستان، البلد المضيف، بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية، التي جرت الأحد، على ملعب ميلي الوطني في طشقند، العاصمة الأوزبكية، في البطولة التي اختتمت منافساتها اليوم (الأحد) في أوزبكستان بعد ثلاثة أسابيع من التنافس الكروي المثير بين 16 منتخبا آسيوياً.
وسبق المنتخب الأوليمبي، منتخب الشباب الذي حقق آخر نسخة من بطولة آسيا، بالإضافة إلى المنتخب الأول الذي تأهل لمونديال قطر 2022 .
وزارة الرياضة السعودية أطلقت في عام 2019 مشروع حمل اسم برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم للتنقيب عن المواهب في بلادها.
وقال غسان فلمبان مدير إدارة الإعلام والتواصل بالبرنامج في حديثه سابق لمصراوي إن البرنامج يعمل على تطوير اللاعبين المحليين لخدمة المنتخب بإتاحة الفرصة لهم بالتدرب بأكاديمية البرنامج في دولة إسبانيا ومن ثمّ التعود على الأجواء الاحترافية وإمكانية اللعب في أوروبا.
وخاض فريقا أكاديمية برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم، في إسبانيا دورات أمام فرق أوروبية عريقة تتضمن البطولة اتفاقيات مع الأندية الأوروبية المشاركة بإرسال الكشافين الخاصين بهم وهناك أندية تطلب منا لاعبين وأخرى يرشح لها الكشافون لاعبين تم مشاهدتهم خلال الدورات".
وليس هذا فحسب، فيُشير مدير إدارة الإعلام والتواصل بالبرنامج إلى وجود جدول أسبوعي للاعبين مُطابق لجدول الأندية الأوروبية بداية من تناول وجبة الإفطار، ثم التمارين بالملعب وأخرى بصالة الحديد (الجيم) بجانب حصص ذهنية لتطوير عقلية اللاعبين وتفكيرهم وغيرها من الحصص المتعلقة بتعليم اللغة الإنجليزية.
ويضيف فلمبان "نعرض لهم كذلك أمثلة لقصص نجاح للاعبين في الخارج مثل محمد صلاح الذي يُعد مثالًا صعبًا للنجاح بداية من مشواره حتى وصوله لليفربول ونشرح لهم كيفية حدوث ذلك.. وفي النهاية لا يوجد لاعب شارك بالبرنامج وسافر إلا ولديه الرغبة في بناء اسم وخوض تجربة حقيقية بالاحتراف".
ولكن الأمر لم يتوقف عند هذه الدورات، فيقول غسان فلمبان:" لدينا مدير الفريق والسكرتير التنفيذي يتابعان اللاعبين مع فرقهم الجديدة وهل يشاركون أم لا ولماذا، كما يتابعون أرقامهم وكيف تطوروا عما كانوا عليه في البرنامج".
ويُنظم القائمون على برنامج الابتعاث 3 اختبارات على مدار العام بمناطق مختلفة بالمملكة، كما وقع البرنامج اتفاقية مع اتحاد الكرة و 119 ناديًا مُسجلاً به من جميع الدرجات لترشيح لاعبيها للاختبار بالبرنامج ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 20 عامًا.
سعد الشهري المدير الفني للمنتخب الأوليمبي السعودي كان له طلب يكشف عن فلمبان "وطلب منا مدير المنتخب الأولمبي سعد الشهري في إحدى المرات متابعة 43 لاعبًا واستقررنا على 15 لاعبًا منهم بعد تجربتهم بالأكاديمية وهو اختار في النهاية 13 لاعبًا، فنحن نساعد الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية أيضًا".
ولا يهدف البرنامج لتحقيق عائد مادي من عملية تسويق لاعبيه بقدر خدمة الكرة في بلاده والمنتخب السعودي وتطوير اللاعبين ومنحهم فرصًا للظهور أوروبيًا.
وحال عدم نجاحهم في الاحتراف فهم يعودون لوطنهم بمهارات رياضية وذهنية جديدة: "الراتب يحصل عليه اللاعب من ناديه الجديد ولكن إن لم يكن كافيًا له فنوفر له وحدة سكنية تليق به لكن لا ندفع للاعب، النادي الذي اشترى عقده هو من يتحمل الأمر"، حسب ما يؤكده مدير إدارة الإعلام والتواصل ببرنامج الابتعاث .
ولا يضع القائمون على البرنامج بالاختبارات أية شروط للالتحاق سوى الموهبة: "لايهمنا كون اللاعب جاء من نادي بالدوري الممتاز أو أي درجة، فكما سبق أن أشرت لدينا اتفاقيات مع 119 ناديًا بالمملكة. نطمح لخلق جيل جديد من المملكة نحو العالمية والبرنامج هو خطوة أولى نحو التطوير، فعلى سبيل المثال لدينا لاعب اسمه يحيى النجعي كان معنا بالبرنامج، جاءه عرض من نادي الوحدة وانتقل إليه ليعود للعب في المملكة، وفي إحدى الجولات الماضية تم اختياره كأفضل لاعب بالدرجة الأولى مع فريقه.. هذا نوع من التطور حصل عليه اللاعب بالنسبة لنا".
ويؤكد غسان فلبمان أن كل شيء ببرنامج الابتعاث مدروس حتى اختيار إسبانيا لتكون مقرًا له: "نُقيم بمدينة سالو التي تبعد مسافة ساعة بالسيارة عن مدينة برشلونة؛ حيث توجد تسهيلات كبيرة على المجال الرياضي لا توجد بالمملكة سوى بناديين، كما أن الطقس ساحلي قريب من طقس المملكة عكس لو ذهبنا لتكون الأكاديمية في انجلترا حيث الأجواء مختلفة. كما أن التنقلات من اسبانيا تكون أسهل".
وخاض فريقا برنامج الابتعاث سنة 2020 بطولة كأس الأبطال الدولية التي أقيمت حصرًا في إسبانيا بمشاركة أندية إسبانية بسبب جائحة فيروس كورونا المُستجد كوفيد19 والتي انتهت بتتويج نادي فالنسيا. بينما النسخة الثانية فهي تقام حاليًا بمشاركة عدة أندية من العديد من دول أوروبا كإسبانيا وإنجلترا وكرواتيا وفرنسا وبولندا، وعلى رأس هذه الأندية نجد ريال مدريد وليفربول وأتلتيكو مدريد.
وأنهى غسان فلمبان: "كان معنا 29 لاعبًا بالنسخة الأولى هم قوام منتخب الشباب الذي كان سيخوض بطولة كأس آسيا ثم اقترح مدير البرنامج في العام التالي توسيع قاعدة الاختيار لتكون 42 لاعبًا ثم أصبحوا 47 لاعبًا بالموسم الثالث وسيصبحون 50 لاعبًا بالموسم الرابع".
فيديو قد يعجبك: