بعد أن نثروا سحرهم.. أي عصا تفوز بالأفضل؟
كتب - أحمد علاء
في موسم شهد العديد من التقلبات الكروية، ارتفعت فيه صيحات البعض، وانخفضت معنويات البعض الآخر، حيث كان موسمًا خارجًا عن التوقعات لم يكن ليتنبأ بأحداثه أشهر المنجمين في عالم الساحرة المستديرة، الأخطبوط بول ذاته.
أحداث الموسم في مختلف البطولات الأوروبية، كانت على صفيح ساخن حتى أطلق الحكم صافرة النهاية للمباراة الأخيرة هذا الموسم، والتي جمعت عملاق إسبانيا ريال مدريد، بالعريق الإنجليزي ليفربول، بنهائي دوري أبطال أوروبا.
تلك الأحداث التي تابعها عشاق الساحرة المستديرة بشغف كبير حتى لحظاتها الأخيرة، لم يكن اللاعبون هم فقط أبطال أبرز مشاهدها، بل كان للمديرين الفنيين دورًا هامًا في توهج تلك الأحداث، وذلك بعد أن قدموا أداءً خارقًا من على الخطوط الجانبية البيضاء للملاعب الخضراء.
ولعل أبرز الأسماء على الساحة هذه المرة، كان الخماسي، بيولي مدرب ميلان، ذلك "المقاتل"، الذي أعاد النادي العريق لمنصات التتويج مرة أخرى، إلى جانب يورجن كلوب "سيء الحظ"، والمظفر بالذهب أنشيلوتي "الثعلب"، والعائد للواجهة، "سبيشل وان" جوزيه مورينيو، وأيضًا كما هي العادة، "العبقري" جوارديولا.
البداية في أراضي مهد كرة القدم، إنجلترا، والتي شهدت تنافسًا محتدمًا حتى الدقائق الأخيرة من عمر الدوري الإنجليزي، الذي نجح الإسباني بيب رفقة السيتي في حسمه بفارق نقطة وحيدة عن ليفربول صاحب المركز الثاني.
السيتي الذي خسر معركته الأوروبية وظل دون ألقاب على الرغم من تقدمه حتى اللحظات الأخيرة أمام الملكي ريال مدريد، نجح في تحقيق لقب البريميرليج، وتعويض جماهيره عن الإخفاق المتكرر في البطولة الأوروبية.
أما عن ليفربول، الذي يضم نجمنا المصري محمد صلاح، فلم يكن مدربه كلوب يتخيل قبل بداية هذا الموسم، أنه سيخسر أهم البطولات التي يتنافس عليها، بهذه السيناريوهات الغريبة، فبعد خسارة الدوري بفارق نقطة وحيدة، خسر أيضًا دوري الأبطال بهدف مدريدي من مرتدة خطيرة وحيدة في اللقاء الذي كان الفرعون نجمه الأول، بعد الحارس البلجيكي كورتوا، صاحب الفضل في التتويج المدريدي الرابع عشر بتصدياته الخرافية هذه الليلة.
المدير الفني الإيطالي أنشيلوتي، دخل مباراة الريدز مظفرًا بلقب الليجا الإسبانية، وعينه على خطف ذات الأذنين لينهي موسمه الأول بعد العودة للملكي، باللقب الأغلى على الإطلاق، وهو ما حدث بعدما استعان بـ"مكر الثعالب" والذي استخدمه طوال مشواره بالبطولة مقصيًا كل من، باريس سان جيرمان، تشيلسي، مانشستر سيتي، وليفربول.
وبعيدًا عن كل تلك الصراعات، كان التحدي الأصعب هذا الموسم، ليس على مستوى اللقب الأهم، بل على إعادة المجد الضائع لسنوات في ظلال جنبات شوارع ميلان الإيطالية، التي أعاد إليها ستيفانو بيولي بريقها مرة أخرى.
الفريق الذي فاز بسبعة بطولات أوروبية، دخل في دوامة من التخبط والسقوط عامًا تلو الآخر، إلى أن جاء ستيفانو الذي وعد بلقب الكالتشيو، ونفذ وعده رغم صعوبة المنافسة مع الغريم العنيد، إنتر ميلان.
ربما لم يكن إنجاز بيولي هو الأكبر، لكنه بكل تأكيد نجح في اتخاذ خطوة صعبة، نحو طريق المجد مرة أخرى.
ونختتم الطريق بـ"السبيشل وان" جوزيه مورينيو، الذي قاد فريقه، روما، للتتويج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي في نسخته الأولى، ووصل مع نادي العاصمة الإيطالية للقب القاري الأول في تاريخه.
وفي النهاية، كان للخماسي فضلًا كبيرًا في إضفاء الإثارة والمتعة للموسم المنقضي، وربما كان الموسم الأقوى والأغرب أوروبيًا منذ سنوات، ولهذا السبب لن يؤثر اختيار من منهم كان الأفضل هذا العام، فجميعهم أظهروا لنا السحر الحقيقي لكرة القدم.
فيديو قد يعجبك: