"أنقذه من الاعتزال".. تحدي أنشيلوتي وفالفيردي ينتهي بالتتويج بمونديال الأندية

كتب- إبراهيم علي

"سأعتزل تدريب كرة القدم، إذا لم تتمكن من تسجيل 10 أهداف على الأقل خلال هذا الموسم".. تحدي وضعه الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، للاعبه الأورجوياني فيدريكو فالفيردي، قبل بداية الموسم الحالي 2022-2023.

مسيرة المدرب الإيطالي الكبير في عالم التدريب والتي بدأت في عام 1995، كمساعد مدرب في المنتخب الإيطالي، قبل أن يبدأ مشواره في تدريب الأندية، بداية من نادي ريجيانا وحتى تولي تدريب نادي ريال مدريد في ولاية ثانية حتى الآن، كانت على المحك ومرهونة بوصول فالفيردي إلى 10 أهداف على الأقل بنهاية هذا الموسم.

واعتمد أنشيلوتي في هذا الموسم على فالفيردي بشكل كبير، حيث يرى فيه لاعب خط الوسط الحديث: "عندما تفكر في لاعب خط وسط حديث، لا يمكنك النظر بعيداً عن فالفيردي في هذه اللحظة من الوقت".

وكشف المدرب الإيطالي عن تحديه للاعب خط الوسط الأورجوياني في أكثر من مناسبة، ولكن كانت البداية في أكتوبر من العام الماضي: "لدينا رهان، أعتقد أنه سيحرز أكثر من عشرة أهداف هذا الموسم، إنه لاعب مهم بالنسبة لنا، الطاقة التي يمتلكها هي رائعة للغاية، عليه أن يسجل 10 أهداف".

ورد فالفيردي على تحدي أنشيلوتي له: "أنا أركز على القيام بذلك، إنه ضغط لطيف، لا أريد أن يتم إلقاء اللوم عليّ بسبب اعتزال المدرب".

وكان هذا التحدي بمثابة شيء كبير لفالفيردي، حيث لم يسبق له من قبل أن يسجل أكثر من 3 أهداف في موسم واحد مع النادي الملكي.

فالفيردي لم يستطع تسجيل أي أهداف في موسم 2018-2019، وفي موسم 2019-2020 سجل هدفين فقط، وفي موسم 2020-2021 سجل 3 أهداف، وفي الموسم الماضي 2021-2022 سجل هدف وحيد.

ولكن مع بداية الموسم الحالي، استطاع فالفيردي من تقديم مستويات رائعة ووصل إلى 8 أهداف قبل سفر بعثة النادي الملكي إلى المغرب للمشاركة في كأس العالم للأندية.

إلا أن اللاعب الأورجوياني غاب عن إحراز الأهداف لفترة طويلة بدأت منذ يوم 30 أكتوبر من العام الماضي، ليُثير الشكوك حول إمكانية وصوله إلى هدفه العاشر، ووضع مستقبل أنشيلوتي في التدريب على المحك.

وتأثر مستوى فالفيردي في الآونة الأخيرة قبل المشاركة في كأس العالم للأندية، حيث كان اللاعب الأورجوياني الشاب يمر بوقت عصيب لأسباب شخصية، يعيشها مع زوجته.

ولكن سرعان ما استعاد فالفيردي مستواه بمساعدة زملائه في الفريق، حيث تمكن من الوصول إلى هدفه التاسع هذا الموسم، عندما أحرز هدفاً في شباك النادي الأهلي في نصف نهائي كأس العالم للأندية، الذي انتهى بفوز الفريق الملكي بنتيجة (4-1).

وقال فالفيردي في تصريحات عقب مباراة الأهلي معلقاً على هدفه: "أشكر زملائي في الفريق الذين يساعدونني في هذا الوقت الصعب والذي كان ليس جيدًا، الآن، ستعود المشاعر شيئًا فشيئًا، إنهم متواجدون دائمًا لمنحي الدعم".

ومع تبقي هدف وحيد لفالفيردي ليفوز بالتحدي الذي وضعه أنشيلوتي له في بداية الموسم، قال أنشيلوتي في الاستعدادات للمباراة النهائية لكأس العالم للأندية أمام الهلال السعودي: "فالفيردي يحتاج إلى هدف آخر للوصول إلى هدفه العاشر، أتمنى أن يحدث هذا في المباراة النهائية يوم السبت".

ومن جانبه، أكد فالفيردي إنه سيذهب لاحتضان أنشيلوتي إذا سجل هدفه العاشر في المباراة النهائية: "نعم، احتاج إلى هدف آخر، وعندما أسجل سأذهب لاحتضانه، أتمنى أن أفعل ذلك ولكن الأهم من ذلك هو تحقيق الفوز، وسيكون هذا الأمر مهم بالنسبة له أيضاً".

وتمكن فالفيردي من الوفاء بوعده لمدربه الإيطالي في المباراة النهائي لكأس العالم للأندية، عندما سجل الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 18 في شباك الهلال السعودي، وركض نحو أنشيلوتي ليحتفل معه ويحتضنه كما وعد قبل المباراة بساعات قليلة.

ولم يكتف اللاعب الأورجوياني بتسجيل هدف وحيد، بل أنه سجل هدف آخر في الدقيقة 58، ليصل إلى 11 هدف خلال هذا الموسم، كما أنه حصل على جائزة الكرة الفضية كثاني أفضل لاعب في بطولة كأس العالم للأندية، لينتفض فالفيردي من الوقت العصيب الذي كان يمر به مسبقاً.

وعلق أنشيلوتي عقب المباراة بشأن العناق مع فالفيردي: "أنا ممتن لفالفيردي، لأنه بهذه الطريقة لست مضطرًا لتمزيق رخصتي التدريبية مثلما قلت، أنا سعيد جدًا من أجله لأنه مر بأوقات عصيبة وهو الآن يستعيد المشاعر الجيدة وسيعطينا الكثير من الطاقة مثل السابق".