"أصيب أحدهم بسرطان اللثة".. كيف أصبح لاعبو الدوري الإنجليزي مدمنين للسنوس؟
كتب- وائل توفيق:
ظهر بيرتراند تراوري لاعب أستون فيلا وهو يرفع شفته العليا وكأنه يضع شيئا بجانب لثته، وبعد تداول الصور على وسائل التواصل الاجتماعي نفى أنه كان يتناول السنوس.
كان "تراوري" لحظتها على مقاعد البدلاء في مباراة أستون فيلا وأرسنال التي انتهت بأربعة أهداف مقابل هدفين.
قبل 8 أشهر، لم يدرك مارك جيليسبي، الحارس الثالث لنيوكاسل، أن كاميرات التليفزيون التقطته وهو يدخل شيئا ما تحت شفته.
وتم تصوير النجم ماركوس راشفورد في إحدى المناسبات وظهر بجانبه علبة السنوس، لكنه رفض التعليق على ذلك.
السنوس هو أحد منتجات التبغ، يوضع في عبوات صغيرة على غرار أكياس الشاي، ويتناوله اللاعبون بجانب العلكة لتمرير النيكوتين لمجرى الدم، وهو ما يمنح شعورا بالاسترخاء والهدوء، ويمكن أيضًا أن يمنحهم جرعة بدنية كبيرة.
قال لي جونسون، لصحيفة "ذا أثليتيك"، إن نسبة تتراوح بين 35 لـ40% من لاعبي الدوري الإنجليزي يتناولون السنوس، مضيفا: "من المحتمل أن تكون الأرقام أعلى، خاصة وأن عدد منهم لا يفصح عن ذلك".
وأوضح "جونسون" المدير الفني الحالي لنادي هيبرنيان بالدوري الإسكتلندي، أن السنوس أصبح ثقافة وتزداد بين اللاعبين، والأمر يحتاج لتثقيفهم لأن ذلك يسبب الإدمان بشدة، وهم لا يفهمون التهديد الحقيقي له على المدى الطويل.
وكشفت "ذا أثليتيك"، أن أحد اللاعبين في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، أصيب بسرطان اللثة بسبب استخدام السنوس الكثيف.
وتجرى رابطة اللاعبين المحترفين دراسة بحثية جديدة كجزء من حملة لتحذير اللاعبين من مخاطر السنوس.
وأكد "جونسون"، رغم حظر السنوس ووضعه ضمن قائمة الأدوية المحظورة في إنجلترا، لكن لا يمكن منع اللاعبين من تعاطيه: "لا نعرف كيف نحاربها، إنهم لاعبين كبار، وفي النهاية نستسلم، لكن ذلك مزعج حقا، لاسيما عندما أرى شبابا أعمارهم تتراوح بين 16، 21 عاما تتعاطاه".
وأضاف: "إذا دخلت التدريب وفي يدك 4 أو 5 سجائر، الناس ينظرون إليك ويقولون ما هذا المظهر السئ؟، إنها نفس كمية النيكوتين التي تدخل مع السنوس، الأمر لا يختلف".
أصبح تعاطي السنوس جزءا من الحياة اليومية في كرة القدم الحديثة، يتعاطاه لاعبين في أندية النخبة مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، وصولا إلى المستويات غير المنتظمة والأندية شبه المحترفة.
الدكتور جيمس مالون، المحاضر للعلوم في جامعة ليفربول، يؤكد، أن السنوس يمكن أن يسبب سرطان الفم والحلق.
وتظهر الأبحاث العلمية أن الاستخدام المكثف يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، ويبطئ أوقات التعافي من إصابة العضلات، ويقلل من جودة النوم، ويسبب تلف اللثة ومشاكل الأسنان، ويجعل اللاعبين معرضين للمعاناة من اضطرابات الصحة العقلية.
وينتشر السنوس بشكل كبير بين لاعبي البيسبول في الدوري الأمريكي، خاصة بعد الحظر الجزئي لعام 2016 الذي فرضه مجلس الإدارة على مضغ التبغ.
حاول أحد أندية الدوري الإنجليزي حظ تناول السنوس بين اللاعبين، بعد انتشاره بينهم بكثافة، إذ كانوا يتعاطونه علنا في الحافلة أثناء توجههم لملاعب المباريات، لكن في النهاية لم تفلح عملية الحظر، وتم الاتفاق على أنه سيتم السماح لهم بتعاطيه طالما بعيدًا عن أعين الجمهور. وفقا لـ "ذا أثليتك" التي لم تكشف عن اسم النادي.
وقال أحد أعضاء الطاقم الطبي للنادي: "لا يمكنني تحمل ذلك، رغم تحذيرهم من تبعاته الصحية الواضحة من استخدامه لفترات طويلة، لكن دون فائدة".
كان جيمي فاردي، نجم منتخب إنجلترا ونادي ليستر سيتي، يتعاطى السنوس، وكتب في مذكراته المنشورة عام 2016، الجمهور سيفاجأ بمدى شيوعه بين اللاعبين، وأكد أنه أقلع عنه بعد ذلك.
وحكى أحد اللاعبين لـ "أثليتك": "جربته عندما كان عمري 18 عاما، وكنت في مانشستر مع أحد اللاعبين، ذهبنا إلى ملهى ليلى، وقالوا لي جرب هذه يا فتى، لقد جربته فقط، إنه يبردك، ويجعلك تسترخي، في البداية تشعر بقليل من الاندفاع في الرأس وستشعر بالدولار قليلا، خاصة إذا كنت بالخارج".
وتابع: "كان ذلك شيئا اعتاد الناس فعله لتهدئة أعصابهم، خاصة أن اللاعبين يشعرون بالقلق أو التوتر قبل المباريات، ولكن كلما فعلت ذلك أكثر وأكثر، لا يمنح أي تأثير ويصبح الأمر أكثر إدمانا".
وعلى الرغم من التقديرات تفيد إلى أن السنوس أقل ضررا من التدخين بنسبة 90%، إلا أن كل كيس يحتوي على كمية من النيكوتين أعلى بكثير من السيجارة، ويباع بتحذير أنه يضر بالصحة ويسبب الإدمان.
وفرضت بعض الأندية غرامات تتراوح ما بين 100 جنيه إسترليني لـ 250 إسترليني لأي شخص يمسك وهو يتناول السنوس.
فيديو قد يعجبك: