شريف عثمان يحكي لـ"مصراوي" حكاية أول ذهبية لمصر من البرازيل
حوار – يسرا سلامة:
لم يكن إنجاز شريف عثمان في سبتمبر 2016 بالحصول على ذهبية بأولمبياد ريو دي جانيرو، فارقًا ليس فقط في تاريخه كلاعب رفع أثقال، أو كذهبية مصر الأولى في بارالمبياد 2016، لكن أيضا كسر للرقم البارالمبي 193 كيلو جرامًا، بعد رفع ثِقل بوزن 203 كيلو جرامات، لمنافسات وزن 59 كجم، متجاوزًا منافسه النيجيري الحاصل على الفضية.
عن الفوز وكيف وصل لهذا الحلم، والدعم والإخفاق، يحاور "مصراوي" البطل المصري من ريو دي جانيرو بالبرازيل.
في البداية عرفنا بنفسك؟
اسمي شريف عثمان خليفة عثمان، مواطن ولاعب بمنتخب مصر، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة العربية دفعة عام 2003 بجامعة المنيا، عمري 34 عامًا، اتممتهم هنا في ريو في 15 سبتمبر الجاري، وأعمل موظفا في الشركة المصرية للاتصالات ولاعب في نادي الشركة وأيضا في دوري الشركات.
ما شعورك بكسر الرقم البارالمبي من المحاولة الأولى وعزف السلام الوطني لمصر؟
"شرف كبير جدا وهفضل اعتز بيه طول عمري"، الحمد لله ربنا وفقني لكسر الرقم القياسي، وشعرت بالفرحة لدى كل أعضاء البعثة، شعرت أنه من الممكن أنك تقول إن مصر موجودة ليس بالحرب أو "الخناق" لكن بالرياضة، خاصة إنها لغة تجمع كل الشعوب.
هل هذه أول مرة يتم ترشيحك للبارالمبية؟
ليست المرة الأولى، فالله منّ عليَ سابقًا بثلاث ميدليات ذهب من ثلاثة أولمبياد، وهما بكين 2008 ولندن 2012 وأخيرًا وليس آخرًا ريو دي جانيرو 2016.
هل وجدت أي صعوبات للترشيح أو في فترة التدريب؟
طبيعة الحال في مصر أن الانسان المعاق يواجه صعوبات في البداية، لكن بفضل الله دعمتنا اللجنة البارالمبية ووزير الشباب خالد عبد العزيز.
ما نوع الإعاقة التي لديك؟
أصبت بشلل أطفال في عمر التسع سنوات بالطرفين السفليين، لكن "بعرف اتحرك ومش بستخدم عكاز ولا كرسي متحرك".. الإصابة جاءت مثل أي طفل بحُمى وتركز في الأعصاب.
متى وكيف بدأت في رفع الأثقال؟
البداية كانت من أجل الحفاظ على صحتي، "كنت بحاول أبقى موجود"، ولم أكن أعرف حينها أن هناك منافسات للمعاقين، وعرفت بالصدفة خلال وجودي بالنادي باليوم العالمي للطفل المعاق، وكان السلام الوطني يعزف لمن يمثلون مصر في البطولات الدولية، فسألت شخص بجانبي بالصدفة "اعمل ايه عشان ابقى معاهم؟"، فضحك فتحديته "إيه رأيك إن السنة الجاية هكون معاهم"، ثم انضميت لفريق الجامعة في 2003، وتوقفت ثم عدت مرة أخرى في 2005، وبدأت رفع الأثقال بشكل محترف، لأنضم إلى المنتخب الوطني في العام 2006.
لمن تهدي جائزتك الميدالية الذهبية؟
"في الحقيقة مش أنا اللى فزت بالميدالية الذهبية.. لكن زوجتي هي اللي فازت بيها".. زوجتي هى أكثر شخص وقف بجانبي، خاصة إني سبت البيت من حوالي ستة أو خمسة أشهر، وكل تلك الفترة في التمرين، ودايما تحفزني وتدعمني، وقبل البارالمبية أثناء التدريب بمصر أتواجد يوم أو يومين في المنزل وهى تحتسب تدريبي بمثابة عمل ومهمة تدعمني من أجلها.
كيف استقبل أهلك بالمنيا فوزك؟
عرفت أن هناك فرحة غامرة بمحافظتي، هناك لافتات تكرمني، وحفلة تكريم عقب فوزي بالميدالية مباشرة، ووعد بحفل آخر عند عودتي نهاية هذا الأسبوع، ومحافظ المنيا حاول التواصل معي لكن هنا الاتصالات بها مشكلة، وعلمت أن هناك تكريم في الانتظار فور عودتي.
وكيف استقبلت مكافأة اللجنة البارالمبية التي تُقدر بـ 500 دولار؟
لا تعنيني الفلوس في شئ بقدر الفرحة بنتيجة المجهود الذي بذلته، وثمرة المجهود في كسر الرقم القياسي والميدالية الذهبية.
من أكثر الشخصيات الداعمة لك؟ ومن هم قدوتك في اللعبة؟
الكابتن سعيد عبد الحافظ هو أول مدرب لي، وهو بمثابة أب وليس مدرب فحسب، وقدوتي في اللعبة كابتن منتخب مصر أحمد جمعة، والذي فاز بخمس دورات أولمبية بين الذهب والفضة، وكابتن متولي مطحنة، وهو يتواجد معنا في البعثة لكن لظروف الإصابة لم يشارك وهو حاصل على ثلاثة ميداليات فضية ومثلها في الذهب، وكابتن فاطمة عمر التي فازت بأربع ميداليات أوليمبية ذهب وفي ريو كانت الفضية هي الميدالية الخامسة لها.
ما هى جوائزك السابقة خارج الأولمبياد؟
حصلت على بطولة العالم في كوريا 2006، بميدالية ذهبية في 56 كيلوجرامًا، والتى حصلت خلالها على المركز الأول والميدالية الذهبية فى 56 كيلوجرامًا بالإضافة إلى حصولي على المركز الأول فى الوزن ذاته خلال بطولتي العالم اللتين أقيمتا فى ماليزيا 2010 والإمارات 2014.
انتشرت معلومة إنك كنت بائع للألبان في بداياتك.. ما صحتها؟
لم أكن بائع؛ لكني كنت أريد العمل في أحد المحلات التي تبيع الألبان، وعندما وجد صاحب المحل إني معاق شعرت بلسان حاله "أنت مش هتشيل ولا تحط" وقال لي وقتها "أنا عندي عمالة زائدة" لرفع الحرج، وتلك كانت أول مرة لمحاولة العمل في القاهرة، وعملت بوظائف أخرى "ساعي وبياع جلد وكاشير".
هل تواصل أحد معك من السلطات المصرية للتهنئة عقب الفوز؟
هنأتنا رئيسة اللجنة البارالمبية "حياة خطاب" والنائب محمود الضو، وقدموا لنا كافة الدعم المطلوب، ووزير الشباب والرياضة يتصل بنا تقريبًا يوميًا قبل وبعد الفوز ويقول لي "شد حيلك يا بطل".
ماذا تنتظر بعد الفوز في مصر؟ وما هى أحلامك القادمة؟
منتظر أن يكون استقبالنا يليق بنا بشكل أدبي، ولا يخلو من المسؤولين، والاستقبال الشعبي للناس، وكذلك وجود الإعلام، و"نفسي أكمل واعمل لمصر ميداليات ذهب تاني وتاني لحد ما اعمل مسيرة كويسة".
هل ترى أن الدولة ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة؟
بصفة عامة.. لا، ضعيفة جدا، ولذلك أناشد الرئيس السيسي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة "احنا كان لينا الشرف إننا نرفع علم مصر في البرازيل".
هل فيه صعوبات واجهتك في البداية للتدريب على اللعبة؟
في البداية لم يكن هناك اهتمام كاف، خاصة وأنت لاعب جديد، لا يوجد دعم مادي، وتنقلاتنا ومصروفتنا مسؤوليتنا، خاصة إن معظمنا ليس له دخل آخر، فيتمنى أن يصرف على تدريبه لتقديم الأفضل.
ظهرت في لقاء مع الرئيس السيسي في فيديو سابق؟ ما قصته؟ وهل هناك رسالة له؟
التقيت مع الرئيس السيسي أكثر من مرة، وسنقابله بالميداليات عند العودة بإذن الله، ورسالتي له كرياضي أتمنى أن يتم معاملتنا كالأصحاء، في التدريب والمكافأت والظهور الإعلامي، وكذوي إعاقة اطلب منه أتمنى الاهتمام بنا لإننا قادرين على الإنجاز، ونشرف البلد.
كيف تعامل معك بقية اللاعبين والمدربين من جنسيات أخرى بعد الفوز؟
بحفاوة شديدة، "كانوا فرحانين جدا بللي عملته".
فيديو قد يعجبك: