تامر عبدالحميد يكتب: دموع الخروج
بقلم- تامر عبدالحميد:
كم هي قاسية كرة القدم، فبالرغم من سحرها وجمالها ومتعتها فهي قادرة على أن تأخذ أرواحنا إلى عنان السماء، وهي القادرة أيضا إلى وأد تلك الروح في غيابات الحزن، وتلك المشاعر المختلطة مابين الفرحة والحزن نجدها في المباراة الواحدة عشرات المرات.
ولقد تذوقنا بالأمس نحن المصريون، وخاصة مشجعي نادي الزمالك "كأس المرارة" بالخروج الأفريقي بخسارتنا لبطولة غابت عنا لخمسة عشر عاما، وحرمنا من المشاركة في كأس العالم للأندية والتي كانت حلم لنا قريب المنال.
كانت آمالنا عريضة وكبيرة، وكانت أحلامنا طويلة ومضيه، واستيقظنا منها بفزع على كابوس الخسارة الثقيلة في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة تجعل من الصعب جدا تعويضها فى لقاء العودة أمام هذا المنافس القوي الشرس المنظم في كل خطوطه.
وكعادتنا كمصريين صارعنا وتحدينا الظروف الصعبة، والمتمثلة في خوض النهائي بقائمة قوامها سبعة عشر لاعبا، وهزيمة ثقيلة في مباراة الذهاب، وبمجموعة من اللاعبين الأكفاء مهاريا وبدنيا ولكنهم يفتقدون لعامل الخبرة في مواجهة تلك المواقف الصعبة في النهائيات وتجاوزها والفوز بها.
قاتَلوا بشرف أمام سبعين ألف تجمعوا من أطراف المحافظات لحضور المباراة في برج العرب، وأمام الملايين الذين تجمعوا في الطرقات وعلى المقاهي تزينوا بإعلام الزمالك ومصر، يستعدون ويتأهبون للاحتفال بالنصر، شباب وبنات ورجال ونساء وأطفال وشيوخ كلهم تجمعوا على حب مصر، متمثلة في نادي الزمالك، فخابت الآمال، وغاب التوفيق، ولم يستطع اللاعبون تخطي العقبة التي وضعوا أنفسهم فيها، وتبدلت المشاعر بمرور الوقت إلى الياس والإحباط حتى سالت الدموع من العيون حزنا على الخسارة، وخرج الكل وأعينهم تفيض من الدمع حزنا على ما ضاع، رافعي رؤسهم جميعا بهذا الخروج المشرف، وهذا الأداء الرجولي، وهذا التشجيع المثالي، ولاسيما السلوك الحضاري.
وليس لنا إلا أن نقول إنها المجنونة التي عودتنا دائما وأبدا في مهدنا وشبابنا، حتى هرمنا أن تتلاعب بأرواحنا ما بين الحزن والفرح على هذا الجسر، الذي يبلغ طوله تسعين دقيقة، فكل التحية والتقدير إلى من بذل العرق والجهد ولم يُوفق في حصد اللقب.
فيديو قد يعجبك: