تقرير.. دييجو لوبيز ومقدسات الموت
تتناول أسطورة (مقدسات الموت) التي ظهرت في الجزء الأخير من سلسلة (هاري بوتر) الروائية والسينمائية قصة ثلاثة أغراض منحها الموت لثلاثة سحرة كانوا حاصروه وسخروا منه في إحدى المرات وهي 'حجر البعث' و'عباءة الاخفاء' و'العصا الكبرى'، وهي الأغراض التي اذا ما اجتمعت في يد شخص واحد لا يقدر أحد على مواجهته، حتى الموت.
وبطريقة أو بأخرى تقف هذه 'المقدسات' في وجه دييجو لوبيز (32 عاما) حارس ريال مدريد الإسباني الذي لم يضمه المدير الفني للمنتخب فيسينتي ديل بوسكي حتى للقائمة المبدئية للمونديال التي أعلن عنها اليوم لتضعه في قبضة 'الموت' فيما يتعلق بمشاركاته الدولية.
- كاسياس و'عباءة الاخفاء':.
يقف قائد المنتخب وريال مدريد إيكر كاسياس (32 عاما) كالعقبة الأولى والرئيسية أمام وجه دييجو لوبيز في حلم الانضمام للمنتخب، فعلى الرغم من استدعاء الأخير لكأس القارات 2009 إلا أنه لم يشارك في أي لقاء، حيث إن حصيلة مباراياته الدولية تقف عند الرقم '1'، وكانت لمدة 30 دقيقة في لقاء ودي أمام مقدونيا في 12 أغسطس/آب 2009.
لا يوجد لاعب كرة قدم أو ربما رياضي يحتل في قلوب الإسبان المكانة التي يحتلها 'القديس' كاسياس، الذي لا شك في أنه واحد من أفضل الحراس الذين أنجبتهم إسبانيا، ولكن التجاهل الذي يحدث مع لوبيز سواء كان بقصد أو بدون، يعود في جزء كبير منه إلى الاقصاء الذي تعرض له كاسياس من الدفاع عن مرمى الملكي في النصف الثاني من الموسم الماضي.
كان الجميع يظن أن وصول لوبيز إلى الريال سيكون لتعويض اصابة كاسياس التي استمرت ستة أسابيع ليستمر الأول بعدها في دور الـ'سنيد' ويعود إيكر للـ'بطولة'، ولكن ما حدث كان العكس حيث أصبح لوبيز أساسيا طوال الفترة المتبقية من الموسم، ومع بداية الموسم الجاري لم يتغير الأمر، ولكن لجأ المدير الفني للريال الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى اشراك 'القديس' في مبارايات الكأس ودوري الأبطال.
ولكن ما الذي ينتظره لوبيز ليحصل على التقدير الذي يستحقه؟ بكل تأكيد الضلع الأول من 'مقدسات الموت' و'عباءة الاخفاء'، أو بمعنى آخر أن يقرر كاسياس الرحيل عن الملكي أو يعلن الاعتزال، بهذا ستكون المنافسة بين بقية الحراس مثل بيبي ريينا أو فيكتور فالديس أو ديفيد دي خيا متوازنة.
-الاعلام المدريدي و'العصا الكبرى':.
في الجزء الأخير من (هاري بوتر) كانت 'العصا الكبرى' التي لا تستطيع أي عصا سحرية أخرى مواجهتها وتمنح من يتحكم بها النصر دائما موجودة في يد الحكيم دمبلدور بقبره قبل أن يتمكن الشرير فولدمورت من حيازتها، وبالنسبة لوضع دييجو لوبيز فإنها موجودة في يد الاعلام المدريدي.
أغلب وسائل الاعلام المدريدية وعلى رأسها صحيفتي (ماركا) و(أس) لم تمنح أبدا دييجو لوبيز حقه في 'التلميع والبريق' الذي يحظى به كاسياس، فكم من مرة أنقذ خلالها الحارس الذي كان من ناشئي ريال مدريد وانتقل إلى اشبيلية قبل أن يعود مجددا إلى بيته، مرماه خلال الموسمين الماضي والجاري ولم ينل حقه في المديح والاشادة.
ولكن على الصعيد الآخر فإن أي تصدي عادي أو حتى جيد من كاسياس في المبارايات التي خاضها، كان يحصل على نصيبه من المدح والاشادة، بل وربما تخصيص خبر خاص عن هذا التصدي ووصف الأمر بـ'المعجزة' أو 'الأسطورة'.
يحب على لوبيز أن ينجح في استمالة الاعلام المدريدي وجعله ينسى أنه من أبعد كاسياس 'المحبوب' عن دور البطولة الرئيسي في الدفاع عن عرين الريال، وهذا الأمر لا يأتي من فراغ حيث إن هذه الوسائل لعبت دورا كبيرا في رحيل مدرب بحجم جوزيه مورينيو عن الريال وكل المعارك 'الوهمية' التي وقعت حينها، فضلا عما حدث أيضا من قبلها مع الألماني مسعود أوزيل لاعب أرسنال الإنجليزي الحالي.
-ديل بوسكي و'حجر البعث':.
الضلع الثالث في 'مقدسات موت' دييجو لوبيز على صعيد المبارايات الدولية يتمثل بكل تأكيد في يد صاحب الكلمة والقرار الأخير في المنتخب الإسباني، مديره الفني فيسينتي ديل بوسكي، الذي قرر عدم ضم دييجو لوبيز إلى قائمة الفريق - حتى المبدئية- لكأس العالم 2014 بالبرازيل.
ديل بوسكي هو الوحيد القادر على 'بعث' دييجو لوبيز في المبارايات الدولية، وهو الأمر الذي قد يأتي اما في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2016 أو في البطولة نفسها، اذا ما استمر لوبيز في الصراع ضد تأثير 'عصا الساحر' منتظرا أن تزيح 'عباءة الاخفاء' كاسياس من طريقه.
وحينما يأتي هذا الأمر ربما يكون ديل بوسكي قرر الاعتزال عن تدريب إسبانيا في ظل وجود مدرب جديد يؤمن بقدراته في الذود عن مرمى المنتخب الإسباني، أو حتى وضعه في الاعتباره بضمه ليكون الحارس الثاني للـ'ماتادور'.
فيديو قد يعجبك: