سامي العدل.. الزملكاوي الأصيل
كتب- محمد مصطفى:
"هل مصر أنظف من فرنسا أو اليابان؟ أو أرقى من أدب الإنجليز؟ أوفي عبقرية الألمان؟ بالطبع لا ولكن نحبها لإنها أُمنا.. أنا عندي الزمالك كدا".. كلمات وصف بها الفنان الراحل سامي العدل، حبه للزمالك، فلم يكد يخلو حوارًا تليفزيونيا أو صحفيا يجريه إلا ويتطرق لكرة القدم وحبه وعشقه للبيت الأبيض أكثر من الحديث عن عمله الأصلي كفنان.
لم يحرمه مرضه من الحضور لنادي الزمالك لافتتاح المنشآت الجديدة، دخل متكئا على ابنه خالد، التفت الكاميرات والميكروفونات حوله، ليقول بصوته الأجش: "اللي أنا شايفه النهاردة في نادي الزمالك مشوفتوش في أي نادي في مصر".
"يا رب" قالها من قلبه ردًا على تساؤل هل تكون بطولة كأس مصر التي اقتنصها الزمالك موسم 2012 - 2013 انطلاقة للفريق، وذلك بعد الفوز في المباراة النهائية أمام وادي دجلة بثلاثية، وتحدث بخفة دم: "خالد إبني عمره ما شاف الزمالك بيعمل أي حاجة، فقرر إنه يشاهد المباراة معي بعدما تقدم الزمالك بثنائية لتكون تلك أول بطولة في حياته معي".
لم يكن محبا للزمالك كأحد المسئولين، رغم تدخله في الكثير من الصفقات، واجتذاب لاعبين لميت عقبة، ولكنه أحب كمشجع، فتحدث كثيرًا عن "تحكيم الأهلي، والإعلام الأحمر"، ليقول في أحد حواراته التليفزيونية بخفة دم المشجع الذي ملكه حب ناديه: "شوبير حبيبي بس بيطلع في برنامجه يقولي أنا fair، قولتله يا راجل أن بقعد أغّل وببقى عايز أدخل أتكلم.. الأهلي انتشر زي الاحتلال في الإعلام والصحافة"، فلم يمل أو يكل من سنوات الزمالك العجاف بل كان دائما يردد شعار: "مش بنشجع الزمالك علشان بيكسب، لا بنشجع الزمالك علشان عايزينه يكسب".
فجنون الكرة لا يشعر بمتعته إلا المحب.. يحكي سامي العدل "كنت بمشي سيرا على الأقدام من شبرا إلى الاستاد لمشاهدة مباريات الزمالك"، ويقول في أحد المواقف الطريفة: "مرة خُفت على عربيتي، فأخذت تاكسي يوصلني ويعود بي بعد المباراة، واشتريت تذكرة لسواق التاكسي، لم يكن له في الكرة، ولكن جلس بجواري في المدرج، يُمثل إنه متأثر بالمباراة ليأخد مني سجائر بحجة التوتر، وخلصها كلها اللي معايا".
ولكن رغم حبه الجامح للنادي الأبيض، لم ينس أبدا ذكرياته وهو يشاهد مباريات الأهلي والزمالك وسط جمهور الأحمر، ويقول: "كانت فيه روح حلوة بين الجماهير".. "احنا اتجننا دلوقتي.. مختار التتش وجورج سعد وعبده البقال كانوا في موسم الانتقالات وقتهم بيتم بدون فلوس، ولم تكن هناك مشكلة في حالة لعب انتقال لاعب للنادي الآخر"، فتصنيف الأهلي والزمالك مثل تصنيف المسلم والمسيحي، "ليه منكونش أنقياء" قالها بصدق نية.
شاهده جمهور الأهلي في عزاء مشجعي الاولتراس بعد مجزرة بورسعيد، فقدم لتقديم العزاء: "اللي مات في بورسعيد، ولادنا مش ولاد الأهلي بس، ولكن الأب اللي ساب ابنه يروح ستاد بورسعيد وعارف ان فيه مشاكل بين الأهلي والمصري لازم يحاكم".
رحل سامي العدل، قبل أن يشارك الزمالك احتفاله بالتتويج بأول بطولة للدوري منذ 11 عاما، حيث يفصل الزمالك 4 نقاط عليه أن يحصل عليها من 4 مباريات لإعلان التتويج رسميا، ولكن يظل اسمه محفورًا كأبرز الأسماء المخلصة لناديها أيا كان الانتماء.
يمكنك متابعة أهم وأحدث الأخبار الرياضية على فيسبوك عبر صفحة.. مصراوي الرياضي
فيديو قد يعجبك: