#100_سنة_قمة.. بالوثائق حقيقة أكبر انتصار في الديربي
كتب- علي البهجي:
التاريخ لا ينسى ولا يمكن أن يتجاهل وقائع بعينها، خاصة وإن كانت تلك الوقائع لها علاقة بكرة القدم، فالتوثيق هو الفيصل في كثير من حالات الجدل التي تدور دائما بين خصمين في عالم الساحرة المستديرة، كل منهما يقف على الطرف الأخر ولا يرى سوى فريقه في زي الأقوى، وما دون ذلك فهو هراء.
لكن تبقى الوثائق لتكون بمثابة الدليل القاطع أمام كل مشجع، فطوال الـ 100 عامة الماضية، ومع انطلاق أول مباراة قمة بين الأهلي والزمالك دائما ما تتردد مقولة " نحن أصحاب الانتصار الأكبر" في تاريخ الديربي، فجماهير القلعة الحمراء تحتفظ في ذاكرتها بالعديد من النتائج الكبيرة لكنها دائما ما تتغني بمباراة الـ 1/6 الشهيرة، ولا تعترف بالمباراة التي خسرها الفريق الأحمرعام 1944أمام غريمه التقليدي الزمالك بنتيجة 0/6.
وفي هذا التقرير سنسرد الواقعة بكل تفاصيلها وأبعادها السياسي والرياضي، استنادا على نشر في جريدة الأهرام حول تلك المباراة، وما جاء في كتاب "النادي الأهلي – بطولة في الرياضة والوطنية" بقلم الناقد الرياضي حسن المستكاوي.
ليلة المباراة
وصفت صحيفة (الأهرام) في عددها الصادر يوم الرابع من يونيو المباراة بـ"الفنية القوية" وقالت "لم تشهد العاصمة منذ مباراتي الهاكوا والمجر مباراة فنية قوية مثل التي أقيمت أول أمس بين ناديي فاروق والأهلي على كأس فاروق الأول.
وأمام حشد جماهيرى رهيب يتقدمهم الملك فاروق ملك مصر والسودان مبارة شهدت فـوز تاريخي هو الثاني من نوعه لنادي الزمالك علي الأهلي حيث فاز الزمالك بنفس النتيجه في دوري القاهرة عام 1942
فلم تشهد العـاصمة بعـد مبارة الهاكوا والمجـر مبارة فنية وقوية كالتي اقيمت بين نادي فاروق الأول والنادي الأهلي في ملعب امتلاء قبل بدأ المبارة بـ ساعتين تقريبا .
فقد بدأت بين جمهور كبير جدا ملأ الملعب قبل المباراة بساعتين وأخذت من المنظارة كل اهتمام وقد تجلى فيها فن اللعبة واكتمل لاشبال الزمالك الذين برزوا في الملعب على الجزيرة بروزا ملموسا وكانت خططهم ناجحة طوال 90 دقيقة.
وأصابتهم نتيجة هجمات متتالية ومرسومة بلغت ستا.
مشوار الفريقين
الزمالك
بدأ الزمالك الدور الأول باللعب مع فريق اتحاد السويس بملعبه في السويس يوم 30/4/1944 وفاز الزمالك بـ نتيجة 3/0 ، وفـي الدور ربع النهائي تقابـل نادي الـزمالك مع الأولـيمبى يـوم 12/ 05 / 1944 و فـاز الـزمالك بـ نتيجة 3/1
وتقـرر ان يتقابـل الزمالك مع النادي المصـري البورسعيـد ولكن اصرار النادى الساحلى على اقامة تلك المباراة فى بورسعيد، دعا الاتحاد المصرى لالغـاء تلك المُباراة وأعتبار المصرى مُنسحباً و يتأهل الزمالك مُباشرةً الى المبارة الختامية ليقابل الفائز من مـبارة الاهـلي و الســكة الـحديـد.
مشوار الأهلي
بدأ مشوارة في كأس الملك يوم 30/4/1944 مع فؤاد الأول بطنطا وانتهت المبارة بفوز الاهلي بـ 3/0
وفي الدور ربع النهائى يوم 14/5/1944 تقابل الأهلي مع بوليس بورسعيد وانتهت المبارة بفوز الاهلي بـ 1/0 وفي الدور نصف النهائى يوم 20/5/1944 تقابل الأهلي مع السكة الحديد وانتهت المبارة بفوز الاهلي بـ 4/1.
تشكيل الفريقين
"الزمالك"
يحيى إمام ” حراسة المرمى “، جلال قريطم، العربى، حافظ زقلـط، حنفى بسطان، محسن السحيمى، البشبيشى، عمر شندى، عبد الكريم صقر، مصطفى كامل مدكور، عبد الرحيم شندى".
"الأهلي"
كمال حامد ” حراسة المرمى “، محمود المهيلمى، محمد الجندى، حمدى كروان، حسين مدكور، مصطفى علوانى، كامل عطية، منير حافظ، صالح الصواف، وديع أحمد مكاوي".
أهداف المبارة
أحرز حافظ الشهير بزقلط هاتريك بـ 3 أهداف، و محسن السحيمي اصغر لاعبي الفريق 2 هدف، كما سجل عبدالكريم صقر أحد نجوم الفريق هدفا واحدا.
وتسلم قائد فريق الزمالك الكأس من الملك فاروق الاول واصبح بطل كأس الملك عام 1944.
السفر إلى فلسطين
وفيما يلي الرواية كاملة كما كتبها المستكاوي في كتابه.. "النادي الأهلي – بطولة في الرياضة والوطنية"
صـ 185
أول أزمة مدوية للأهلي مع اتحاد كرة القدم وقعت في عام 1943، فقد طلب ليفون كاشيشيان المحرر الرياضي في إحدى الصحف الفلسطينية سفر النادي الأهلي للعب 3 مباريات ودية خلال الصيف.
أجرى الأهلي اتصالا باتحاد الكرة للحصول على الموافقة فرفض الاتحاد، علما بأن فريق اتحاد الجيش المصري كان قد سافر ولعب في فلسطين.
تدخل فؤاد سراج الدين وكان عضوا بالأهلي ووزيرا للداخلية ووافق على سفر الفريق، وأرسل الموافقة إلى وزارة الشئون الاجتماعية التي تشرف على الأندية، إلا أن رئيس الاتحاد ووزير الحربية حيدر باشا حصل على هذه الموافقة ومزقها.
ويبدو أن في الأمر خلافا بينه وبين فؤاد باشا سراج الدين، الذي علم بما جرى فأمر بسفر الفريق واستخراج جوازات السفر، وأن يتشكل تحت إسم "منتخب نجوم القاهرة"، وبالتالي يبدو كأنه مجموعة من اللاعبين شكلت فريقا فيما بينهم، دون ضرورة الحصول على موافقة اتحاد الكرة، الذي هدد بشطب اللاعبين في حالة السفر.
وبالفعل سافر فريق الأهلي تحت إسم "نجوم القاهرة" إلى فبسطين، فقرر اتحاد الكرة برئاسة حيدر باشا شطب 14 لاعبا ، وتوقف نشاط اللعبة في الأهلي لمدة شهر.
وعندما جاء موعد كأس الملك تدخل أحمد باشا حسنين لكي يعفو الاتحاد عن اللاعبين بشرط الاعتذار للملك رسميا.
وفي 29 سبتمبر 1943 اجتمع مجلس إدارة الأهلي في منزل جعفر والي باشا رئيس النادي بمطرية الزيتون وجرت مناقشة لموضوع الايقاف والشطب.
وتناول الحضور مسألة سلطة الاتحاد على الأفراد وحقه في منعهم من اللعب خارج القطر، وقال محمد مدكور عضو المجلس أنه كان قد صدر قرارا بمنع اللعب في فلسطين وأن فريق اتحاد الجيش سافر قبل صدور قرار المنع.
وأوضح أحمد فؤاد أنور أن الاتحاد منع أندية أخرى من السفر إلى فلسطين، وانتهى الاجتماع باقتراح من فكري أباظة برفع مذكرة الى اتحاد كرة القدم بملاحظات المجلس التي تتلخص في أن العقوبة أبدية وأن السبب لم يذكر في قرار الشطب، وأن اللاعبين لم يحقق معهم، فإذا رأى الاتحاد ألا يأخذ بوجهة نظر مجلس ادارة النادي فإن النادي الأهلي مع الأسف الشديد لا يستطيع عمليا أن يدبر بحال ازاء شطب 14 من أبرز لاعبيه فريقا لائقا لمباريات الموسم.
وقد انتهت الأزمة باشتراك الفريق في كأس الملك.
صـ 164
لكن هناك حادثة شهيرة وهي قرار اتحاد كرة القدم عام 1944 بإيقاف 14 لاعباً من النادي الأهلي الذين لعبوا في فلسطين تحت اسم فريق "نجوم القاهرة".
وكان رئيس الاتحاد في ذلك الوقت هو حيدر باشا رئيس ناجي المختلط.
وقد أدى هذا القرار إلى انسحاب الأهلي من الاتحاد، وتصاعدت الأزمة حتى تدخل الملك فاروق شخصيا وطلب حيدر باشا وأمره بإنهاء المشكلة، بحيث يعتذر الأهلي ويقبل اعتذاره قبل مباراة الفريقين في نهائي الكأس والتي انتهت بفوز المختلط 6-صفر.
فيديو قد يعجبك: