"الديربي المصري" بين ذكريات الماضي وحقيقة الحاضر
ميرهان أبو اليزيد
في مطلع صيف عام 2002 كانت النسائم الربيعية تغمر الأجواء ،الحماس زائد في الصدور خاصة احمد فاروق الذي كان جالسا في منزله متلهفا لمباراة القمة بين قضبي الكرة المصرية" الأهلي والزمالك" واضعا أمله في نجوم الفريق في ذلك الوقت، يتخيل حازم إمام ينهي مسيرته بمباراة عالمية يتحدث عنها أجيال قادمة ،يري بشير التابعي وهو يقوم بدور الصخرة الدفاعية التي يتحطم عليها هجمات الخصم، طرد كل هذا من عقله ورفض تناول طعامه قبل المباراة ليتفاجئ بنهاية غير متوقعة فلا يسعه سوي أن يخلد إلي النوم ويغرق مع حزنه العميق.
الآن ومع مرور 16 عام علي مباراة "6/1" الشهيرة، يقام "الكلاسيكو 115" علي ستاد القاهرة اليوم بالجولة ال17من المسابقة ضمن ختام مباريات الدور الأول ،ويتملك احمد فاروق الإحباط بالكامل؛لما يمر به فريقه من تخبط وتدهور،إذ لا يشغل باله كثيرا بالنتيجة التي يتوقعها سالفا "مش فارقة معايا كتير نظرا لمستوي الزمالك السيئ".
ويشاركه الرأي يحيي أمين طالب بكلية الإعلام " أعتقد الماتش محسوم أكيد مش منتظرين منه حاجة بس عشان الزمالك هنتفرج".
ومع كل التخبطات التي مر بها نادي الزمالك قبل لقاء الأهلي ،من إقالة نيبوشا بعد هزيمة الفريق من طلائع الجيش بهدف دون رد وتولي الكابتن إيهاب جلال قيادة الفريق تمسك محمود فتحي بدعم فريقه وعزم علي مشاهدة المباراة"أنا هتفرج علي الماتش مش عشان بطولة لكن عشان عايز أشوف فريق بيلعب وإيهاب جلال ممكن يعمل إيه مع الفريق"
من وجهة نظر أخري نجد من تأثر بالأزمات التي تعرض لها نادي الزمالك في الآونة الأخيرة فكان عمر محمد من ضمنهم"زيه زي أي ماتش" مبررا ذلك"عشان بقي مسخ مش دا الزمالك اللي اتربينا عليه وشجعناه..هوية النادي بتختفي بالتدريج،لكن هتفضل مباراة قمة".
علي الجانب الاخر، لم يشعر محسن رزق البالغ من العمر 60 عاما بأي فرق بين تلك المباراة وأي مباراة أخري يخوضها النادي الأهلي"هتفرج علي الماتش عشان مباراة لنادي أنا بشجعه ،اشبع هوايتي مش اكتر" مبررا موقفه "مبقاش فيه الشغف بتاع زمان".
جاء ذلك في الوقت الذي علقت فيه مي جاد "هنتفرج عادي ..ماتش للأهلي وخلاص" مع نظره من الاستنكار أكملت"اللاعيبة مبقوش زي زمان دلوقتي كله بيدور علي مصلحته".
الأهلي والزمالك..الزمالك والأهلي كثيرا ما أمتعونا خلال مباريتهم وحفروا ذكريات في أذهان المشجعين لا يمكن أن تنسي، لكن الآن ومع التغيرات التي طرأت علي الساحة الرياضية فقدت تلك القمة متعتها في أنظار المشجعين و أصبحت مجرد مباراة تنتهي مع صافرة الحكم وبعض من البوستات الطريفة علي مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن الفوز أو الخسارة.
فيديو قد يعجبك: