القائد غالي.. محارب إغريقي بُعث في الألفية الثالثة دقت ساعة رحيله
كتب- علي البهجي:
القائد حسام غالي، أشبه بالمحاربين القادمين من عصر الإغريق، يتجسد دوما في مخيلة عشاقه، بفارس وسط ساحة قتال، يمتطي جوادا مشهرا سيفه دوما في وجه من يحاول الاقتراب من قلاع مدينته، يرفض الخروج دون أن تلحق به كدمة أو تطاله سهام الأعداء، لكنه دوما كان صامدا رغم العثرات التي اوشكت أن تنقض عليه طوال ترحاله.
سنوات من النزال ما بين قتال هنا ورحيل هناك من أجل مجد خارج حدود مملكته، تلك الرحلة شارفت على النهاية، بعدما أعلن القائد يوم تركه للميدان، أمام أعين جمع من الناس، حاول امساك دموعه وقتها، لكنها راوغته لأول مرة وسقطت رغما عنه، لتبرهن على مدى حزن القائد بقرار رحيله عن معشوقته الأولى.
جماهير النادي الأهلي ترى في حسام غالي دوما صورة المدافع الأول عن النادي، سواء داخل أو خارج الميدان، اختلفوا معه كثيرا حول مواقفه ، لكنهم لم ينكروا اخلاصه لقميص الأهلي.
قطاع كبير من ملاعب القارة السمراء تشهد لغالي، تنصفه حين يتخلى عنه البعض أو يرميه بالغرور أو التعالي، عرقه المتساقط كان دوما دافعا للصغار من أبناء جلدته للسير على ضرب قائدهم من أحل الدفاع عن ناديهم.
حسام غالي لحظات الانتصار دوما كانت حاضرة في مشواره سواء مع المنتخب أو النادي الأهلي، يحمل القائد في جعتبه 4 بطولات للدوري بالإضافة لبطولاتين لكأس مصر، و3 ألقاب للسوبر المحلي.
وعلى الصعيد الأفريقي توج حسام غالي ببطولة أفريقيا لأبطال الدوري في نسختين والسوبر الأفريقي مرة واحدة، كما فاز بالبطلولة الوحيدة للأهلي في مسابقة الكونفدرالية.
ومع منتخب مصر حقق حسام كأس الأمم الأفريقية 2010، كما أنه أحد أفراد الجيل الذهبي لمنتخب الشباب، الذي حقق 3 العالم عام 2001، وولعب بعدها فى دورة قطر الدوليه بمشاركة فرق عالمية، واختير أفضل لاعب فى البطوله مناصفه مع اللاعب البرازيلي كاكا وحصل على هداف البطولة.
خلال فترة احترافه، كانت البداية مع فينورد الهولندي عام ، في صفقة بلغت 1.5 مليون يورو، حيث شارك خلال 55 مباراة شارك بها، سجل فيهما 3 أهداف وصنع 5 آخرين في موسمين، ليختار بعد ذلك الدوري الإنجليزي عبر بوابة توتينهام هوتسبير عام، في صفقة بلغت 3 مليون يورو.
ومع توتنهام سجل حسام غالي 3 أهداف وصنع 6 آخرين في 34 مباراة في موسمين، والجميع يتذكر واقعه القائه قيمص الفريق اللندني التي كانت كفيلة بإنهاء مشواره مع الفريق هناك، ليرحل عن توتينهام ويبدأ مسيرة جديدة في الدرجة الثانية الإنجليزية معارًا لفريق ديربي كاونتي عام،
ومع ديربي لم تكن هناك استفادة قوية حيث لعب 16 مباراة ولم يصنع سوى هدفًا وحيدًا، ليوقع بعدها مع نادي النصر السعودي عام واستطاع أن يسجل هدفًا ويصنع 4 اخرين، ثم عاد إلى النادي الأهلي ليحمل شارة القائد.
دوما كان قادرا على العودة والانتفاض مجددا، المتأمل في مسيرة حسام غالي، سيجدها دائما ما كانت تعمل العثرات لكنه واجهها بمزيد من الصبر، قائد الأهلي تعرض لأزمة المنشطات حن احترف في السعودية مع نادي النصر، وكانت قريبة من انهاء مسيرته، لكن بعد تبرئته عاد متألقا مرة أخرى.
خلال الأعوام الثلاث الأخيرة كانت حافلة بالأزمات ما بين القائد وبعض اللاعبين داخل القلعة الحمراءأو بين بعض الجماهير، بالإضافة لواقعة القائه شارة القائد، ليحرم من حملها قبل أن تقرر الإدارة اعادتها له بعض وقت ليس بقليل.
تعرض حسام غالي لمطالب عدة لاعلان ميعاد اعتزاله، لكن دوما كان مؤمنا بأنه لا يزال قادرا على العطاء، ولن يرحل عن الملعب إلا بعد التأكد من عدم قدرته على اللعب والصمود كقائد.
اللحظة التي ستظل دوما عالقة في أذهان جماهير الأهلي، حين أعلن موعد اعتزاله، ليدخل في نوبةبكاء بعدها، غير مصدق بأن ساعة الرحيل قد حان، ليدون ميعاد لالقاء النظرة الأخيرة على جماهير، مغلقا بذلك رواية قائد ستظل دوما جماهير الأهلي تتذكره كمحارب بعث من عصر الإغريق ودقت ساعة رحيله.
فيديو قد يعجبك: