تحليل- خسارة أم مكسب؟ .. رعاية الأهلي نصف المليارية أمام قفزة الزمالك التاريخية

كتب - محمد يسري مرشد:

أعلن النادي الأهلي رسميًا في الساعات الأولى من صباح الخميس، حصول شركة "صلة" على رعايته مقابل 500 مليون جنيه بعد منافسة مع شركة "برزينتيشن"، ووكالة الأهرام للإعلان. فيما ينتظر أن يعقد النادي مزايدة على حقوق بث مبارياته يوم السبت.

جلسة اليوم شهدت إثارة شديدة وكادت تلغى المزايدة للمرة الثانية بعد وصول العرض الأكبر إلى 485 مليون جنيه قبل أن تصل القيمة إلى 500 مليون جنيه.

وفور الإعلان عن القيمة انقسم الشارع الرياضي إلى 3 فرق، الأول يرى أن القيمة مُرضية في ظل نتائج الفريق قاريًا، والثاني يرى أن القيمة تاريخية ولا يصح مقارنتها مع الدولار، والثالث يرى أن القيمة لا تتناسب مع مكانة الأهلي ووضع السوق الحالية والمتغيرات وسعر الدولار.

ولتحليل وجهات النظر، سنعقد مقارنة مع المجلس الأسبق وليس السابق، وتحديدًا مجلس حسن حمدي الذي كان يحتل فيه محمود الخطيب منصب نائب الرئيس.

في 30 مايو 2011، أعلنت وكالة الأهرام للإعلان حصولها على حقوق رعاية الأهلي مقابل 141 مليون جنيه، إضافة إلى 9 ملايين مزايا أخرى، بعد منافسة مع وكالة" كرنكر ست مصر" وشركة "سبورت بيزنيس" وشركة "ليدكلرل".

في هذا الوقت، كان متوسط سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 5.58 جنيه أي أن قيمة عقد رعاية الأهلي في هذا العام كان تقدر بـ27 مليون دولار تقريبا.

ويقدر عقد 2018 الذي وقعه النادي اليوم مع "صلة" 28 مليون دولار، باعتبار أن متوسط سعر الدولار أمام الجنيه يبلغ 17.9.

فكرة تحول قيمة الرعاية من الجنيه للدولار له وجاهته خصوصًا بعد تعويم الجنيه، لعلاقته بالقوة الشرائية مع تضاعف أسعار اللاعبين بسبب التعويم.

الأهلي تعاقد في صيف 2011 مع عبدالله السعيد من الإسماعيلي في صفقة تاريخية وقتها اقتربت من الـ6.5 مليون جنيه (مليون و200 ألف دولار تقريبا)، وبالأمس تعاقد الأهلي مع صلاح محسن من إنبي مقابل 38 مليون جنيه وحدد النادي البترولي 30 مليون جنيه (مليون 700 ألف دولار) ثمناً لمحمد مجدي "قفشة" الذي يلعب في نفس مركز عبدالله السعيد.

"قفشة" قيمته في 2018 تساوي تقريبا 5 أضعاف قيمة عبدالله السعيد بالجنيه المصري، في حين أن الفرق بينهما بالدولار 500 ألف فقط، وصلاح محسن في 2018 بـ38 مليون جنيه والسعيد بـ6.5 في 2011 وهو ما يعكس انخفاض قيمة الجنيه وأن القوة الشرائية في 2011 غير 2018.

ومن المقرر أن يتعاقد الأهلي مع مدافع "محمود علاء" بـ10 ملايين جنيه، ولاعب وسط "مهند لاشين" بـ13 مليون جنيه، فهل يعني تضاعف عقد رعاية الأهلي بالجنيه أنها زادت بشكل فعلي من حيث زيادة قدرة النادي على شراء اللاعبين؟

البطولات

"الرقم غير مرضٍ ولكن هذا يرجع لأن الأهلي لم يفز ببطولة دوري أبطال إفريقيا منذ 2012"، وجهة نظر أخرى ترى أن ما حدث طبيعي بالنظر إلى غياب الأهلي عن الفوز بالبطولات القارية في آخر 3 سنوات، لكن ما حدث مع الزمالك والأهلي في 2011 وبعدها ينسف وجهة النظر التي تضع النتائج معياراً في تحديد قيمة الرعاية.

فقدحصلت وكالة الأهرام للإعلان على حق رعاية الزمالك في 2011 مقابل 25 مليون جنيه، ووصل النادي الأبيض اليوم إلى 400 مليون جنيه أي أن قيمة رعايته تضاعفت 16 مرة وهو لم يحصل على أي بطولة قارية، ولم يفز بالدوري سوى مرة، وخرج بشكل متكرر أو لم يشارك ببطولة دوري أبطال إفريقيا.

وحصل الأهلي في 2011 على عقد الرعاية الذى يقدر بـ"27 مليون دولار" بعد نتائج مخيبة في عامين، فقد ودع دوري أبطال افريقيا من دور الـ١٦ علي يد كانو بيلارز ٢٠٠٩، ثم من سانتوس كونفيدرالية وودع بطولة كأس مصر في نفس السنة، وفي ٢٠١٠ الأهلي خسر السوبر من حرس الحدود، وودع بطولة إفريقيا علي يد الترجي، وخسر أمام حرس الحدود في كأس مصر، وفي ٢٠١١ قامت الثورة وودع الأهلي بطولة الكأس على يد إنبي في نفس العام، وخرج من دور المجموعات لدوري الأبطال وفى كل هذه الظروف حصل على عقد الرعاية التاريخي.

كما أنه لو كانت البطولات تتحكم في قيمة الرعاية، هل سيصبح إنبي النادي الأول في مصر لو توج بالدوري والكأس وبطولة إفريقيا؟ وهل إذا حصد الإسماعيلي هذه البطولات سيتخطى عقد رعايته النادي الأحمر... والسؤال الأهم: هل يلفظ السوق مانشستر يونايتد بسبب نتائجه؟

البعض برر حصول الأهلي على هذا الرقم بغياب الجمهور، وهنا يرد رئيس صلة نفسه راكان الحارثي الذى خرج في تصريح سابق بمؤتمر "مشروع القرن" يتحدث عن دراسة علمية تقول إن جماهير الأهلي يبلغ عددها ٨٠ مليونا حول العالم ويكشف أنه في المركز الـ١٠ في العالم بين الأندية الأكثر شعبية، كبرى شركات العالم المتخصصة في الأبحاث والقياسات الرياضية والدراسات الخاصة بالرعاية والتسويق الرياضي مثل "إبسوس" و"نيلسون سبورت" و"بليند فاير"، قالت إن الغالبية العظمي للشعب المصري يشجعون الأهلي، ٤٠ مليون من ٥٠ مليون وباقي النسبة تتقاسمها باقي الأندية، الدراسة أجريت بالتعاون مع شركة صلة في مايو الماضي وأثارت ضجة كبيرة.