تحليل .. جلال وساري وبيب فى الإجابة على سؤال: أين الصفقات؟
كتب - أيمن محمد:
أحمد الشيخ ينتقل في صفقة مدوية للأهلي بعد التوقيع للزمالك مع إيقاف عدة أشهر ، يبقي الشيخ علي دكة البدلاء حتي يعود مرة اخري للمقاصة فيحصد لقب الدوري وفي أثناء اتجاهه إلي مدينة الفيوم والتي تحتضن الفريق الذي يرتدي ألوان الأخضر والأزرق يذهب في الاتجاه المعاكس لقلعة الجزيرة ميدو جابر ويبقي ميدو أسيرا لمستوي الموسم الواحد فقط يستعيد ذاكرة الأهداف أمام طلائع الجيش بالتخصص .
هشام محمد يسطع بشدة والجميع يتحدث علي إنه قادر علي إيجاد لمسة مختلفة في خط وسط الأهلي ، ولكنه يبقي أسير دكة البدلاء مع مشاركات طفيفة وفي أثناء عودة هشام إلي بيته يذهب أنتوي المنسي ليصبح ثاني هدافي الدوري مع المقاصة .
في المقابل وعند ضفاف ميت عقبة يأتي دونجا ثم داوودا وعماد فتحي ومهاجم المقاصة الذي لعب في الخليج والذي أخذت وقتا لتذكر اسمه (نعم ..نانا بوكو) ثم تجدهم خارج الملعب أو خارج أسوار الفريق تماما .
ما هو السر في عدم ظهور لاعبي المقاصة بشكل جيد في صفوف الأهلي والزمالك ؟ هل هي الطريقة أم الأسلوب ؟ الإجابة في السطور القادمة
إذا كان الجميع يتحدث عن طريقة اللعب والتي تتمحور حول 4-2-3-1 أو 4-3-3 ولكن قلما نجد من يتحدث عن الأسلوب الذي يتبعه المدرب والذي يجعل لاعبا مثل أحمد سامي أو مودي ( مدافعين بدرجة متوسطة ) مطلوبين وبشدة في انتقالات يناير الماضية من قبل قطبي الكرة المصرية .
الأسلوب ..ذلك هو ما يغفله البعض دوما عند الحديث عن التحليل الفني للمباريات ، الأمر غير متعلق فقط بالطريقة ، بالطبع استخدام طريقة مناسبة أمرا يظهر من قدرات اللاعبين بشكل أكبر مثلما وجدت داوودا زميلا لهشام محمد في ثنائية الوسط علما بأن كليهما لم يلعبا في ذلك المكان أبدا في صفوف الناشئين حتي وصولهما للفريق الأول .
هل تتخيل مثلا أن يلعب كارتيرون في الأهلي بإسلام محارب زميلا لهشام محمد في خط الوسط ؟! ..هل تتقبل فكرة الاستغناء عن الثنائية المقدسة ( عاشور والسولية في الأهلي ) أو ثنائية طارق حامد ومحمود عبدالعزيز وقبلها معروف يوسف في الزمالك
لماذا يتم اختيار لاعبين في أسلوب لعب لا يلعب به النادي ؟ هل هذا قصور في العين أم عدم معرفة بالفارق بين طريقة اللعب وأسلوب اللعب ؟
مع إيهاب جلال في المقاصة وصل الأمر به إلي أنه اعتمد علي 3-2-5 بتواجد ثلاثي دفاعي وثنائية في الوسط وخماسي في الهجوم ومن أجل تعزيز قدرات الهجوم أعاد حسين الشحات لمركز الظهير الأيمن مخاطرا بعدم إجاته للواجبات الدفاعية مثلما الحال بالنسبة لأحمد فتحي مثلا ولكنه في سبيل الهجوم بسباعي من أصل 11 لاعب بينهم حارس مرمي فقط اتجه إلي التأمين بثالث في قلب الدفاع وأحيانا ما يكون هاني سعيد والذي وصل عامه الثامن والثلاثين الان ووقت تواجد جلال مع المقاصة كان يلعب في عمر السادسة والثلاثين .
الفارق أن جلال في المقاصة كي يقضي أولا علي أزمة عدم تواجد ارتكاز دفاعي قوي كان يقوم بالضغط المبكر بأكبر كم من اللاعبين حول المنافس وبالتالي كان يستعيد الكرة في زمن أقل بالنسبة لفرق الدوري ..ليس هذا هو السر فقط فالأهلي يقوم بذلك والزمالك أحيانا والمصري أيضا ، صبرا كي تكتمل الصورة .
لماذا ظهر الشيخ كهداف للدوري وأحد اللاعبين المرشحين للتواجد في قائمة مصر في المونديال قبل أن يعود مرة أخري للأهلي ويختفي للأبد ..حسنا هات ما لديك ( الشيخ لا يدافع ..الشيخ غير مميز دفاعيا ، الشيخ لن يعود مثل عودة سليمان أو زكريا أو حتي محارب للعب كظهير أيمن في ظل انضمام فتحي أو هاني للعمق ) .
إيهاب جلال هنا استخدم الشيخ للضغط في مساحة أقل عند خط دفاع المنافس وبالتالي فقط بضعة أمتار التي سيقطعها مع زملائه وعند استسلام المنافس بالتمرير الخاطئ أو حتي باللعب الكرات الطولية يبدأ جلال في استغلال لاعبيه المميزين هجوميا ( عددا هم الأكبر من أي منافس في الدوري علي أرضية الملعب ) وبالتالي يتضح سر تألق هشام محمد وداوودا رغم لعبهم في مراكز لا تمت لصلة بقدراتهم .
حدثني أكثر عن فريق في الدوري كان يمتلك سبعة لاعبين مهاجمين بدرجة كبيرة في بداية أي مباراة ؟ لن تجد
في الأهلي كان العدد يزيد إلي ستة علي الأكثر إذا لعب عبدالله السعيد في الموسم الماضي كارتكاز دفاعي في وسط المباراة ولا يمكن أن تقارن قدرات هشام أو داوودا الهجومية بقدرات السولية وعاشور .
الأهلي أتي بهشام محمد وهو يظن أنه سيلعب بنفس الشكل الذي يؤدي به السولية أو عاشور وهذا جرم في علم كرة القدم ( إذا كنا نعترف بالعلم بالأساس ) وبالتالي ليس هناك أي اندهاش في الاستماع الأن في حاجة الأهلي إلي ارتكاز والحديث عن حمدي فتحي أو أكرم صالح ( لا تظن أني أخطأت الاسم، أعلم أن اسمه إسلام ولكن الامر يذكرني بصفقة تمت من ثلاثة سنوات .. أكرم توفيق )
هل تعرف ماوريسيو ساري ؟ المدير الفني الجديد لتشيلسي والذي فقط بسبب أنه استطاع أن يصنع من جوريجينو أحد أفضل لاعبي الوسط في أوربا جعل اللاعب يتجه لقلعة ستامفورد بريدج بدلا من الي أسوار ملعب الاتحاد تحت قيادة بيب جوارديولا .
ساري الذي جعل من كوليبالي المدافع السنغالي والذي كان ساذجا في بطولات أفريقيا السابقة مع السنغال هدفا لكبار أوربا وأستطاع ان يشكل مع ألبيول الذي رحل من مدريد ثنائية لا يشق لها غبار في صناعة اللعب من الخلف ، مع هيجواين الذي استطاع أن يحطم الرقم القياسي لعدد الاهداف في موسم واحد بالسيري أ ، حتي أن هيجواين نفسه فشل في تحقيق ذلك الرقم مع يوفنتوس رغم امتلاك اليوفي لقائمة أثقل أسماء بكثير من قائمة نابولي ..ولكنه الأسلوب.
جلال وساري فشلا في تحقيق لقب مع المقاصة ونابولي ولكن هذا يرجع إلي أنه من السهل صناعة 11 لاعبا أو 14 لاعبا ولكن من الصعب أن تصنع 23 لاعبا ينافسون بهم الأهلي في مصر ويوفنتوس في إيطاليا .
في مصر ستجد لاعبين يأتون ويذهبون دون أن تشعر بهم بسبب أن المدرب اختارهم في أسلوب لعب لا يلعب به هو شخصيا ( البدري مع الأهلي ) فضلا عن أنه يضعهم دائما في مقارنة مع من هم موجودين تحت إمرته رغم أنهم يلعبون بشكل مختلف عنهم وبالتالي يحتل الأساسين أماكنهم لعدة سنوات .
الأمر أكثر صعوبة في الزمالك نظرا لتوالي المدربين وبالتالي يصبح من الصعوبة الاعتماد علي أي لاعب جديد باستثناء الموجودين في أرض الملعب وتصبح الإضافة مقصورة علي لاعب أو إثنين دون أن نتعرض لأسلوب ، فنحن فقط نبحث في ميت عقبة عن بداية الطريقة واعني طريقة اللعب .
بالتالي ففي الوقت الذي صنع فيه بيب جوارديولا فريقه علي مدار عامين وبالتالي ضم لاعبا واحدا في الصيف وكان يحتاج للاعب واحد إضافي وهذا هو الطبيعي لآنه يختار من اللاعبين ما يناسب أسلوبه لا أن يختار لاعبا جيدا او ممتازا كما قال عن بيانتش أحد أفضل لاعبي الوسط في أوربا ( من رأيي أن بيانتش ربما يكون بديلا أمثلا لدي بروين مع تصعيد دي بروين لأداء دور سيلفا )
أخيرا ..هل عرفت الان لماذا تسأل في كل فترة انتقالات.. أين الصفقات؟
فيديو قد يعجبك: