عبد الرحمن فوزي.. تاريخ بلا كاميرا (بروفايل)

كتب ـ مصطفى الجريتلي:

تُسجل هدفين في 4 دقائق خلال المباراة الأولى لك ولمنتخب بلادك في كأس العالم ولكن لا يتذكر الكثير هذا الإنجاز ويتحدثون عن هدف لاعب أخر جاء بعد 56 سنة أمر قد تراه الآن وأنت تقرأ هذه السطور مجحفاً ولكن مجدي عبد الغني، صاحب هدف مصر في كأس العالم 1990 والذي يعتبره الكثيرون الأول للفراعنة في المونديال علل الأمر ضاحكاً:" أعرف أن عبد الرحمن فوزي صاحب أول هدف ولكن هدفي كان في عصر القمر الصناعي والفيديو أمام هدفه فيحتاج إلى كتب تاريخ".

تحل اليوم السبت الموافق 11 من أغسطس الذكرى 107 لميلاد عبد الرحمن فوزي، صاحب أول هدف لمنتخب مصر في بطولة كأس العالم بنسخة 1934 في إيطاليا:"المنتخب المجري كان مصنفاً للفوز بالبطولة وتقدم بهدفين في الدقيقتين 7 و 18 حتى عاد والدي وسجل الأول من تمريرة محمد حسن الجناح الأيسر للمنتخب حينها في الدقيقة 26 وفي الدقيقة 42 سجل الهدف الثاني (فرست تايم) ثم ألغى الحكم له هدفاً ثالثاً بعد مرور 7 دقائق من الشوط الثاني فحدثت مشكلة قبل أن يستكمل المنتخب المصري المباراة ويُهزم برباعية مقابل هدفين".. هكذا تحدث أحمد شيرين فوزي عن مشاركة والده الأولى في كأس العالم.

ويبدو أن هدفي عبد الرحمن فوزي لم يأتيان صدفة:"كان يضع الكرة في الماء حتى يزداد ثقلها ومن ثم يصوبها في التدريبات وهو ما حدث معه في الهدف الثاني فكان يُسمى هداف القذائف الصاروخية وبالمناسبة والدي تم اختياره كأفضل قلب هجوم في كأس العالم 1934".

بدأ فوزي الذي وُلد عام 1911 مشواره في نادي الشبان ببورسعيدي؛ حيث نشأ قبل أن تراه أعين سكرتير عام نادي المصري وضمه للنادي ليلعب بجوار أحد أساطير النادي حينها محمد حسن الظهير الأيسر وبعدها انضم منه لمنتخب القناة".

اللاعب الذي بدأ مشواره عام 1927 مع المصري لم تكتمل فرصة انضمامه للمنتخب الوطني ومن ثمّ المشاركة معه في أولمبياد 1928 لصغر سنه وظل مع الفريق البورسعيدي قبل أن يلعب لموسم مع الأهلي وبعد تألقه في كأس العالم عاد لنادي الزمالك ليستمر معه حتى 1947:"أخبر والدي رئيس الزمالك أنه سيعتزل الكرة ويترك الفرصة للاعبين الصغار فرد عليه بقوله سترتدي الترينج وتدرب الفريق فكان يعلم أنه يقود زملائه داخل الملعب".

وبالفعل انطلقت مسيرة أخرى حافلة للمدرب عبد الرحمن فوزي مع الزمالك حتى عام 1956؛ حيث انتقل بعدها لقيادة المنتخب السعودي لكرة القدم 1957 كأول مدرب له؛ حيث استمر معه 5 مواسم:"والدي كان يضع (غطيان الكازوزة) على مائدة للاعبين ويشرح لهم خطة المباراة وتحركاتهم ويحفظهم أدوارهم".

ثم عاد مرة أخرى ودرب الزمالك ثم عمل في فترته الأخيرة مستشاراً للنادي حتى وفاته في 16 أكتوبر 1988 قبل عامين من تسجيل مجدي عبد الغني هدف مصر في كأس العالم بإيطاليا أيضاً، ليُخلد مسؤولو القلعة البيضاء ذكراه بإطلاق اسمه على الصالة المغطاة.