في عيد ميلاده الـ65.. الخطيب محبوب والدته الذي تلقى عزاها في الملعب
كتب- مصطفى الجريتلي:
"مش قلتلك يا محمود هتموت".. 4 كلمات من والد محمود الخطيب جعلت الشاب الذي أتم عامه العشرين يصمت ولا يجد ما يقوله.
محمود الخطيب، صاحب الـ20 عامًا، أخبره عبده صالح الوحش وزميله بفريق الأهلي زيزو بخبر وفاة والدته ليعدو مهرولا في الشارع لا يدري إلى أين يسير حتى أسرع خلفه زملاؤه بسياراتهم، وذهبوا إلى المستشفى الإيطالي ليجد جثة والدته قد عادت لمنزله في منطقة عين شمس.
"أول ما سمعت الخبر جه في بالي كلمة أبويا بلاش عملية يا محمود.. قالوا هتموت"، ولكن ابن العشرين أراد توديع والدته، فدخل الغرفة؛ حيث جثمانها، وكشف عن وجهها، وقبلها، ودعا لها، ولم يبت في منزله.
الخطيب كان عائدًا في أحد الأيام من المران لمنزل والده في منطقة عين شمس؛ حيث اعتادت والدته الوقوف في المطبخ لإعداد الطعام له رغم وجود شقيقات قادرات على فعل ذلك، بدلًا منها لشقيقهم رقم 10 بالأسرة.
"كانت بتتألم وهي بتعمل الأكل وبعدين تدخل أوضتها وتعض في فوطة من كتر الوجع"، الخطيب لم يكن ليتحمل رؤية والدته في هذه الحالة، فقرر أن يعرضها على طبيب.
وبالفعل سأل محمود والده عن ذلك فوافق، وذهب الثلاثي إلى الطبيب؛ حيث أخبرهم بضرورة خضوعها لعملية في الكبد: "بلاش يا محمود عملنا عملية ليها سنة 1962 والدكتور قال أي عملية تانية خطر على حياتها".
ولكن الطبيب أخبر محمود أن الأمور تطورت، وعليه أن يطمئن، فالعملية التي خضعت لها مر عليها 12 عامًا لذا لا داعيَ للقلق.
الأمور مرت بصورة طبيعية، وعادت والدة الخطيب للمنزل وهي بصحة جيدة: "وشها كان منور اليوم ده وكانت جميلة جدًا وكنت فرحان وقعدت أحكي معاها لحد الساعة 12 أو 1 بعدين رُحت التمرين".
الخطيب كان يستعد لمباراة مهمة في انتظار فريقه الأهلي ونظيره الترسانة ببطولة الدوري؛ حيث يرغب الأول في تحقيق نتيجة إيجابية للاقتراب من صدارة البطولة.
ابن العشرين ذهب للتتش؛ حيث تدريباتهم استعدادًا للترسانة ولكن في وسط المران طلبه عبده صالح الوحش وزيزو، وجلسا معه بغرفة الملابس لإخباره بنبأ وفاة والدته.
محمود ظل يشعر بالندم؛ لكونه من اقترح خضوع والدته للعملية: "فضلت جملة بابا (بلاش يا محمود العملية) في بالي فبيّت عند واحد صاحبي".
ولكن ما كان والده ليسمح بتسلل الشعور بالذنب لقلبه وعقله؛ حيث ذهب لمنزل صديقه: "قالي الأعمار بيد الله، وجمهور الأهلي والنادي ليهم حق إني أروح ألعب ماتش الترسانة، وهو الحاجة اللي ممكن تفرحهم، وتخرجهم من الأحزان".
الخطيب ذهب إرضاءً لوالده وإيمانه بإمكانية أن يُساهم ذلك في إسعاد أسرته، ولكنه لم يكن "بيبو" الذي اعتاده الجمهور؛ لم يُسجل وانتهت المباراة بالتعادل السلبي: "مكنتش شايف قدامي مجرد بجري في الملعب، ولكن النتيجة كانت إيجابية في مشوار المنافسة على الدوري"، ولكن ذلك لم يؤثر في علاقته بالجمهور الذي ملأ الملعب حينها وغيّر من وتيرة هتاف "بيبو.. بيبو" الحماسي لآخر أقل حدة: "حسيت إن الـ60 ولا 80 ألف في الملعب بيعزوني في والدتي".
لم يكن الجمهور فقط بل كل من تواجد في الملعب حينها كان يستقبل الشاب العشريني بتعزيته في وفاة والدته، ما جعله يتحمس للقاء ولكن لم يستطع أن يُركز بالصورة الكاملة، حتى قابله والده عقب المباراة: "حضني، وقالي يا بني الأعمار بيد الله والحياة هتمشي.. أنا أكتر واحد زعلان، ولكن الأعمار بيد الله".
فيديو قد يعجبك: