تقرير.. بدأت بالقدم وانتهت باليد.. الأهلي يسقط في بحر الخسائر
كتب- محمد علام:
سقوط جديد يتعرض له الأهلي، وفي أقل من شهر تعرضت القلعة الحمراء للعديد من الخسائر أبرزها الخروج من دور الثمانية في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وخسارة 3 بطولات لفريق اليد، وخسارة فريق السلة رجال لبطولتين.
يمر الأهلي بواحد من أسوء مواسمه على الإطلاق، من حيث النتائج التي حققتها جميع الفرق الرياضية بالقلعة الحمراء باستثناء فرق الطائرة رجال وسيدات.
لكن ما يعاني منه الأهلي ليس فقط من سوء النتائج، بل أيضا بسبب سوء إدارة الملفات الخاصة بالنشاط الرياضي بالنادي.
ولكن قبل الحديث عن هذا سنرجع لفترة ما قبل الانتخابات، عندما حل السيد العامري فاروق نائب رئيس مجلس ادارة الأهلي ضيفا على الكابتن أحمد شوبير في صدى البلد بحلقة 22 نوفمبر 2017، وتحدث خلالها عن تفريط المجلس السابق بقيادة المهندس محمود طاهر في نجوم الفريق، الأمر الذى أدى لخسارة النادي العديد من البطولات في السلة والطائرة واليد، لصالح الأندية التي انتقل لها لاعبو الفريق الأحمر.
وبالرغم من أن خسارة الأهلي في عهد مجلس طاهر للعديد من البطولات، لكن تحقق في عهده رباعية اليد وهم: بطولة أفريقيا لأبطال الدوري، السوبر الإفريقي، كأس الكؤوس وبطولة الدوري، وحققت السلة بطولة الدوري وبطولة إفريقيا، بالإضافة إلى تحقيق فريق الطائرة لبطولتين أفريقيا.
ومن هنا يبدأ الحديث، ماذا قدم مجلس إدارة الأهلي برئاسة الخطيب منذ توليه مقاليد إدارة النادي؟ عندما جاء المجلس كان في شهر ديسمبر 2017، أي بعد بداية الموسم في جميع الألعاب قدم وسلة وطائرة ويد، وكانت هذه الفرق أتمت تعاقدها مع اللاعبين على سبيل مثال عبد الله عبد السلام عاد لفريق الطائرة، وأيضا كانت سيدات الأهلي تشارك في أولى بطولات الموسم وهي البطولة العربية التي أقيمت أنذاك بالصالة المغطاة بإستاد القاهرة.
وجاء الاختبار الأول لمجلس الإدارة، وهو دعم فريق اليد قبل خوض منافسات السوبر وكأس الكؤوس الإفريقية لكرة اليد التي نظمها الأهلي في إبريل 2018، ولم يكن الدعم على المستوى المطلوب، واكتفى النادي بضم حماصه فقط، وكانت النتيجة خسارة السوبر الإفريقي لصالح الزمالك المنافس التقليدي.
وكان الاختبار الثاني وهو الميركاتو الصيفي سواء لفريق القدم أو لفرق الألعاب الجماعية، وكانت هناك توقعات بدعم الفرق بصفقات قوية من أجل المنافسة على البطولات والحفاظ على ما تحقق، لكن التدعيمات لم تكن على المستوى المطلوب الذي كانت تنتظره جماهير النادي.
ولم يتم دعم فرق اليد والسلة بالنادي الأهلي بالصفقات القوية، حيث تعاقد الأهلي مع أحمد خيري لاعب الجزيرة والتونسي الشاب يوسف معرف، وأهدر النادي فرصة صفقة قوية كانت ستزيد من كفاءة الفريق وهو يحيى الدرع قبل أن ينضم الزمالك، والذي كان لاعبا حرا بعد انتهاء تعاقده مع إيسبيرج الدنماركي، وضاع اللاعب من يد النادي بسبب تفاصيل صغيرة يمكن التضحية بها من أجل التعاقد مع لاعب شاب دولي بقيمة وإمكانيات الدرع.
وقام فريق السلة بالتعاقد مع 4 صفقات وهم رامي الجنيدي وحاتم البحيري ومصطفى مشعل وأحمد علي "برغوتة" بالإضافة إلى التعاقد مع الأمريكي كوينتون دوجيت قبل أن يتم فسخ التعاقد معه بعد 4 شهور بناء على طلب من طارق خيري مدرب الفريق، ليضم الفريق مواطنه تود أوبراين الذي فاز مع الإتحاد السكندري بالبطولة العربية التي أقيمت ببيروت.
واكتفى فريق الأهلي لكرة السلة بالفوز بدوري المرتبط، بعد أن خسر كأس مصر في النهائي أمام الجزيرة بنتيجة 79-80، ثم ودع بطولة الدوري بعد خروجه من نصف النهائي أمام الزمالك بنتيجة 1-3 ( بلاي أوف)، ولم تُقتصر النتائج السلبية للفريق على البطولات المحلية، بل ودع بطولة أفريقيا إثر خسارته من سموحة السكندري في دور الثمانية ذهابا وإيابا.
وبالعودة لفريق اليد الذي عانى من مشاكل كثيرة كانت بدايتها بعدم دعمه بلاعبين متميزين، ليتواصل مسلسل الإهمال للفريق، حيث سافر إلى كوت ديفوار دون دعم قوي يمنح الفريق الفوز بالبطولة، بالرغم من ضم حماصه من سموحة على سبيل الإعارة، لكن حدث خطأ جسيم من الجهاز الإداري في تسجيل اللاعب ليحرم الفريق من جهوده في البطولة.
وبالرغم من الاتفاق مع علي زين على الانضمام لصفوف الفريق، لكن ظهرت أزمة وهي رغبة الاتحاد المصري في ضم اللاعب لمعسكر المنتخب بناء على طلب المدرب الأسباني ديفيز، على أن يتم الاستعانة به في مباريات قبل النهائي والنهائي، لكن تم رفض الاقتراح ليخوض الفريق البطولة بدون أي تدعيمات وكانت النتيجة خسارة البطولة وخسارة اللقب الإفريقي الثاني لصالح الزمالك المنافس التقليدي بعد الهزيمة في النهائي بنتيجة 25-27.
وبالرغم من التعديلات التي طرأت على إدارة كرة اليد بالنادي بإنهاء التعاقد مع عاصم حماد مدرب الفريق، وتعيين الكابتن عمر شوقي مديرا لجهاز كرة اليد، والتعاقد مع المدرب الأجنبي السلوفيني نيكولا ماركوفيتش، لكن لم يحدث أي جديد، واستمر مسلسل الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة في حق اليد، ليدخل الفريق مباراة السوبر الإفريقي المؤهلة لكأس العالم للأندية بدون تدعيمات قوية وكافية، ليتم الاكتفاء بحماصه نجم سموحة والمنتخب المصري وضم لاعب أجنبي في نفس مركزه كظهير أيمن وهو ألكسندر سيماكوف صاحب الـ33 عامًا قادما من نادي سباركاس الذي يحتل المركز السابع في الدوري النمساوي، وقد تعرض اللاعب الروسي لإصابة في الفخذ لفترة طويلة قبل بداية الموسم، لذلك لم يشارك مع فريقه بصفة مستمرة، قبل أن يتعاقد معه الأهلي وفقا لتصريحات مدير الفريق عندما تحدث عن تعاقده مع الفريق الأحمر.
وبالرغم من إعلان الأهلي على لسان رؤوف عبد القادر، مدير النشاط الرياضي للنادي، عن التفاوض مع الشارقة الإماراتي لضم علي زين للمشاركة في السوبر على سبيل الإعارة، لم ينجح النادي في ضم الظهير الدولي الأيسر، ولم يعلن النادي عن السبب في فشل ضم اللاعب بالرغم من موافقته المبدئية.
ليحصد الأهلي نتائج التخبط الإداري وعدم تدعيم الفريق بالصورة القوية، ليخسر الفريق الأحمر السوبر الإفريقي للمرة الثانية على التوالي لصالح الزمالك، بعد خسارة العام الماضي أيضا.
واستمرارًا لمسلسل التخبط داخل الأهلي، خسر الفريق بطولة كأس الكؤوس الإفريقية التي يحمل لقبها والتي تؤهل الفائز بها للمشاركة في النسخة القادمة من السوبر الإفريقي، بعد هزيمته في النهائي أمام النجم الساحلي الذي دعم صفوفه بصورة قوية جعلته قادر على حسم البطولة.
وبالعودة للاعب الروسي ألكسندر، فلم يكن أيضا محط إهتمام المدرب السلوفيني نيكولا، حيث لم يدفع باللاعب في المباراة النهائية إلا في دقائق قليلة بالشوط الأول، ليبقيه على الدكة بجواره حتي نهاية المباراة، كما أن الحساب الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة اليد نشر فيديو عبر حسابه الرسمي على "يوتيوب" لرمية جزائية سددها الكسندر تحت عنوان "أسوء رمية جزائية"، وقد فشل اللاعب في تسديد الكرة وخرجت من يده بصورة غريبة، عندما كان يلعب في صفوف موتو زاباروجي الأوكراني أمام فيزبريم المجري بدوري الأبطال لكرة اليد.
وهنا يأتي السؤال، من المسؤول عن التعاقد مع الروسي الكسندر؟ وما هي الأسس التي جعلت النادي يفكر في التعاقد معه دون غيره؟ هل لم يوجد في الدوري المصري من هم أفضل منه؟ هل لم يجد مسؤولو النادي الأهلي أفضل منه لكي يتعاقدوا معه؟ فلم يقدم الروسي أي جديد أو يضيف شيئا للفريق.
ولم تُقتصر خسائر القلعة الحمراء على البطولات الإفريقية، بل وصلت للمحلية أيضا ليفقد الأهلي صاحب الـ22 دوري، وحامل لقب دوري المحترفين لكرة اليد الموسم الماضي، لقبه أمس الذي احتفظ به لمدة عاميين متتاليين، لصالح الزمالك بعد خسارته في ختام الدوري بنتيجة 18-21، ولم تكن الهزيمة من الفريق الأبيض هي الوحيدة، بل سبق ذلك الخسارة أمام الجزيرة في الجولة قبل الأخيرة بنتيجة 25-26 في الثواني الأخيرة.
وخسر النادي الأهلي خلال الفترة الماضية ما يقارب الـ14 بطولة، بين القدم والسلة واليد وفريق الطائرة سيدات بالأهلي الذي خسر البطولة العربية.
وكانت فرق الطائرة بالأهلي رجال وسيدات، هم أصحاب العلامة المضيئة في النادي خلال الموسم الحالي، حيث حققوا الثلاثية "بطولة الدوري وكأس مصر وكأس افريقيا"، وكانت الخسارة الوحيدة لهذا القطاع هي البطولة العربية للكرة الطائرة للسيدات، بالإضافة إلى قرار الإدارة بالإعتذار عن عدم مشاركة فريق الرجال في البطولة العربية للكرة الطائرة التي أقيمت في تونس.
الخسارة ليست عيبًا، لكن العيب هو تكرار الأخطاء وأن تنتظر نتيجة مخالفة لما حدث، العيب هو الوقوع في نفس الخطأ وعدم التعلم منه، فهناك مقولة شهيرة تُنسب للعالم الألماني أينشتاين " الغباء هو تكرار فعل نفس الشيء عدة مرات وتوقع نتائج مختلفة".
ويطرح السؤال نفسه، هل تصحح إدارة الأهلي من أخطاءها وتقوم بإعادة ترتيب الأوراق داخل أورقة قلعة الأهلي بالجزيرة، لمعالجة الكوارث التي وقعت فيها وأدت إلى خسارة النادي الأحمر العديد من البطولات خلال الفترة الماضية التي لم تتجاوز العاميين؟
فيديو قد يعجبك: