قصة مصورة.. فنان مصري يُخلد احتفال صلاح الاستثنائي في قلب القاهرة التاريخية
كتب- علي البهجي:
ليس وحدهم الأبطال الذين يخلدون في كتب التاريخ وعلى جدران المباني في الطرقات، هناك صفوة من اللاعبين غزوا قلوب الجماهير حتى بات رسم صورهم وتجسيد لحظات انتصاراتهم نهج يسير على خطاه كل من أدمن نجم أو احب أسطورة، فالمجد الذي يسطر خلال سنوات ربما يحتاج لبضع ساعات لتخليده، لكن أثره يظل حيا في كل الأعين التي تقع عليه.
14 أبريل في مدينة ليفربول
ليلة استثنائية كانت تنتظر محمد صلاح، نجم ليفربول في ملعب أنفيلد، فاللاعب الذي كان ينافس على الظفر بهداف مسابقة الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، دخل يومها مواجهة صعبة مع فريقه أمام تشيلسي، في لقاء ضمن منافسات الجولة الـ 34 بالبريمير ليج.
النجم المصري سجل هدفا "رائعا" بعدما كان فريقه فائزا بهدف، لتنتهي المباراة بفوز الريدز بهدفين دون رد، الأمر الذي أبقي على آمال كتيبة ليفربول في تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يفوز به مانشستر سيتي في نهاية المسابقة.
الدقيقة كانت تشير لـ 53، الكرة تصل لمحمد صلاح على الجانب الأيمن من الملعب، يراوغ ويجري في اتجاه المرمى وبعدها يطلق صاروخا يسكن الشباك، ليؤمن تقدم فريقه، ليحتفل بعدها بشكل مختلف عما كان يفعله مع الريدز، الأمر الذي فسره بعد ذلك بانه جاء ردًا على الإساءات العنصرية التي تعرض لها من قبل مجموعة من جماهير تشلسي قبل مواجهة البلوز، بعدما وصفوه بـ"المفجر الإرهابي".
القاهرة- 6 يونيو
قبل أيام قليلة من عيد ميلاد محمد صلاح الـ 27، يقرر شاب مصري تخليد احتفاله الاستثنائي في قلب القاهرة التاريخية، بجوار أماكن مر عليها مئات السنين، لتصبح بعد ذلك مقصدا لجميع مرتادي المنطقة التاريخية.
منطقة "الحطابة" الواقعة بالقرب من القلعة ومسجدي محمد علي والسلطان حسن، هنا قرر عمرو أحمد مبارك البالغ من العمر سبعة وعشرين عاما، أن يخلد احتفال صلاح بعد هدفه في شباك تشيلسي برسمة على احدى البنايات العتيقة، ليوثق تلك اللحظة، لكنه لم يعلم بعد ذلك أن تلك المنطقة ستصبح بعد ذلك أثرا يحاول الكل الوصول إليه لالتقاط الصور بجوار رسمته.
عمرو خريج كلية الحقوق لم يكتف بدراسته وخاض مجال الرسم والفن التشكيلي قبل 9 سنوات واصبح محترفا في تلك المنطقة، لكن هذه لم تكن قصته من البداية، يرجع الشاب البالغ من العمر 27 عاما بدايته حين كان في المرحلة الابتدائية ليسخر جهوده في الفن وصنع العديد من اللوحات، الأمر الذي جعله في سن الـتاسعة يفوز بجائزة على مستوى الجمهورية الخاص بالمشروعات الصغيرة.
يروى عمرو أحمد:" فكرة تصميم رسمة خاصة لصلاح، جاءت بالتعاون مع احد اصدقائي حين فكرنا أن نسجل أكثر لحظة مميزة صلاح في لوحة فنية، ووقع الاختيار لهذا المكان بالتحديد كونه من أكثر المناطق الأثرية في قلب القاهرة".
يتمنى عمرو أن يقابل محمد صلاح في أحد الأيام، رغم انه يعلم صعوبة الأمر او استحالته، فهو يعتبره أن تلك اللوحة ربما تكون مع الوقت اثرا وشي مميز في هذا المكان، ويؤكد أنه أمامه العديد من الأماكن التي تحتاج للرسم على جدرانها لكنه لا يستطيع تنفيذ ذلك خشية أن يتعرض للمضايقات من قبل رجال الآمن او اتهامه بالانتماء لبعض الجماعات، لذلك لا يرسم الا في مكان يعلم أصحابه بشكل مقرب.
وعن يوم تنفيذ الرسمة، أكد انها استمر العمل بها لمدة 9 ساعات متواصلة، حيث أنه كان يرغب في سرعة الانتهاء منها لتصبح جاهزة للجمهور العام في أقرب وقت.
يعول الفنان الشاب على أعماله التشكيلة في إيصال رسالته للناس ويصبح مشهورا وسط العامة، لافتا أنه لا يفضل دفع الأموال عن طريق بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنتشر أعماله، رغم أنه يؤكد أن هناك بعض الأعمال يراها لا تستحق الانتشار لكنها بسبب الدفع المالي التي تحظى به تصبح منتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
يحلم عمرو أن يصبح في المستقبل صاحب شركة خاصة للأعمال الفنية، يرسم كل ما هو يعتبره فن بما في ذلك لوحات أو تماثيل أو حتى عمل الديكورات لبعض الأماكن سواء منازل أو أماكن عامة.
فيديو قد يعجبك: