تحليل .. كيف وجد الأهلي ضالته في موسيماني مخترع"جوجو بونيتو" في أفريقيا؟
كتب - محمد يسري مرشد:
ربما يعتقد البعض أن الأهلي مع مدير فني من أفريقيا يعني العودة سنوات إلي الوراء اعتماداً على النظرية العتيقة التي تضع ارتباطاً شرطياً بين جنسية المدرب وأسلوب الكرة المتوقع أن يقدمها ولكن المدير الفمي الجديد لبطل القرن الأفريقي ليس كذلك فهو لا يرتبط بما القارة سوى بجنسيته فقط.
يورجن كلوب جنسيه ألمانية وفلسفته مغايرة تماماً للصورة الذهنية عن الكرة الألمانية ومواطنه توماس توخل المدير الفني لبارسن سان جيرمان و البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب توتتنهام والإيطالي ماوريسيو ساري المدير الفني الأسبق لليوفي ، نماذج أخرى شهيرة تنسف فكرة الربط في عام 2020 بين المدرب وجنسيته كما كان الوضع في القرون الوسطى في تاريخ كرة القدم.
موسيماني أحد هذه النماذج في أفريقيا، مهلم صن داونز الذي أحيا اختراع "جوجو بونيتو" أو "الكرة الجميلة" لصاحبها المدرب البرازيلي العبقري الراحل "تيلي سانتانا" المنصف كأحد أفضل المدربين في العالم الذين قدموا كرة القدم في ثوب الجمال.
بداية موسيماني التدريبة لعبت دوراً بارزاً في تشكل المدرب الذي تربى على الأسلوب الإنجليزي، ملازمته والتعلم من البرزيلي كارلوس ألبرتو بيريرا ثم البرازيلي الأخر جويل سانتانا وولع المدرب بكرة القدم والتعلم وتطوير نفسه كل يوم تلاقت مع مشروع صنداونز في 8 سنوات صنعت فريقاً له هوية وفلسفة وأسلوب يقدم "جوجو بونيتو" البرازيلية تحت قيادة مدرب لا يحمل جنسيتها.
هوية
صنداونز له هوية وفلسفة واضحة حتى في مواجهة برشلونة، وهو ما حدث بالفعل في مباراة ودية في الـ 16 من مايو 2018 واجه فيها فريق موسيماني ، برشلونة بمناسبة احتفال الاتحاد الجنوب أفريقى بمئوية ميلاد الزعيم نيلسون مانديلا سجل الفريق الأفريقي هدفاً في معقل الـ "تيكي تاكا" من 13 تمريرة تناقل فيها فريق تلميذ سانتانا الكرة من حارس المرمى وحتي فيلاكازى .
والهدف يقودنا إلي قاعدة موسيماني الأولى في كرة القدم ، الهوية والتمسك بها ، التمرير المتقن والسريع والتحرك بدون الكرة لخلق المساحات مهما كان الخصم الذي يواجهك مع الوضع في الاعتبار المرونة في تطبيق هذا الأسلوب بين ملعب المدرب الجنوبي أفريقي وخارج ملعب فهو ليس يملك عصبية وعناد بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي.
طريقة
4-4-2 أو 4-2-2-2 الطريقة المفضلة لموسيماني والتي قدم بها أفضل نسخ صنداونز على الرغم من عدم تتويجه بالبطولة الماضية فالمعلم تيلي سانتانا أيضاً قدم النسخة الأفضل للبرازيل في مونديال 1982 بدون التتويج بالبطولة.
اعتمد موسيماني في هذه النسخة الضائعة على هيكل أساسي يبدأ من الحارس الأوغندي العملاق دينيس أونيانجو والظهير الأيمن السريع ثابيلو مورينا والمخضرم صاحب الدور الهجومي تيبوجو لانجيرمان، وفي الوسط القائد هلومفو كيكانا وفي الهجوم رباعي شبه ثابت على الجناح الأيمن يلعب صاحب القدم اليمنى الليبيري أنتوني لافور وعلى اليسار الجناح السريع ثيمبا زواني وفي الهجوم الثنائي جاستون سيرينو وليبوهانج مابوي.
العمود الفقري
يعتمد موسيماني على أجنحته زواني ولافور للهجوم الساحق مع وجود ثنائي double 6 وتقدم كيكانا للهجوم دوماً لتعويض فكرة غياب صانع الألعاب مع منح الحرية الهجومية للظهيرين مورينا ولانجيرمان وكان الأخير أحد أسباب تفوق صندوانز على الأهلي بخماسية نظيفة ، وفي الهجوم يحرك المدرب دائماً سيرينو ومابوي حسب نقاط ضعف المنافس، الأول يلعب دوماً في مركز المهاجم المتأخر ويجيد التمرير بشكل متقن والثاني هو المتقدم دائماً.
تطبيق
بتطبيق أسلوب لعب موسيماني (مع الاعتراف بالاختلاف في امكانات وقدرات لاعبي الأهلي عن صندوانز ) ستجد أن النادي الأحمر وجد ضالته في المدرب وتتقارب امكانات المتاح الأن من الموجود حالياً ، الشناوي دوره يفوق أونيانجو على الجهة اليسري تجد معلول الذي يجيد المساندة الهجومية والـ under lab ، عمرو السولية الأفضل بلا منازع حالياً في الأهلي يمكنه لعب دور كيكانا وتعويض غياب عدم ملىء فراغ غياب صانع اللعب المؤثر في الأهلي منذ رحيل عبد الله السعيد ويملك ديانج القدرة أيضا على الزيادة وتغطية الظهير المتقدم.
وفي الهجوم يبدو حسين الشحات بنفس دور وفكرة موسيماني في الدفع بالليبيري لافور صاحب القدم اليمني على الجناح الأيمن في حين وعلى الرغم من اقتراب رحيله يبقى جيرالدو الخيار المتوقع لشغل منصب الجناح الأيسر أو الأيمن مع تبادل هذا المكان مع الشحات، ويبقى المرشح الأول والوحيد للعب دور سيرينو حالياً هو النيجيري جونيور أجايي خلف المهاجم أليوم بادجي.
ببساطة البطىء ليس في قاموس موسيماني وهو ما يجعل فرص الشيخ وأجايي (على الجناح) ووليد سليمان وقفشة وأحمد فتحي أقل من التشكيل الماضي المتوقع فوجود الخماسي المحترف معاً سيمنح الأهلي سرعة أكبر في الهجوم.
موسيماني مدرب محترف هو أقرب لأمريكا اللاتينية عنه لأفريقيا تتماشي احتياجات الأهلي وقائمته الحالية (المتاحة) والكثير من أفكاره ليبقى التحدي الأكثر الذي يواجهه ، قدرته على اختيار قائمته وابرام الصفقات فهو في ناديه السابق كان يحظى بثقة وصلاحيات كاملة في التعاقدات والاختيار، فهل يحصل عليها في الأهلي؟
فيديو قد يعجبك: