"رحيل فايتسا".. مدرب الأهلي الذي ترك علامة لا تُنسى في تاريخ الكرة المصرية
عن عمر ناهز 86 عامًا، رحل الألماني ديتريخ فايتسا، المدير الفني الأسبق لفريق الأهلي والمنتخب المصري، بعدما ترك بصمة تاريخية في كرة القدم المصرية، رغم أن تجربته لم تتجاوز ثلاثة أعوام.
وتبعًا لصحيفة "دير شبيجل" الألمانية، أكدت عائلة المدير الفني السابق رحيله أمس الأحد، تاركًا إرثًا مميزًا في كرة القدم الألمانية، حيث قاد أينتراخت فرانكفورت، فورتونا دوسلدورف وكايزر سلاوترن، بجانب تجاربه الخارجية، التي تعد تجربته المصرية أبرزها.
ونقلت الصحيفة رثاء بيتر فيشر رئيس نادي أينتراخت فرانكفورت للمدير الفني الراحل، قائلًا: "نأسف لرحيل شخص عاش لكرة القدم، وكان تركيزه منصبًا بشكل دائم على تطوير الشباب، الكثير من اللاعبين السابقين ممتنون له على كل ما قدمه من أجلهم، لم نفقد خبير كرة قدم فقط، بل أيضًا صديق وشخص سنفتقده على الصعيد الإنساني."
بينما قال النجم الألماني السابق كارل هاينز كوربل، الذي تدرب تحت قيادة فايتسا في صفوف أينتراخت فرانكفورت: "كان له التأثير الأكبر على مسيرتي، تعلمت منه معنى أن تكون محترفًا، وما هي القيم التي يتضمنها ذلك، كان شخصًا عظيمًا على الصعيد الإنساني."
فايتسا قاد الأهلي في موسم ونصف الموسم، حيث جلس على مقعد القيادة الفنية للفريق عام 1988 ورحل في العام التالي، لكنه ترك أثرًا فنيًا ورقميًا تاريخيًا خلال تلك الفترة الوجيزة، ونجح في إعادة هيكلة صفوف الفريق، عقب فترة صعبة للغاية.
عاش الأهلي أيامًا صعبة قبل التعاقد مع فايتسا، بعد اعتزال العديد من نجوم جيله الأسطوري في حقبة الثمانينيات، وفي مقدمتهم النجم الأبرز محمود الخطيب، ونجح الزمالك في السيطرة على الكرة المحلية خلال موسم 1987/1988 بالتتويج ببطولتي الدوري المصري وكأس مصر، لكن تعاقد الأهلي مع فايتسا غير الكثير في الكرة المصرية.
اشتهر المدير الفني الألماني ببراعته في التعامل مع المواهب الشابة، والاعتماد عليها في تجاربه الألمانية، وهو ما كرره في مصر، حيث قرر تغيير جلد الفريق الأحمر، سواء بالاعتماد على العديد من المواهب الشابة مثل المدافع هاني رمزي، أو بثوب جديد للعديد من النجوم الذين تألقوا مجددًا تحت قيادته، وأبرزهم طاهر أبو زيد.
بين أبرز ما قدمه فايتسا في تجربته القصيرة مع الأهلي هو تغيير طريقة اللعب، ومفاجأة متابعي كرة القدم المصرية بالاعتماد على طريقة 3-5-2 التي سيطرت على الملاعب المصرية لفترات طويلة، بل ولجأ إليها مجمود الجوهري، المدير الفني للمنتخب المصري في ذلك الوقت.
خلال موسم وحيد، أصبح فايتسا معشوقًا لجماهير الأهلي، بعدما قدم أحد أفضل مواسم الفريق في تاريخه، وأنهاه بطلًا لمسابقتي الدوري والكأس، كما قاد الفريق للتتويج بالكأس الأفروآسيوية على حساب يوميوري الياباني "طوكيو فيردي حاليًا" بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف في العاصمة اليابانية، وتكرار الفوز بهدف نظيف في القاهرة.
تأهل المنتخب المصري لنهائيات كأس العالم 1990 بالأراضي الإيطالية، تحت قيادة المدير الفني محمود الجوهري، تسبب في أزمة للكرة المحلية، بعدما طلب الجوهري استكمال منافسات الدوري المحلي بدون اللاعبين الدوليين، نظرًا لحاجته إليهم في معسكر مطول، يتضمن خوض الكثير من المواجهات الودية، وهو ما رفضه ناديا الأهلي والزمالك، ليضطر الاتحاد المصري لكرة القدم لإلغاء المسابقة في موسم 1990/1991.
ذلك القرار قوبل بطلب مفاجىء من فايتسا، بفسخ تعاقده مع الأهلي، حيث رفض المدرب الألماني البقاء لخوض مواجهات ودية، وتنازل عن راتبه خلال ما تبقى من مدة عقده عام 1990، تاركًا مهمة قيادة الفريق لمحمود السايس.
لجأ الاتحاد المصري لكرة القدم إلى خدمات فايتسا كمدير فني للمنتخب الأول، عقب استقالة محمود الجوهري بسبب الخسارة وديًا أمام اليونان بستة أهداف مقابل هدف، لكن تجربته في قيادة المنتخب المصري لم تستمر طويلًا، ورحل في العام التالي، تاركًا بصمة فنية لا يزال تأثيرها باقيًا في كرة القدم المصرية حتى اليوم.
فيديو قد يعجبك: