وراء كل سور حلم مؤجل.. قصة طفل افترش الأرض بحثًا عن فرصة
كتب- علي البهجي:
صبي بجسد نحيل يفترش الأرض يرمق قرناءه في نفس عمره عن كثب، حال بينه وبينهم سور حديدي على بعد خطوات منهم يحاول إيجاد مكان لحلمة وسط كومة من التراب، لا يكترث بالمحيطين فيطفو على الأرض تارة وأخرى يرفع رأسه كأنه يعانق السماء، وكأنه يحدث نفسه في تلك اللحظة ويناجي حلمه الذي يراه بعيدا، بملابس رثة لا يظهر عليها علامات الشقاء كالتي تعلو ملامح وجهه.
خلال دقائق التي حاول خلالها الطفل يوسف محاكاة ما يفعله الأطفال أمامه مع مدربهم، راودته أحلام عدة بين ارتداء قميص أحد الأندية الشهيرة يومًا ما أو الوصول للعالمية في لعبته المفضلة كرة القدم، لكن كل هذا يتبخر مع صافرة نهاية المران، فينفض الأطفال إلى منازلهم ويذهب يوسف من حيث أتى.
"مصراوي" تواصل مع سهل عبدالرحمن المصور الذي التقط صورة الطفل يوسف.
سهل الذي يدرس في كلية الهندسة، وله من اسمه نصيب، بجانب دراسته الجامعية، اعتاد على التقاط الصور اليومية بهاتفه المحمول خلال سيره دائمًا توثيقًا للحياة اليومية، وفي أحد الأيام تصادف مروره بتواجد هذا الطفل أمام أحد الأندية الرياضة بمدينة الشروق فما كان أمامه إلا أنه أخرج هاتفه والتقط الصورة.
يقول سهل لمصراوي: "الصورة مر على التقاطها عامان، ولم أكن يومها أرغب في نشرها؛ لأن جودتها من الناحية الفنية لمن تكن بالمستوى الذي اعتدت على نشره، لذلك فضلت عدم نشرها وقتها والاحتفاظ بها مع العديد من الصور الأخرى.
يعلل خروجها للنور في هذا التوقيت بأنه تحدث منذ فترة قليلة مع أحد الأصدقاء حول الصور التي لم ينشرها حتى الآن، ليثنيه عن قراره بعدم نشر الصور صاحبة الجودة العادية، حيث قال له أحد أصدقائه: "مش شرط الصورة اليومية اللي بتصورها في الشارع تكون جودتها عالية أو بزاوية رائعة، الأهم من ذلك الحدث أو إيصال رسالة من وراء الصورة".
لم يكن يعلم أنه بعد ظهور هذه الصور التي مر على التقاطها عامان أنها ستُحدث هذه الضجة الكبيرة على حد وصفه، معتبرا أن ذلك أمر جيد في ظل تأثير "السوشيال ميديا" حاليا بين الشباب على عكس السابق فربما لم تكن لتأخذ نصيبها من الشهرة لو نُشرت في وقت سابق.
يتابع حديثه: "أتمنى أن يحاول البعض الذين يرغبون في مساعدة هذا الطفل البحث عنه؛ لأنني حتى الآن لا أعلم عنه شيئًا سوى الصورة التي التقطها له، كما أتمنى أن يصبح هو البطل الحقيقي للقصة، وليس أنا، فلا أرغب في الظهور الكثير والحديث عن هذا الأمر حتى لا ينفض الناس عن الهدف الرئيسي للصورة".
وكتب المصور سهل عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك": "في حد اتواصل معايا وبيقولي إن الولد اسمه يوسف وشغال بيمسح عربيات عند جهاز مدينة الشروق".
وتفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيسبوك وتويتر مع الصورة التي نشرها سهل قبل ساعات، فمنهم من حاول الوصول له ورعايته حتى يحقق حلمه في كرة القدم.
فيديو قد يعجبك: