"المدارس عرفته أولا" .. حكاية الأوفسايد مع كرة القدم
كتب: أحمد فاروق
كرة القدم كانت أسهل كثيرًا قديمًا، لم تكن بالتعقيدات التكتيكية الحالية، وكان سهلًا على اللاعبين تسجيل الكثير من الأهداف، بسبب عدم تواجد قاعدة التسلل في عصر الأبيض والأسود.
تلك الكلمات مثلت إحدى "الأساطير" الكروية التي آمن بها كثيرون على مدار عقود، لكنها بالطبع ليست صحيحة على الإطلاق، فقاعدة التسلل "أوفسايد" موجودة منذ بزوغ فجر كرة القدم.
الأمر لا يتوقف على تواجد القاعدة منذ القدم فقط، بل كانت قاعدة التسلل أكثر تعقيدًا في مراحلها الأولى، وتعد النسخة الحالية للتسلل أسهل كثيرًا على المهاجمين من القاعدة البدائية.
ويعتقد أن قاعدة التسلل كانت حاضرة عندما تم وضع "قواعد كامبردج" عام 1848 وهي القواعد الأولى غير الرسمية في عالم كرة القدم، حيث نص البند التاسع في القواعد الموجودة في مكتبة مدرسة شروزبري، التي تعود إلى عام 1856 وبنيت على قواعد كامبردج، ويعتقد أنها أقدم نسخة قواعد كروية لا تزال موجودة، بأن اللاعب الذي تصل إليه الكرة، لابد أن يكون أكثر من ثلاثة لاعبين من الفريق المنافس أقرب منه إلى مرماهم.
عندما وضعت القواعد الرسمية الأولى في عالم كرة القدم خلال العقد السابع من القرن التاسع عشر، شهدت قاعدة التسلل تعديلًا طفيفًا، بوجوب تواجد ثلاثة لاعبين "على الأقل" من لاعبي الفريق المنافس أمام المهاجم الذي يتسلم الكرة.
عام 1925 شهد التغيير الأبرز في تاريخ قاعدة التسلل، عندما تحولت القاعدة لتوجب تواجد لاعبين على الأقل بدلًا من ثلاثة لاعبين، وهو الشكل الحالي للقاعدة، والذي شهد تغييرًا أخيرًا عام 1990، قضى بعدم احتساب التسلل في حالة تواجد المهاجم على نفس الخط مع ثاني لاعب من الفريق المنافس.
وتقترب القاعدة من تغيير تاريخي جديد في الوقت الحالي، تبعًا لاقتراح الفرنسي أرسين فينجر، المدير الفني الأسبق لفريق آرسنال الإنجليزي، وأحد مستشاري الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعدم احتساب التسلل إذا كان أي جزء من جسد المهاجم على نفس الخط مع ثاني لاعبي المنافس، حتى وان تقدم بقية جسده عن ذلك القاعدة، وتسهل تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR" تطبيق تلك القاعدة.
فيديو قد يعجبك: