"الشغل مش عيب".. قصة بائع متجول زامل صلاح في المقاولون العرب
كتب- علي البهجي:
الكرة غدارة، تلك العبارة الرنانة التي يرددها متابعوها حول العالم، لم تكن يومًا عادلة، كطبيعة استدارتها، ربما تجعلك تظل تركض خلفها نحو هدف ما، وحين تعتقد أنك شارفت على الوصول تسير الأمور عكس ما خططت.
كرة القدم تعترف بالجهد والعرق... حسنا الجميع يعلم ذلك لكن هناك نقطة فارقة في مشوار أي لاعب ربما يتغير بعدها كل شيء من النقيض إلى النقيض.
بأنفاس منتظمة يقف صاحب الثلاثين عاما يعرض صُنع يديه على رواد عربته الصغيرة، التي صممت لكي تناسب حالته المادية المتعثرة، وسط ضجيج الشارع المتزاحم لا يكترث بكل هذا، شيء واحد يبحث عنه هو كسب لقمة العيش بعدما كان يتردد اسمه بين أندية الصفوة، أوقاته مع صلاح لا تغيب عن خاطره يومًا حين تزاملا في فريق الناشئين بالمقاولون العرب، والآن بات هو أسير عجلة الحياة التي لا تتوقف، وصلاح هناك في بلاد الإنجليز يسطر كل يوم فصلا في ملحمته الخالدة التي ربما لن تتكرر.
يحكي محمد دسوقي عن بداياته مع فريق الناشين في المقاولون العرب، ولا ينسى أيضا رحلاته من المحلة إلى القاهرة حين كان يستقل سيارته بحثا عن حلمه، وقتها كان من اللاعبين القلائل في جيله الذين يملكون سيارة خاصة، لكن الحال الآن تغير وتحولت معها السيارة الملاكي لعربة طعام متنقل.
يقول دسوقي: "كنت من مدينة المحلة وكذلك محمد النني ومحمد صلاح من طنطا، فاعتدت وقتها على اصطحابهما معي في السيارة، فكان صلاح ينتظرني في مكان يسمى كوبري فاروق بمدينة طنطا لنكمل جمعيا الرحلة نحو القاهرة، وأيضا كنت اصطحبهم معي في أيام الأجازة وأقوم بتوصيل كل منهم إلى مدينته".
وعن مواقفه مع محمد صلاح حين كان ناشئًا في المقاولون العرب، يتذكر حين تزاملا في استراحة الفريق واعتادا شراء بعض الأطعمة التي لم يكد يتخطى ثمنها الخمس جنيهات.
ويتابع: "كانت صداقتنا عادية وقتها ولم أكن أهدف لشيء من معرفتي به، وظل يتواصل معي وقرر دعوتي على حفل زفافه، كما أنه حضر ذات مرة من أوروبا لمباراة مع منتخب مصر، وبعد انتهاء المباراة اتصل بي والتقينا وقمنا بشراء بطيخة والتقطنا صورة يومها".
وأكمل: "لم يعد بيننا تواصل كما كنا في فترة الناشئين، فهو الآن أصبح نجمًا عالميا وأُقدر هذا الأمر جيدا".
وانتقل للحديث عن مشواره مع كرة القدم، والتي بدأها في فريق الناشين بالمقاولون العرب، واستمر معه لـ10 سنوات وخاض 35 مباراة في الدوري الممتاز، كما أنه لعب في عدة فرق بعد رحيله عن المقاولون العرب وهي النصر القاهري وصعد معه للدوري الممتاز وصيد المحلة ونبروه ودمنهور وحاليًا مع صيد المحلة.
وعن سبب وقوفه أمام عربة طعام في الشارع بعد هذه المسيرة الطويلة في كرة القدم، يسرد دسوقي: "بسبب أزمة كورونا فكرت في عدة مشاريع كان محل ملابس رياضية لكن الأمر كان يحتاج لأموال كثيرة، لأفكر بعد ذلك في محل بلاي ستيشن وكان سيتكلف 50 ألف جنيه، وفي النهاية استقر الأمر على عربة طعام في الشارع".
ويتابع: "قلت أعمل حاجة على قدي؛ لأني بعرف أعمل بعض الأطعمة من بينها الكريبات، أخذت رأي بعض الأصدقاء، واللي ساعدني امتلاك أخي لكافيه فأتواجد على ناصيته ويساعدني بشكل كبير في جلب الزبائن".
واستطرد: "آخر عقد كان 50 ألف جنيه مع صيد المحلة وأخدت 60%، بعت السيارة من أجل تجهيز باقي الأمور الخاصة بالزواج".
وأتم: "الشغل مش عيب وأنا لسه لعيب كرة، فكرت أعمل مشروع بسبب كورونا عشان الواحد يساعد نفسه خصوصا إن أندية الدرجة الثانية والثالثة لا تلقى الدعم الكافي".
وتواجد دسوقي مع المنتخب الأوليمبي في التصفيات المؤهلة لأوليمبياد لندن 2012، ولكن القدر أبى أن يشارك الأوليمبياد بسبب الإصابة.
وشارك دسوقي في المباريات الودية تحت قيادة هاني رمزي أمام السودان، وبتسوانا، والنيجر، وسيراليون، وناديي الهلال والمريخ السودانيين، إضافة لتواجده على مقاعد البدلاء في عدد من مباريات التصفيات.
فيديو قد يعجبك: