زيزو والانفجار التهديفي (قصة مدفوعة بالبيانات)
كتب ـ مصطفى الجريتلي:
هو لاعب مميز ولكن ينقصه التهديف" جملة قالها طارق السيد، نجم الزمالك الأسبق ومدرب نادي المنيا حينها عند ترشيحه للاعب، أحمد سيد "زيزو" الذي كان يُعاني من مشكلة في تأشيرة عمله بالبرتغال رفقة نادي موريرينسي، لمحمد حبشي وكيل المدير الفني للزمالك في ذلك الوقت، السويسري كريستان جروس، ليرد الأخير:"لا تقلق ياطارق المدرب العام مع جروس سيُركز معه على هذا الجزء الذي ينقصه".
اللاعب الذي كان قد بدأ مسيرته في صفوف المقاولون قبل أن ينضم لأكاديمية GMG التابعة لنادي وادي دجلة في عمر العاشرة، كان قد طلب عن طريق والده ـ الذي يمتلك علاقات جيدة بمسؤولي نادي المنيا ـ، التدرب رفقة فريقهم حتى تُحل أزمة عودته للبرتغال.
وكانت هي التمرينة الأولى التي دفعت المدير الفني للمنيا وقتها لسؤاله:"هل تُفضل اللعب للزمالك؟"، ليرد اللاعب بالموافقة لتتم صفقة ضمه لصفوف القلعة البيضاء في 25 يناير 2019 بعد قرابة 3 أشهر من المفاوضات بين إدارة الكرة والجهاز الفني واللاعب وناديه البرتغالي.
وعبر هذه القصة المدفوعة بالبيانات، يستعرض "مصراوي" رحلة الانفجار التهديفي لجناح الزمالك من "صفر" أهداف وصناعة في بدايته بالدوريات الأوروبية، حتى أصبح المتصدر لجدول هدافي النسخة الجارية من بطولة الدوري حتى الآن برصيد 11 هدفًا والذي شارك في 16 هدفًا للزمالك خلال الموسم ذاته من أصل 32 هدفًا سجلها نايه في الدوري، حصل مع النادي على أربعة بطولات محلية وقارية.
ابن مدينة المنيا، الذي غادرها في عامه السابع ظلّ 5 سنوات يتدرب حافيًا كنظام أكاديمية GMG التي كان لا يخوض بها منافسات محلية أو دوري، فقط مباريات ودية بين فرق وفروع دولية للأكاديمية قبل أن ينضم في موسم 2013/2014 لصفوف نادي ليرس البليجكي التابع لمالك وادي دجلة حينها، ماجد سامي؛ حيث وظفه المدير الفني كلاعب في مركز رقم 8 (Box to Box) بجانب إجادته للعب على طرفي الملعب.
وشارك زيزو في موسمه الأول مع ليرس في خمس مباريات ولكنه لم يُسجل أو يصنع خلال 290 دقيقة لعب ولكن هذه الخمس مباريات كانت مفتاحًا لصاحب الـ 17 عامًا حينها فتم تصعيده للفريق الأول بنادي ليرس ليكون أساسيًا بصفوفه ليحظى بفرصة تمثيل المنتخب الوطني للشباب، مواليد 95 رغم كونه موليد 96 الذي كان يقوده علاء ميهوب.
اللاعب الذي يرى محمد صلاح القدوة والمثل له في الساحرة المستديرة تمت إعارته لصفوف نادي ناسيونال ماديرا البرتغالي بالنصف الثاني من موسم 2016/2017 قبل أن يعود بعد ستة أشهر إعارة لصفوف ليرس الذي باعه لنادي موريرينسي البرتغالي.اللاعب الذي لم يخض أي مباراة محلية رسمية في مصر؛ لعدم خوض فريق أكاديمية GMG لبطولات دوري الناشئين، عاد لمصر في موسم 2018/2019 على إثر أزمة تأشيرة العمل في البرتغال.
في النهاية عاد زيزو إلى مصر بعد 5 سنوات في أوروبا لعب خلالها 122 مباراة لم يسجل فيها سوى 9 أهداف، وصنع فقط 11 هدف.
"كنتُ في حاجة لهذه الخطوة؛ أن تعرفني الناس وأن ألعب بصفوف نادِ كبير مثل الزمالك" هكذا علق زيزو على عودته لمصر بعد أول ظهور له في الدوري المحلي مع نادي الزمالك.
ولم يستطع صاحب الـ 26 عامًا حاليًا تغيير رأي مُقدمه للزمالك، طارق السيد بخصوص مُعدله التهديفي في موسمه الأول مع الزمالك الذي لم يختلف كثيرًا عن مسيرته الاحترافية السابقة ولكن ذلك لم يمنعه من الانضمام لأول مرة لمنتخب مصر في 7 نوفمبر 2019، ولم يختلف مُعدل زيزو في الموسم التالي له مع الزمالك كثيرًا، حتى تصاعد معدله التهديفي موسم عن موسم بقميص الزمالك حتى وصل لأعلى معدل تهديفي له خلال الموسم الرياضي الجاري 2021/2022، ليسجل هدفا كل 161 دقيقة، بعد أن كان يسجل هدفا كل 1295 دقيقة في بدايته مع الدوري الأوروبي.
وواصل زيزو الارتفاع بمعدله التهديفي حتى وصل خلال الموسم الجاري 2021/2022 لقمة هدافي الدوري برصيد 11 هدفًا، متقدما على جميع مهاجمي الدوري.
ولكن أهداف زيزو التي يغلب تسجيلها من ركلات الجزاء بدأت تلفت الأنظار إليه منذ موسم 2019، حيث سجل زيزو حتى الآن 14 هدفا في الدوري المصري من ركلات جزاء، من إجمالي 31 هدف، منها 7 أهداف في الموسم الجاري فقط، حيث تبلغ نسبة الأهداف التي سجلها زيزو من ركلات جزاء هذا الموسم 63.6% من أهدافه بواقع 7 أهداف من 11 هدف.
وأصبح زيزو متصدرا لسباق هدافي الدوري بفضل ركلات الجزاء، مقارنة بباقي منافسيه من هدافي الفرق الأخرى، حيث سجل زيزو 7 ركلات جزاء، في حين سجل جون إيبوكا لاعب إنبي 3 ركلات جزاء فقط من أصل 9 أهداف.
"أذاكر الحارس بشكل جيد للغاية قبل كل مباراة"، يقول زيزو عن دقة تسجيله لركلات الجزاء، وهو ما جعل الجمهور يثق في تسجيله ركلة الجزاء بمجرد أن يراه يتقدم لتسديدها، ليس جمهور الزمالك فقط، ولكن مصر.
وينجح زيزو في تسجيل ركلة الجزاء بنسبة بنسبة 87.5 بالمئة، فهو لم يهدر في الدوري المصري سوى ركلة واحدة من أصل 8.
يقول زيزو عن زوايا تسديد ركلات الجزاء: "أُفضل تسديد ركلات الجزاء بقوة في زاوية عالية لأنها بذلك تكون صعبة على حراس المرمى".
وسدد زيزو ركلات الجزاء أسفل يمين حارس المرمي، 7 مرات، بينما سددها 4 مرات أعلى يمين الحارس، ولم يسجل أسفل يمين الحارس إلا مرة وحيدة.
هداف النسخة الجارية من بطولة الدوري كان على بعد رقم قياسي يجعله يتواجد ضمن أفضل 10 مسددين لضربات الجزاء في العالم منذ عام 2009، فمنذ تسجيلركلة الترجيح التي توّجت فريقه بالكونفدرالية، لم يهدر ركلة ترجيح إلا في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2022 أمام السنغال في مارس 2022 لتتوقف مسيرته مع ركلات الترجيح قبل تسجيله الرقم القياسي ليعود ويُهدر أيضًا أول ركلة جزاء تالية له في الدوري أمام مصر المقاصة.
المُسدد الأول لركلات الجزاء في فريق الزمالك يُشير إلى أن أصعب ركلة سددها كانت ركلة الترجيح أمام السنغال في نهائي كأس أمم أفريقيا:"ليس لأنها ركلة جزاء في المباراة النهائية ولكن لأن الحارس ميندي ليس لديه أسلوب محدد للتصدي لركلات الجزاء".
فيديو قد يعجبك: