"الفرصة الثانية" تحصن تجربة تريزيجيه الاحترافية
كتب - أحمد علاء
اقترب نجم المنتخب الوطني، محمود حسن تريزيجيه، من الانتقال إلى بطل الدوري التركي، طرابزون سبور، والذي نجح بحسب التقارير التركية، في ضمه خلال الانتقالات الصيفية الجارية، قادمًا من فريق أستون فيلا الإنجليزي.
ولعل مشوار محمود حسن تريزيجيه لم يكن مكللًا بالورود، بل كان مليئًا بالأحداث المثيرة والمتكررة، التي تدل على صعوبة هذا المشوار، الذي بدأ بفترات صعود وهبوط درامية، وعدم الاعتراف به كلاعب يستحق ارتداء قميص الأهلي إلى أن أصبح واحدًا من أفضل اللاعبين في مصر.
ونستعرض لكم بعض التصريحات على لسان تريزيجيه ومدربيه خلال مسيرته منذ أن بدأت في الأهلي، وحتى الآن.
درس تاريخ
صدفة جعلتني أذهب لاختبارات الأهلي، بعد أن كنت ألعب في شوارع منطقتي، ومن المرة الأولى نجحت في اجتياز الاختبارات، هذا لا يحدث بسهولة، حيث يتقدم الآلاف إلى تلك الاختبارات، والنجاح بها ليس سهلًا على الإطلاق.. عدت إلى كفر الشيخ سعيدًا، ثم وجدت أصدقائي يلعبون وطلبوا مني الانضمام لهم، وبكل أسف تعرضت لإصابة أجلت حلمي بالانضمام إلى الفريق الأحمر.
في العام التالي، كررت التجربة وذهبت إلى الاختبارات، ونجحت مرة أخرى، ها قد بدأ الحلم يتحقق، سأرتدي قميص الأهلي، أخيرًا سأثبت أنني لاعب جيد للجميع، ولكن.. لم يكن "حظي" واسعًا كما تخيلت، لقد كنت أسافر من كفر الشيخ إلى القاهرة، كي أشاهد زملائي يلعبون، لم يجد أي مدرب فيّ ما يجعلني أستحق الفرصة، مجرد ولد صغير ضعيف البنية، لا أنتمي لهؤلاء اللاعبين الأقوياء.
الفرصة ستأتي، ويجب أن أثبت لهم انني أستحقها، وأخيرًا.. المدرب يستدعيني.. إبق هادئًا أنت لاعب جيد، ستثبت له أنك تستحق الفرصة.
"لقد علمت من زملائي أنك لا تستحق الفرصة، لكنني أراك لاعبًا موهوبًا في التدريبات، فلتثبت ذلك للجميع، سأجعلك أساسيًا في مباراتنا القادمة هل أنت مستعد؟". (المدرب علي ماهر)
أنتظر هذه الفرصة منذ 4 سنوات، لكن اليأس لم يتمكن من عزيمتي، سأجعلك فخورًا بإعطائي هذه الفرصة.
"45 دقيقة أولى مرت دون أي تأثير، لكن الفريق بالكامل لم يكن جيدًا، سأدعه يحاول في الشوط الثاني". (علي ماهر)
ما الذي أفعله! هذا ليس المستوى الذي يجب عليّ تقديمه أبدًا، يبدو أن حلمي قد انتهى، وسأرحل عن الفريق بعد هذه المباراة.
"محمود، تعالى إلى هنا حالًا! سأمنحك فرصة أخرى في الشوط الثاني، يجب عليك استغلالها، الفرص لا تتكرر كثيرًا هنا، يجب أن تثبت جدارتك بارتداء قميص الأهلي، فقط قم بما تقوم به في التدريبات". (علي ماهر)
دائمًا ما أتعثر في المرة الأولى، الحظ لا يقف بجواري، لكنني سأستغل الفرصة الثانية والتي أترك فيها اعتمادي على الحظ وأثبت جدارتي بكل ما أوتيت من قوة.
"رائع يا تريزيجيه، لقد رفعت رأسي، تسببت في 4 أهداف وقدمت أداء مذهل، سيتم تصعيدك للفريق الأول قريبًا، فقط واصل اللعب بهذا المستوى". (علي ماهر)
"أعتقد أن هذا أفضل ناشئ شاهدته في الأهلي.. يستحق أن يتدرب مع الكبار لاكتساب بعض الخبرات، لديه فرصة جيدة في تمثيل الفريق الأول". (مانويل جوزيه)
لقد تحقق حلم والدي، ونجحت في الوصول إلى الفريق الأول بالأهلي، وقدمت أداءً رائعًا، والآن جاء وقت الذهاب إلى أوروبا، لأثبت للعالم أنني من بين الأفضل.
كالعادة، بداية حلم الاحتراف تفشل، ولكن الفرصة الثانية آتية، حسنًا.. إلى تركيا، لنرى ما سأفعله هناك.
أفضل لاعب محترف في تركيا، موسم خيالي هذا ما كنت أتمناه! والآن عرض من إنتر ميلان الإيطالي، أحد أفضل أندية العالم.
"لديك عقد لمدة 4 مواسم، لكن بسبب قوانين الكالتشيو، ستذهب إلى بارما أولًا، ثم في العام التالي ستنضم إلينا". (مسؤولو فريق انتر ميلان)
لا.. أنا أرفض هذا العرض، سأذهب إلى البريميرليج، لديّ عرض من أستون فيلا، هناك سأثبت أنني الأفضل.
في موسمي الأول أصبحت أحد أبطال النادي، ساعدتهم على البقاء في الدوري الإنجليزي وكنت حاسمًا في المباريات الهامة، بالطبع سأنتقل إلى فريق أكبر ليتحقق حلمي بأن أصبح واحدًا من أفضل نجوم العالم.
إصابة صعبة.. توقيت عصيب للغاية، كنت قريب من تحقيق حلمي، ما هذا الحظ العثر الذي يلازمني دائمًا.. سأعود أقوى، هذا ما تعودت عليه، لن أفقد الأمل أبدًا.
إذًا إلى تركيا مرة أخرى.. هناك يمكنني استعادة مستواي وإكمال مشوار تحقيق الحلم من جديد، هذا الدرس الذي تعلمته طوال مسيرتي، ألا أفقد الأمل في نفسي، أنا لاعب جيد.
عرض كبير من بطل الدوري التركي، طرابزون، هذه خطوة جيدة، لكن سأنتظر ما هو أكبر من ذلك، سأعمل على انجاح تجربتي الاحترافية مهما كلفني الأمر.
فيديو قد يعجبك: