في ذكرى رحيله.. حكاية الأسطورة ثابت البطل الذي رسخ مبادئ وقيم الأهلي
رفض الاستمرار مع الاتحاد الليبي وعاد لتلبية رغبة الأهلي، ملحمة ثابت البطل الأسطورة التي كانت عاشقة للأهلي حتى آخر يوم في الدنيا، وودع القميص الأحمر بالفوز على الزمالك في القمة 95 والتي شهدت تألق أبناء الفريق الأحمر بثلاثية نظيفة.
وتمر غدا الثلاثاء، الذكرى الـ18 على رحيل أحد أفضل من تولى منصب مدير الكرة بالنادي الأهلي، وهو ثابت البطل والذي رسخ قواعد ومبادئ سارت عليها الأجيال من بعده.
ثابت البطل كان أحد الأعمدة الرئيسية التي رسخت فكرة "الأهلي فوق الجميع"، وبمعناها حسبما أكد مسؤولو الأهلي في وقت سابق أن مصلحة الأهلي وجماهيره فوق أي اعتبارات شخصية أو طلبات فردية.
ابن مدينة الحوامدية محافظة الجيزة، ولد في 16 سبتمبر 1953 وبدأ مسيرته مع كرة القدم كأي لاعب كرة مغمور، حيث لعب في نادي سكر الحوامدية والذي يتشرف حتى الآن بأن ثابت البطل أحد أهم لاعبي كرة القدم المصرية ارتدى قميصه.
وبدأ ثابت البطل كجناح أيسر نظرا لما يمتلكه من مزايا بالقدم اليسرى عندما كان لاعبا ناشئا، ولعب حارس مرمى عن طريق الصدفة، عندما طلب منه مدربه في سكر الحوامدية أن يقف حارس مرمى بعد إصابة الحارس الأساسي، وبالفعل اكتشف ثابت البطل نفسه في هذا المركز وبدأ ينمي موهبته بشكل كبير.
وصاحب الفضل الأول في انضمام ثابت البطل إلى الأهلي، هو كشاف النجوم عبده البقال، الذي عرضه على مسؤولي الفريق الأحمر وبالفعل نجح في الاختبارات وأذهل الجميع داخل جدران الفريق الأحمر، ومن ثم بدأ مشواره ووضع اسمه مع أساطير الأهلي في مارس 1975، وحتى في محطته الأخيرة في الحياة ودع الفريق الأحمر في قمة الدوري الممتاز مع نادي الزمالك.
وبالنظر إلى بطولات صابت البطل مع الأهلي ومنتخب مصر، سنجد أنه توج بـ11 بطولة دوري مصري ممتاز، و6 كأس مصر ومرتين كأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري، وكأس إفريقيا لأبطال الكؤوس 3 مرات.
ويمتلك ثابت البطل رقما قياسيا تاريخيا، لم يستطع أي حارس مرمى حتى وقتنا هذا كسره عندما حافظ على نظافة شباكه لمدة 1486 دقيقة متواصلة في موسم 1975/1976، وكان قريبا من تكرار هذا الإنجاز في موسم 1978/1979 عندما حافظ وقتها على نظافة شباكه لمدة 1325 دقيقة.
وسلك ثابت البطل طريقا مختلفا بعد الاعتزال حيث توجه للقطاع الإداري في الناشئين ومن ثم تم تعيينه في عهد المايسترو صالح سليم، مديرا للكرة بالفريق الأول عام 1995 ليضع قواعد وقوانين أصبحت سجلا تاريخيا يُستشهد به في وقتنا الحالي.
واستمر ثابت البطل في عمله الإداري مع الفريق الأول للأهلي لمدة خمس سنوات وكانت طفرة للفريق الأحمر حيث حصد كل الألقاب المتاحة مع البطل، وفي عام 2000 انتقل البطل إلى الاتحاد الليبي، ولكن بعد مرور 3 سنوات وبعد أن طلب منه الأهلي العودة لمنصبه كمدير للكرة، لم يتأخر عن تلبية رغبة الفريق الأحمر رغم تمسك مسئولي نادي الاتحاد الليبي به وقتها وإغرائه برفع راتبه للضعف.
واكتشف ثابت البطل أنه مصاب بمرض السرطان في عام 2004 ونصحه جميع أعضاء مجلس إدارة الأهلي بضرورة السفر إلى فرنسا في محاولة للسيطرة على المرض إلا أنه كان تفشى في جسمه بشكل سريع ورغم ذلك لم يتأخر عن الأهلي وباشر عمله بشكل طبيعي.
وفي عام 2005 كان المرض قد وصل محطاته الأخيرة مع ثابت البطل، لكنه أصر على التواجد في القمة 95 أمام الزمالك، والتي كانت عبارة عن حفلة وداع من الفريق الأحمر له، حيث حقق الأهلي الفوز بنتيجة 3-0 في احتفالية شهدها استاد الكلية الحربية، وأقيمت ضمن مباريات الجولة الـ20 للمسابقة المحلية.
وبعد أقل من 48 ساعة على ثلاثية الأهلي أمام الزمالك، رحل ثابت البطل عن دنيانا عن عمر يناهز الـ52 عاما.
فيديو قد يعجبك: