10 معلومات لا تعرفها عن محمد فوزي
كتبت- منى الموجي:
أن تكون الأول أمر صعب يحتاج أن يتوافر في من يبحث عن الصدارة شروط خاصة، فلابد أن يكون شجاعا، مقداما، مغامرا، يتمتع بذكاء حاد، وعزيمة وإصرار لا يكسرهم إخفاق ما قبل البداية، والأهم ألا يكون للغيرة السلبية مكانا في القلب أو العقل، وكل هذه الصفات اجتمعت في الفنان والموسيقار محمد فوزي، الذي جمع بين حس الفنان المُبدع والعقلية التجارية التي هدفها في المقام الأول خدمة صناعة الفن.
حقق "فوزي" الريادة في عدة نواحي ارتبطت بالمجال الفني، نستعرضها على النحو التالي..
1.رغم تأثره بأغاني كبار المطربين ومن بينهم الفنان محمد عبدالوهاب، وآداءه لأغانيهم الطربية الطويلة في بداية مشواره والتي تعرف الجمهور عليه من خلالها، إلا أن فوزي عندما جاءته فرصة الاختيار فضل تقديم الأغاني الخفيفة والسريعة، والتي برّع فيها غناءا وتلحينا، حتى أصبح رائدا لهذا اللون الغنائي.
2.لا يُعرف قبل محمد فوزي مطربا قدم أغاني للأطفال، لذلك يعتبره الموسيقيون رائدا لهذا اللون، ونجح فوزي في تقديم عدد من أغاني الأطفال التي مازالت باقية بيننا إلى يومنا هذا، ومن أشهرها "ذهب الليل"، "ماما زمانها جاية".
أغنية "ذهب الليل" من فيلم "معجزة السماء"..
3.لم يتوقف دور فوزي على ريادة هذا اللون، بل سعى لتطويره وتطويعه بصورة إيجابية، جعلت من الأغنية لوحة تعليمية، يقدم من خلالها معلومات سياسية بصورة تلائم الأطفال، ولا تخلو في نفس الوقت من خفة ظل هذه الأغاني، وهو ما فعله في أغنيته "كان وإن"، التي يحكي فيها تاريخ ثورة 23 يوليو 1952، والعدوان الثلاثي على مصر 1956، كما تتطرق الأغنية للقضية الفلسطينية.
محمد فوزي يحكي ثورة يوليو في "كان وإن"..
4.أول من غنى أغنية دون استخدام آلات موسيقية، معتمدا على أصوات بشرية، حيث يقوم الكورال بدور الآلات، وهي طريقة يطلق عليها الموسيقيون "أركابيلا"، وذلك من خلال أغنية "طمني" التي قدمها في فيلم "معجزة السماء".
محمد فوزي "طمني":
5.أول من قدم أغنية فرانكو آراب، حيث وضع لحن لأغنية "فطومة"، و"يا مصطفى يا مصطفى"، والتي حققت نجاح وانتشار واسعين عند تقديمها، وغناها المطرب جورج وديع عزام (بوب عزام)، وتغنت بأكثر من لغة، واحتلت المركز الأول كأفضل أغنية في فرنسا، وظلت ضمن أفضل 20 أغنية لعدة شهور.
أغنية يا "مصطفى يا مصطفى" ألحان محمد فوزي..
6.من أوائل الفنانين الذين اتجهوا للإنتاج، حيث أسس شركة إنتاج سينمائي، أطلق عليها اسم "أفلام محمد فوزي" وذلك عام 1947، أنتج من خلالها عدد كبير من أشهر الأفلام الغنائية الاستعراضية.
7.من أوائل من أنتجوا أفلام بالألوان الطبيعية، من خلال فيلم "الحب في خطر" عام 1951، شاركته البطولة فيه الفنانة صباح، وساهم في غياب هذه المعلومة عن البعض أن 'الحب في خطر'' يُذاع بنسخة أبيض وأسود على القنوات الفضائية ربما لأنها أفضل جودة من النسخة الملونة.
8.كان فوزي صاحب حس وطني وعقلية تجارية متميزة، لذلك أنشأ أول مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج وطبع الإسطوانات، عام 1958 وأطلق عليها اسم "مصر فون"، وتعامل معها كل المطربين والمطربات، منهم أم كلثوم، وليلي مراد، ومحمد عبد الوهاب، توفيرا للعملة الصعبة التي تُنفق في إنتاج الاسطوانات، بسبب اضطرار الفنانين للسفر إلى اليونان لطبع الإسطوانات.
ومن خلال هذا المصنع نجح في منافسة كبرى شركات الإسطوانات في مصر، وكانت بالطبع أجنبية، فبدأ يبيع الإسطوانة بمبلغ 35 قرش، في حين تبيع الشركات الاجنبية الإسطوانة بمبلغ 90 قرش.
وجعل الإسطوانات بجودة عالية بحيث تكون غير قابلة للكسر، وبعد أن كانت لا تحوي سوى أغنية واحدة، باتت الإسطوانات التي ينتجها فوزي تضم أغنيتين.
9. أول من طبق حق الآداء العلني مع المطربين، فقد كانت شركات إنتاج الإسطوانات تتعاقد مع المطربين على منحهم مبلغ مالي مقابل حق استغلال أغانيهم، دون أن يكون لهم أي حق بعد ذلك في المطالبة بأي مبلغ خارج المنصوص عليه في العقد، في حين كانت هذه الشركات تحقق مبالغ طائلة من بيع الاسطوانات، وتعيد طبع آلاف النسخ منها.
10.حمل فوزي لقب الأول في إطار آخر، فقد كان أول فنان يلجأ لعمليات التجميل، قبل أن تصبح هذه العمليات موضة في عصرنا هذا، اضطر فوزي لإجراء عملية تجميل في شفته العليا، والتي كانت مفلطحة قليلا، وهو الشرط الذي وضعه المخرج محمد كريم حتى يمنحه البطولة في فيلم "أصحاب السعادة"، فوافق فوزي على الفور، وحصل على الدور.
رحل الفنان محمد فوزي عن عمر ناهز 48 عام، بعد أن ترك خلال مشواره الفني القصير عددا كبيرا من الأعمال الفنية غناءً وتلحينا وتمثيلا وإنتاجا، بعد صراع مع مرضه النادر حيث أصيب بسرطان العظام، والذي لم يكن معروفا وقتها، فأطلق عليه الأطباء اسم "مرض محمد فوزي".
فيديو قد يعجبك: