إعلان

عندما يكون الخطأ (أباً) للاختراع !

03:44 ص الثلاثاء 13 نوفمبر 2012

عندما يكون الخطأ (أباً) للاختراع !

كتب محمد الصفتي:  نحفظ جميعاً عن ظهر قلب أنّ (الحاجة أم الاختراع)، لكن هل تعلم أنّ الخطأ قد كان أحياناً أباً لاختراعات أسهمت في تقدّم ورفاهية البشريّة؟ لا تنزعج كثيراً عندما ترتكب أي خطأ واستعرض تلك النماذج من الاختراعات بالصدفة:1- البنسيلين: إذا كانت أمّ “أليكساندر فليمنج” هناك لربّما صرنا اكثر مرضاً الآن!! فعندما توجّه “فليمنج” لقضاء إجازة ترك كومة من صحون (بتري) الطبيّة ولم يقم بغسيلها، وعندما عاد من إجازته يوم 3 سبتمبر 1928 وجد الأطباق في حالة مزرية من التلوّث البكتيري، وكما هو موثّق في كتب التاريخ العلمي وموقع جائزة نوبل تخلّص “فليمنج” من أغلب الأطباق بطريقة صحّيّة إلّا أنّ أحدها استوقفه عندما وجده مغطّىً بمستعمرات الباكتيريا عدا بقعة صغيرة تكوّنت فيها فقاعة من الفطر وحول تلك البقعة لم توجد باكتيريا، وقدّر “فليمنج” حينها أنّ هذا الفطر قد منع الباكتيريا من الوصول غلى تلك البقعة، ومن هنا ولد البنسيلين كعلاج ناجع لطَيف واسع من الأمراض ولو كانت أمّ “فليمنج” هناك وقامت بتنظيف الأطباق لما توصّل هو لهذا الفطر بالصدفة ولتأخر اكتشاف البنسلين لأجل لا يعلم مداه!.2- اللون الموف: عندما حاول الكيميائي الشاب “ويليام بيركن” أن يبتكر نوع صناعي من دواء الملاريا (الكوينين) أنتجت تجاربه بدلاً من ذلك ما يشبه طيناً زيتيّاً داكناً ولم يحوّل هذا الخليط قطعة الحرير إلى اللون الموف فقط بل اتّضح أنّ هذا الخليط لا يزول بالغسيل وأنّه أكثر حيوية وزهوةً من الأصباغ المتوافرة في السوق. وحتى هذا التاريخ كانت الصباغ تستخرج من الحشرات والرخويّات والنباتات فقط وباكتشاف “بيركين” عن طريق الصدفة غزا اللون الصناعي الجديد أسواق موضة باريس ولندن حتى أنّ الملكة “فيكتوريا” ارتدته في زفاف ابنتها 1858. وألهم عمل “بيركين” على الأصباغ عالم البكتيريا الألماني “بول إيرليش” ليصير رائداً في علم المناعة ويبتكر أول علاج كيميائي وينال جائزة “نوبل”.3- البلاستيك: هل يمكنك أن تتخيل أن تكون مثلاً جميع زجاجات المياه المعدنية من الزجاج أو أن تستمر الحقن زجاجية فقط حتى اليوم؟ لولا حادثين بمحض الصدفة لربما لم تكتشف اللدائن (البلاستيك)، الأول بدأ في معمل “تشارلز جوديير” -تحمل الإطارات الشهيرة اسمه حالياً- والذي قام بوضع بعض من المطاط مع بعض من الكبريت سويّاً وبطريق الصدفة ترك الإناء على الموقد لبعض الوقت وعندما عاد وجد مادّة صلبة شديدة التحمّل قد تولّدت بفعل عملية تدعى الفلكنة (التصليد). الحادث الثاني كان انسكاب زجاجة من مادة الكولوديون على أرض متجر “جون ويسلي هيات” الذي كان يرغب في ربح مسابقة لإيجاد بديل للعاج في مناضد البليارد جائزتها 10 آلاف دولار، وحين انسكب الكولوديون وجد “هيات” مادّة مرنة وصلبة في ذات الوقت تتشكّل سمّاها شقيقه “إيساياه” السيلولويد لتصير أول منتج تجاري ناجح من البلاستيك، وبالمناسبة لم يفز أحد بالمسابقة المذكورة ولكن البشرية فازت بالبلاستيك!4- منظم ضربات القلب: في عام 1956 كان “ويلسون جريتباتش” يعمل على صنع جهاز لتسجيل إيقاع ضربات القلب في جامعة بافالو. مدّ “ويلسون” يده داخل صندوق وأخرج (مقاوم) ذا مقاس خاطيء وأوصله بالدائرة الكهربية، وعندما قام بتشغيله تعرّف فيما سمعه على صوت إيقاع ضربات القلب المعتاد وهو ما ذكّره بأحاديث له مع علماء آخرين حول إمكانية تعويض اختلال ضربات القلب بالتحفيز الكهربي. قبل هذا التاريخ كانت أجهزة تنظيم ضربات القلب في حجم التلفاز ولكن الجهاز الذي تمكن “جريتباتش” من صنعه عن طريق تلك الصدفة غيّر حياة ملايين البشر عندما اصبح منظّم الضربات جهازاً لا يتعدّى حجمه بوصتين مربعتين ولا يحتاج لزرعه داخل القلب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان