بعد انخفاض معدل إصابات كورونا.. هل أوشكت الموجة الثانية على الانتهاء؟
كتبت- هند خليفة
مع انخفاض نسب الإصابة بفيروس كورونا في الأيام الأخيرة، بعد أن شهدت ارتفاعا ملحوظًا خلال الأسبوعين الماضيين، تزايدت التساؤلات حول انتهاء الموجة الثانية، وهل نحن معرضون لموجات أخرى؟ وإذا كان هناك توقع موجات قادمة، ما هو الحل لمنع دخولنا في هذه الموجات أو -على أقل تقدير -تخفيف حدة الموجة؟، وهي الأسئلة التي حاول "مصراوي" الإجابة عليها خلال التقرير التالي.
وزيرة الصحة: انخفاض نسب الإصابة خلال الأسبوع الأخير
وكانت وزير الصحة الدكتورة هالة زايد، كشفت الإثنين الماضي خلال ترأسها اجتماع غرفة العمليات المركزية لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد بوزارة الصحة،عن انخفاض معدل الإصابات بنسبة 21% خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر وحتى الأسبوع الثاني من شهر يناير الحالي، بالإضافة إلى انخفاض حالات الاشتباه وترددها على المستشفيات بنسبة 15%، كما انخفض المتوسط اليومي لحالات الحجز في الأقسام الداخلية بالمستشفيات بنسبة 11%، بالإضافة إلى انخفاض المتوسط اليومي لحالات الحجز بالرعاية المركزة بنسبة 8% ، كما زاد المتوسط اليومي لحالات الشفاء بنسبة 5%، مشيرة إلى انخفاض متوسط حالات الإصابات خلال الفترة الحالية.
هل أوشكت الموجة الثانية على الانتهاء؟
في هذا الصدد يقول الدكتور فايد عطية الباحث في الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بمصر وكلية الطب جامعة شانتو بالصين، إن انخفاض نسب الإصابة بكورونا ليس بمؤشرعلى انتهاء الموجة الثانية لكورونا أو عدم انتهائها، مشيرًا إلى أن معدلات الإصابة في حالة تذبذب بين الانخفاض والارتفاع في مصر والعالم خلال هذه الفترة.
وأوضح في تصريح لـ"مصراوي" أن أمواج الأوبئة تنتهي حينما يسجل صفر إصابة، ولطالما لم نصل لذلك فإننا لا زلنا في حالة وباء، وكذلك لا نزال في الموجة الثانية التي لم تنتهي إلا بتسجيل تناقص مستمر بالأعداد المصابة إلى أن تصل إلى الصفر، وهو ما ينطبق أيضًا على تسجيل الذروة التي تحدد بعد تسجيل صفر إصابة لمدة أسبوعين على الأقل بالعودة إلى أعلى رقم مسجل ليكون هو الذروة.
متى تنتهي الموجة الثانية؟
ولفت إلى أن انتهاء الموجة الثانية أو تناقص نسب الإصابة يتوقف على عدة عوامل منها الإجراءات الاحترازية، والوعي الشعبي وزيادة معدلات الشفاء، إضافة إلى معدل الانتشار الفيروسي والتحورات الجينية، فضلًا عن طفرات الفيروس والوصول للقاحات وأدوية فعالة.
هل ستكون هناك موجات قادمة أشد؟
وأشار عطية أيضًا إلى أن موجات الفيروس ترتبط بتحوراته الجينية، ما يجعله يأتي على هيئة موجات، موضحًا أن شدة كل موجة تحكمها عدة عوامل تتعلق بالفيروس نفسه وطفراته والإجراءات التي اتخذت لمواجهته، إضافة إلى فهم طبيعته وشدة العدوى، وطرق انتقاله، متابعًا: "فيروس كورونا مثله مثل باقي الفيروسات وتحديدًا الأنفلونزا له عدد موجات.. بعض الدول تزايدت فيها نسب الإصابة بينما في أخرى انخفضت".
وقال إنه من الصعب تحديد شدة الفيروس خلال المرحلة القادمة، نتيجة لتحوراته وطفراته، فقد يضعف نفسه بنفسه مثل السارس في عام 2003 الذي تطور وحذف من مادته الوراثية أجزاء أدت لإضعافه وانتهائه، وهو من الوارد أن يحدث لفيروس كورونا، لكن من الوارد أيضًا أن يكون أكثر شراسة، متابعًا: "الاحتمالين واردين بنفس الدرجة".
متى تنتهي موجات كورونا؟
واستكمل بأن موجات كورونا لن تنتهي إلا في حال تحسن الأوضاع بتطعيم 70% من الشعوب، والتوصل إلى علاج هادف وبالتالي، وكذلك تحقيق مناعة القطيع بإن يصبح 70% من الشعوب لديهم مناعة دائمة، مشيرًا إلى أن جميع اللقاحات المطروحة تعطي مناعة مؤقتة ما بين ستة أشهر حتى سنة.
ولفت إلى أن الموجة الثانية في مصر غير واضحة، خاصة وأننا منذ الموجة الأولى لم نصل إلى تسجيل صفر إصابات، فتداخلت وتواصلت الموجتين معًا، ولذلك لم نستطيع حسم ما إذا كنا في الموجة الثانية وتحديد ذلك لتواصل تسجيل الإصابات.
هل دخلت بعض الدول في الموجة الثالثة لكورونا؟
ولم يستبعد عطية دخول بعض الدول في الموجة الثالثة والتي بدأت فيها زيادة الإصابات، خاصة في ظل انتشار العدوى وعدم الوول إلى مناعة القطيع، واستمرار تحورات وطفرات الفيروس الجينية.
واختتم منوهًا: "الفيروس شديد التحور ولديه طفرات كثيرة وفي ظل عدم الاهتمام بالإجراءات الاحترازية ينذر بإن الموجة القادمة قد تكون أشد".
شواهد على انتهاء الموجة الثانية
ومن جهته توقع الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال برنامج "حديث القاهرة" على فضائية "القاهرة والناس" أن الأمور ستعود لطبيعتها خلال النصف الثاني من شهر فبراير، بوجود لقاحات، أو انتهاء الموجة الثانية من فيروس كورونا.
وقالت الدكتور نهى عاصم مستشار وزيرة الصحة للأبحاث، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد على في برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم"، إنه رغم تصاعد الموجة الثانية وانتشار فيروس كورونا بسرعة أكبر فإن الشواهد تؤكد هبوطها بصورة أسرع من الموجة الأولى، مشيرة إلى أن المواطن أصبح لديه وعي كافٍ ونحتاج إلى الاستمرار في الإجراءات الوقائية.
فيديو قد يعجبك: