أستاذ شريعة: هذه عقوبة كبائر وصغائر الذنوب في الدنيا والآخرة

كتبت - سماح محمد:

ورد سؤال إلى الدكتور عبد المنعم أحمد سلطان - أستاذ الشريعة ووكيل كلية الحقوق جامعة المنوفية - من أحد متابعي البرنامج الإذاعي "بريد الإسلام" عبر أثير إذاعة القرآن الكريم يقول: "ما حكم قول [لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار]"؟.

فأجاب سلطان قائلاً: هذه المقولة الواردة في السؤال يؤخذ بها كقول مأثور، موضحًا أن الذنوب منها الكبائر، ومنها الصغائر وذلك كما ورد فى قول الله تعالى فى الآية 31 من سورة النساء: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسل: "الصَّلواتُ الخَمسُ والجُمعةُ إلى الجُمعةِ كفَّاراتٌ لِما بينَهنَّ ما لَمْ يَغْشَ الكبائرَ".

وأوضح أستاذ الشريعة أن كلًا من الكبائر والصغائر محرم وله عقوبة؛ بعضها يعاقب عليها في الدنيا كالسرقة والزنا وشرب الخمر والقذف، وبعضها يعاقب عليها فى الآخرة إن لم يتب فاعلها فى الدنيا أو يغفر الله عز وجل له.

وأضاف: أن التوبة من الكبائر تكون بالتوبة النصوح وتتحقق بالندم، والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إلى الذنب، ورد الحقوق إلى أصحابها إن كان الذنب يتعلق بحقوق العباد، أما التوبة من الصغائر فتكون بالعمل الصالح والقول الحسن كالذكر والاستغفار والذكر وصلاة النوافل والصدقة والصيام ، يقول الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ}.. [هود : 114].

وتابع سلطان أن الإصرار على الصغيرة والمداومة عليها قد يدفع إلى الكبيرة؛ لأن فيها تحديًا لنواهي الله عز وجل ، وعلى المسلم ألا يهون عليه الذنب، وعلى كل مذنب أن يبادر بالتوبة من كل ذنب سواء كان كبيرة أو صغيرة تعظيمًا لمقام الله عز وجل، يقول سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.. [النجم : 32].