"إن فيك خصلتين يحبهما الله".. صحابي مدح النبي أخلاقه وقومه.. تعرف عليه
كتبت – آمال سامي:
"إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة" هكذا يروي الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في مدح النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة وهو المعروف بـ "أشج عبد القيس العبدي"، فمن هو وما هي قصته؟
يروي الواقدي أن أشج ومن معه من عبد قيس جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في السنة العاشرة من الهجرة، وقيل سنة ثمان قبل فتح مكة، وحين وصل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعوا إليه يسلمون عليه ويقبلونه إلا أن الأشج تريث قليلًا ونفض الغبار عن ملابسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فيه خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كتب إلى أهالي البحرين ليأتوا إليه في عشرين رجل منهم، فكان هو على رأسهم، وروى ابن سعد أنهم قد جاءوا في عام الفتح، وكما مدح رسول الله أشج، مدح كذلك وفد عبد القيس بأسره، فقال: مرحبًا بهم، نعم القوم عبد القيس.
ويروي ابن سعد في الطبقات تفاصيل قدومهم على رسول الله، إذ نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأفق صبيحة ليلة قدموا، وقال: "ليأتين ركب من المشركين لم يُكرهوا على الإسلام، وقد أنْضُوا الركاب وأفنوا الزاد، بصاحبهم علامة، اللهم اغفر لعبد القيس، أتوني لا يسألوني مالاً، هم خير أهل المشرق"، قال: فجاؤوا في ثيابهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسلموا عليه، وسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم عبد الله الأشج؟" قال: أنا يا رسول الله؟ وكان رجلاً دميمًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه لا يستسقي في مسوك الرجال إنما يُحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيك خصلتان يحبهما الله" فقال عبد الله: وما هما؟ قال: (الحلم والأناة) قال: أشيء حدث أم جبلت عليه؟ قال: "بل جبلت عليه" فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.
وقيل أن أشج قد رجع مع قومه إلى البحرين ثم نزل بالبصرة بعد ذلك.
فيديو قد يعجبك: