عالم أزهري يوضح حكم الشرع في من يعاير غيره بذنوبه
مصراوي:
ورد سؤال من أحد مشاهدي برنامج "اسأل مع دعاء" المذاع اليوم عبر فضائية "النهار" يقول: "ما الحكم الشرعي في من يعاير غيره بذنوبه؟"، أجاب عنه الشيخ أحمد الصباغ - من علماء الأزهر الشريف - قائلاً:
المعايرة هى الشماتة، والشماتة هى الفرح فى حزن الأخرين والتشفى بهم وهذا خلقُ شيطانى لقوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.. [الحشر : 16]،
وتابع الصباغ: لم يكن هذا الخُلق للشيطان فقط ولكن كان أيضاً لفرعون لما جاء فيه من قول الله { أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ}.. [الزخرف - 52 : 56].
وكذلك فى الحديث النبوى الشريف عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وكذلك قول ابن عمر رضي الله عنه : (والله لو عيرتُ امرأة حُبلى بحملها لخشيت أن أحمل).
وأوضح الصباغ أن الدرس المستفاد هو: "من عاير أخاه بذنب لم يمت حتى يراه"، وكذلك قال ابن القيم: إن معايرة الإنسان لأخيه بالذنب أشد عند الله من هذا الذنب. وهذا لأنك تزكى نفسك وتضع أخيك فى العذاب.
فيديو قد يعجبك: