من مواعظ الصالحين.. الحسن البصري: ما حجتكم إذا قدمتم عليه؟
كتبت – آمال سامي:
الحسن البصري، التابعي الزاهد، الذي تعلم على يد عدد من الصحابة الكرام، والمولود في المدينة المنورة في نهاية خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام 21 هجريًا، يروي عنه هاني الحاج في كتابه "من قصص الصالحين والصالحات والزاهدين والزاهدات" موعظة ألقاها على أهل البصرة يرويها عنه حبيب العابد حيث يقول حبيب دخلت البصرة، فإذا أسواقها مغلقة وسككها خالية، قلت : يا أهل البصرة أعندكم عيد لا أعرفه ؟ قالوا : لا ، ولكن الحسن البصري في الجامع يعظ الناس .قال : فبادرت إلى مجلسه ، فوجدته جالساً على مرتفع من الأرض وهو يقول:
"أيها الناس استعدوا للرحيل ، فلم يبق من الدنيا إلا القليل ، وخذوا أهبة التحويل ، فليس إلى البقاء من سبيل ، أما علمتم أنكم على أسرة المنايا تحملون والى البلاء في دار البلاء عن قريب تسلمون ، وبأعمالكم التي عملتموها تفردون ، وعلى ديان يوم الدين تعرضون ، أمركم بالطاعة فما أطعتم ، ونهاكم عن المعصية فما انتهيتم ، وخوفكم بالنار فما خفتم ، ولا أرعويتم ، وشوقكم إلى الجنة فما اشتقتم ولا اشتهيتم ، فيا ذا الشيبة المؤذنة باقتراب الأجل ، ما انتظارك ؟ ، ويا ذا الشبيبة القادرة على اكتساب العمل ، ما اعتذارك؟ ، ويا أيها المطيع لفيه وهواه ، المضيع في حظه دنياه من أخراه ، المقيم على ذنوبه وخطاياه ، ليت شعري ما عذركم إذا وقفتم بين يده ؟ ، وما حجتكم إذا قدمتم عليه، لقد ضل سعيكم وخاب قصدكم ، فاستغفروا الله العظيم لي ولكم".
فيديو قد يعجبك: