لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حديث ومعنى (2): "فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض"

11:01 ص السبت 25 أبريل 2020

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، وذلك في حلقات يومية، خلال الشهر الفضيل.

وحلقة اليوم مع حديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالَا: «سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَصُومُ الصَّائِمُ، وَيُفْطِرُ الْمُفْطِرُ، فَلَا يَعِيبُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ»أخرجه مسلم.

وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف: في الصَّوم مشقة؛ مشقة الجوع والعطش، والسَّفر يُضاعف هذه المشقة أو يزيدها، مهما كانت وسائله مادامت مسافته تزيد على ثلاثة وثمانين كيلو متراً، كما حددتها الشَّريعة الإسلامية، ولقد صام النَّبي صلى الله عليه وسلم في السَّفر، وأفطر في السَّفر، فرخص بذلك لمن أطاق الصَّوم بدون مشقة ولا ضرر أن يصوم، ورخص لمن يرغب في الفطر في السَّفر أن يفطر، ويحكي الصَّحابيان أنهما كانا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصَّائم ويفطر المفطر بل إنكار لأحدهما على الأخر وهذا يدعونا إلى تَقبُّل الحقِّ والاختلاف من كلٍّ الناس، فلا يُشترط في الحقِّ أن يكون مع أحد الطَّرفين دون الآخر فيكون الآخر على باطل، ولا ينبغي أن يكون الاختلاف بهدف الانتصار للنَّفس وإظهار الذَّات، فما أحوجنا في دنيانا المعاصرة إلى تطبيق هذا عمليا في حياتنا فكم رأينا من خلافات بين الرَّجل وزوجته أو بين الأقران في العمل؛ بسب اختلافات يسيرة سواء في مسألة دينية أم في غيرها تصل أحيانا إلى التَّبديع والتَّفسيق وما يجري مجراه مما لا يليق بأخلاق المسلم لا من قريب ولا من بعيد ، فطالما أن في الأمر متسعًا فلم الأنكار الشَّديد على الأخر ، أو تبكيته ، يسر المرء حينما يرى المسلم متوجهًا بعقله وقلبه إلى مرضاة ربه لنيل الدرجات العالية وليس كل همه ومأربه انشغاله بأنَّ غيره سيدخل الجنَّة أم النَّار أو أنه على الصَّواب وغيره على الخطأ.

وهكذا نجد في الحديث الشَّريف التَّرغيب في الفطر للمسافر، والتَّرهيب من صيامه إذا لحقته المشقة من الصِّيام، أو كان في فطره مصلحة ولو دنيوية لا يقدر عليها صائمًا، وهكذا رأينا الإسلام سمحًا كريمًا رحيمًا بأهله، لا يحب العنت والمشقة وإن كانت في العبادة، والكيس من أوغل في الدِّين برفق، فإنَّ المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى.

وفي الحديث : حجة على من زعم أنَّ الصَّائم في السَّفر لا يجزئه صومه .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان