لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور والفيديو: كوارث وإتاوات ومشقّة على دروب الحج قديماً

06:43 م الإثنين 13 أغسطس 2018

إعداد - سارة عبد الخالق:

الجوع والعطش.. الكوراث الطبيعية كالبرد والأمطار والسيول والرياح الشديدة.. النهب والسرقة.. وغيرها من المخاطر التي كان يواجهها الحجيج قديما في دروب الحج وصولاً إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، كل ذلك كان طمعاً في الأجر والثواب وبحثا عن رضا الرحمن وامتثالاً لأمر الله – عز وجل -.

وكانت رحلة الحج قديما رحلة مشقة وعناء، حيث كان الأهالي يودّعون ذويهم خاصة كبار السن منهم، لأنها كانت رحلة محفوفة بالمخاطر ومحاطة بالمشقة والعناء نظرا لبعد المسافات وصعوبة الطرق وقتها، فكان الحجاج يخرجون إلى الحج قبل موسم الحج بأوقات طويلة جدا حتى يصلوا في الميعاد.

وفي التقرير التالي يرصد مصراوي أهم المخاطر التي كانت تواجهها قوافل الحجاج أثناء رحلة الحج، منها ما يلي:

* بُعد المسافات

كان بعد المسافات يمثل عائقا وتحديا خطيرا أمام الحجاج، فقد ذكر الإمام النسفي: "أن رجلاً كان يطوف بالبيت فسأله أحد الطائفين: من أي بلد؟ فذكر له بلداً بعيداً، قال: متى خرجت من بلدك؟ قال: أترى رأسي هذا، قال: أترى فيه شعرة سوداء؟ قال: لا، قال: خرجت من بلدي وما في رأسي شعرة بيضاء وأنا الآن ليس فيه شعرة سوداء"، حيث كان الرجل يخرج من بلاده وينتقل إلى بلد آخر يعيش فيه فترة من الزمن ويدخر فيه بعض الأموال، ثم ينتقل إلى بلد آخر ويكرر ذلك حتى يصل إلى وجهته، ألا وهي مكة المكرمة، بعد فترة طويلة من الزمن.

وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط على موقعها الإلكتروني قول الدكتور حسين عايض آل حمد، باحث في التاريخ والآثار أن: "أقرباء الحاج وأصدقاؤه قديماً كانوا يودعونه عند نيته الحج وداع الفراق، وذلك من شدة العناء الذي يتجشمه الحاج في رحلة تستغرق أشهرا ذهابا وإيابا يقطعونها بين الفيافي والقفار مشيا على الأقدام، ولا يركب الإبل وغيرها إلا الأغنياء وهم قلة، والغالبية يحملون أمتعتهم على ظهورهم ويمشون على أقدامهم، ومن هم أحسن حالاً يجتمعون مع 10 أشخاص تقريبا ويستأجرون جملاً يحمل أمتعتهم فقط».

* الكوارث الطبيعية

ولم يكن بعد المسافات وحده هو العائق الوحيد أمام قوافل الحجيج بل قد تتعرض أيضا إلى عوامل خارجة عن إراداتها، حيث من الممكن أن تواجه الظواهر الطبيعية ومخاطرها كالبرد القارس والأمطار وغيرها، فقد ذكر ذكر ابن الجوزي صاحب كتاب "مرآة الزمان" في حوادث سنة 692هـ، أن قافلة الحجاج الشامية قد تعرضت إلى البرد والأمطار الغزيرة والرياح الشديدة مما تسبب في أضرار جسيمة لحقت وقتها بالحجاج وحملت الرياح ثيابهم وأمتعتهم وأغراضهم، كما تعرضت رحلة قافلة الحج المصرية عام 1196هـ، أثناء سيرها من مكة إلى المدينة إلى سيول عارمة أتت على نصف الحجاج المصريين وقتها، وغيرها من الكوارث الطبيعية التي طالت قوافل الحجاج قديما وألحقت الأضرار والأذى بهم في طريقهم إلى أراضي المشاعر المقدسة.

* أعمال السلب والنهب ودفع الإتاوات

لم تسلم رحلات قوافل الحج قديما أيضا من أعمال السلب والنهب وفي بعض الأحيان القتل من قطاع الطرق واللصوص خاصة مع بداية عصور الفتن في الدولة الإسلامية واختلال وزعزعة الأمن نتيجة الحروب، وكان ذلك مذ نهاية القرن الثالث الهجري، وأدى ذلك إلى انقطاع رحلات الحج إلى مكة المكرمة لعدة سنوات متصلة.

وقد ذكرت المصادر التاريخية أن قوافل الحجاج كانوا في السابق يدفعون ما يسمى بـ "الإتاوة"، نظير الحماية من قطاع الطرق، حيث كانت القافلة عند مرورها بأراضي قبيلة معينة يحصلون منهم على رسوم مقابل حمايتهم من قطاع الطرق وأعمال السلب والنهب والسرقة.

وقد ذكر مؤلف كتاب (مرآة الحرمين) - اللواء إبراهيم رفعت باشا أمير الركب الحج المصري - أن على من يريد زيارة جبل النور، وهو جبل قريب من المسجد الحرام يوجد به غار حراء، أن يحمل معه الماء الكافي، وأن يكونوا على شكل جماعات يحملون السلاح حتى يدافعوا عن أنفسهم من اللصوص الذين يتربصون بالحجاج لسلب أمتعتهم، وقد ذكر في نفس الكتاب على لسان كاتبه: "لقد بلغني أن إعرابيا قتل حاجا فلم يجد معه غير ريال واحد فقيل له: تقتله من أجل ريال؟ فقال وهو يضحك: الريال أحسن منه".

* المرض والجوع والعطش

كما قد يتعرض الحجيج أثناء رحلة سفرهم هذا إلى المرض والجوع والعطش، حيث قد يتسبب المرض في هلاك الحجاج ووفاتهم، وقد تواجههم مشكلة نقص المياه والطعام نظرا لطول المسافة وندرة المياه في المناطق الصحراوية التي يمرون عليها في طريقهم للحج، لذلك كانوا يتعاملون مع المياه والطعام الذي يحملونه معهم منذ بداية رحلتهم بحذر شديد خوفا من نفاذها قبل وصولهم إلى البقاع المقدسة لأداء الفريضة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان