لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى ميلاده.. تعرف على آخر ما كتبه رفاعة الطهطاوي في السيرة النبوية

04:30 م الثلاثاء 15 أكتوبر 2019

رفاعة الطهطاوي

(مصراوي):

(هو صلّى الله عليه وسلّم مصباح الكون وضياؤه، وخير بنى آدم؛ لأنه من نور الله، فإن الله عز وجل حين خلق آدم عليه السلام وأكمل نشأته واستخرج في عالم الذرّ من ظهره ذريته، وأشهدهم على أنفسهم لاحت أنوار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فكان نور نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم أشرقها صباحا، وأنورها مصباحا).. جزء من الفصل الأول من آخر كتب الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، أحد رواد الفكر التنويرى وصاحب الإسهام في النهضة الفكرية التي عاشتها مصر في عهد محمد علي باشا، والذي تحل في مثل هذا اليوم ١٥ من أكتوبر ذكرى ميلاده (مولده: 1216 هـ/1801 - وفاته: 1290 هـ/1873).

وُلد الطهطاوي بمدينة طهطا، إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، يتصل نسبه بالحسين السبط، وكان للشيخ الراحل العديد من الإسهامات الفكرية والإبداعية أيضا ويجئ في مقدمتها مؤلفه الشهير تخليص الإبريز في تلخيص باريز.. ويستعرض مصراوي أحد كتبه المهمة في السرة النبوية، وهو آخر كتاب ألفه رفاعة الطهطاوي (نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِى تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ)، والذي سلك فيه مسلكًا جديدًا في تأليف السيرة النبوية وقد تبعه فيه كثير من المحدثين.

كان الطهطاوي نشأ في عائلة ملحوظة من القضاة ورجال الدين فلقي رفاعة عناية من أبيه، فحفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتماماً كبيراً حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم دروس الفقه والنحو. التحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817، وخدم بعدها كإمام في الجيش النظامي الجديد عام 1824.

تعرف على آخر كتبه: نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

يمتاز آخر كتب الطهطاوي بالأصالة وعمق الفكرة، ونقلها فى يسر ووضوح إلى القارئ، وقد راعى الترتيب الزمني المعهود في كتب السيرة السابقة عليه: بدأ بمولده حتّى وفاته صلّى الله عليه وسلّم. وجاء الكتاب في ٥ أبواب شاملة، احتوى كل واحد منها على فصول متعددة.

ففى مولده الشريف إلى بعثته صلى الله عليه وسلم، جاء الباب الأول من الكتاب متضمناً ثلاثة فصول أولها عن مولده الشريف، ونسبه المنيف، ورضاعه، وكفالته. وثانيها فى ذكر عمل مولده الشريف، وإشهاره كل سنة وفيما جرى في مولده وفيما بعده من الوقائع. وجاء الفصل الثالث فى زواجه (ص) بخديجة بنت خويلد رضى الله تعالى عنها وما رزقه الله من الذرية منها.

وجاء الباب الثانى في مبعثه صلى الله عليه وسلم، ودعائه الناس إلى الدين الحق، وهجرة المسلمين إلى الحبشة، وخروجه إلى الطائف، وجاء في ٤ فصول، الأول: في رسالته صلى الله عليه وسلم على رأس الأربعين إلى كافة الناس بشيرًا ونذيرًا، وجاء الثانى فى الهجرتين إلى الحبشة، والثالث في خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف قبل هجرته إلى المدينة المشرفة. أما الفصل الرابع فجاء في الإسراء به صلى الله عليه وسلم ليلاً من المسجد الحرام وعروجه من المسجد الأقصي إلى السموات العلى.

وحول هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وما ترتب على ذلك من المظاهر الإسلامية والظواهر التعليمية. جاء الباب الثالث، وفيه فصول ثلاثة: الأول فى الأسباب الباعثة على هذه الهجرة والتمهيد لها، والفصل الثانى في سيره مهاجرًا إلى المدينة مع صاحبه: صديقه رضى الله تعالى عنه وهو ابتداء التاريخ الإسلامي، والفصل الثالث في ذكر الظواهر الحادثة بعد الهجرة إجمالًا.

وجاء الباب الرابع فى تفاصيل الظواهر التى حدثت بعد هجرته عليه الصلاة والسلام إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، وفيه ١٠ فصول تتناول ظواهر سنوات الهجرة الشريفة بدءاً من السنة الأولى من الهجرة وما فيها من الغزوات انتهاء إلى ظواهر السنة التاسعة وما فيها من الغزوات، وجاء الفصل العاشر فيما وقع من وفود العرب عليه صلى الله عليه وسلم، وفي حجة الوداع.

وعن وفاته صلى الله عليه وسلم وبعض أخلاقه وصفاته، ومعجزاته، وأزواجه، وأعمامه، وعماته، وأخواله، ومواليه وخدمه، وحشمه صلى الله عليه وسلم، هذا ما تناوله الباب الخامس والأخير، وفيه ٤ فصول هي: الأول في ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بذلك. والثانى في ذكر بعض أخلاقه وصفاته صلى الله عليه وسلم، والثالث في ذكر معجزاته (ص)، وجاء الفصل الرابع في ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم وقرابته ومواليه.

وكتب الطهطاوي في ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم:

(قال أنس بن مالك رضي الله عنه: لما مرض النبى صلّى الله عليه وسلّم مرضه الذى مات فيه، اجتمعنا جماعة من الصحابة، ودخلنا عليه صلّى الله عليه وسلّم وجلسنا بين يديه وهو نائم علي فراشه، فجلس أبو بكر عند رأسه، ونظر في وجهه وبكي، ففتح النبى صلّى الله عليه وسلّم عينيه وقال: ما الذى يبكيك يا أبا بكر؟ فقال: حبيبي، افتكرت في شيء أنا خائف منه، قال: ما هو؟ قال: فى قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ، وهذا دين يبقى بعدك ونخاف أن تحتج علينا الأعداء من بعدك، ويقولون إن الله أمر نبيكم بجهاد الكفار والمنافقين، فجاهد الكفار ولم يجاهد المنافقين، ونخاف أن يكون ذلك نقص في الدين، فمن يقضى دينك ويجاهد الكفار والمنافقين، من بعدك، فلزم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يد أبى بكر، وقال: أنت قاضى دينى والقاتل من يرتد عن ديني، أما سمعت قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ؟» [المائدة: 54].

قالت عائشة رضى الله عنها: إنه صلّى الله عليه وسلّم كان يقول قبيل وفاته: «لا إله إلا الله؛ إنّ للموت سكرات» وإنه أشخص بصره إلى سقف البيت ثم قال: «اللهمّ الرفيق الأعلى (أى نهاية مقام الروح وهو الحضرة الواحدية)؛ فالمسئول إلحاقه بالمحل الذى ليس بينه وبينه أحد في الاختصاص.

وفي حديث مرسل أنه قال: «اللهمّ إنك تأخذ الروح من بين العصب والقصب والأنامل، اللهم فأعنّى على الموت وهوّنه عليّ» [والقصب عروق الرئة، والرئة: مهموزة مخفّفة] ، وأما حديث: «اللهم الرفيق الأعلى» فكان آخر كلمة تكلم بها، ولما رأت فاطمة ذلك قالت: «واكرباه» فقال: «لا كرب على أبيك بعد اليوم»، وكلما أفاق أوصى بالمحافظة على الصلاة، وفي تلك الشدائد زيادة رفع درجات للأصفياء، وكفّارة سيئات لأهل الابتلاء).

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان