بعد 50 عامًا على إحراقه للمسجد الأقصى.. كيف نجا الأسترالي "مايكل روهان" بفعلته؟
كتبت- آمال سامي:
في مثل هذا اليوم 21 من أغسطس 1969 أقدم المتطرف الأسترالي مايكل دينس روهان على إحراق المسجد الأقصى، وهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم بدلًا منه، لتحقيق نبوءة آخر الزمان.
حاول دينس عام 1968 القيام بتلك العملية وإحراق المسجد الأقصى ولكن حراس المسجد استطاعوا القبض عليه قبل أن ينفذ جريمته، وحوكم محاكمة "صورية" وفق جريدة الدستور العمانية، وابعد إلى أستراليا، لكنه استطاع العودة مرة أخرى في اغسطس من العام التالي.
في صباح الحادي والعشرين من أغسطس 1969 وبعد أن أدى المسلمون صلاة الفجر في المسجد ورحلوا، نشب الحريق في المسجد الأقصى، وكان في ثلاثة أمكان وهي مسجد عمر ومنبر صلاح الدين الأيوبي ومحرابه، والنافذة العلوية التي تقع في جنوب غرب المسجد الأقصى، فحرق المنبر ومسجد عمر ومحراب زكريا ومقام الأربعين، وأيضًا أصاب الحريق ثلاثة أروقة من المسجد وعمودان رئيسيان تحت قبة المسجد، وأصاب الحريق أيضًا المحراب الرخامي الملون، وحرق جميع السجاد العجمي، ومطلع سورة الإسراء الذي صنع من الذهب، واستطاع المقدسيون إنقاذ باقي المسجد واطفاء الحريق.
لم ينل مايكل دينس روهان أي عقوبة إزاء فعلته، حيث ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه، وأدعت أنه مجنون وتم ترحيله إلى استراليا، مما جعل الفلسطينيبن يتهمون السلطات الإسرائيلية حتى الآن بالتواطؤ وبأنهم كانوا يعرفون بتلك الجريمة ومن يدري ربما كانوا هم من دبرونها من الأساس.
تذكر أغلب المصادر أن دينس قد توفى عام 1995م أثناء تلقيه العلاج النفسي، بينما يقول البعض عنه أنه لم يكن يعاني من أية أمراض نفسية. لكن من ناحية أخرى نشر الصحفي الأمريكي فيليب آدمز اليوم 21 أغسطس، مقالًا له في الآي بي سي نيوز، متحدثًا عن ذكرى إحراق المسجد الأقصى والجريمة التي قام بها دينس، مشيرًا إلى أن الصحفي الأسترالي ستان كوري اكتشف عام 2009 أنه مازال على قيد الحياة، حيث انتج في هذا العام مع زميلته وايتفيلد موجزًا إعلاميًا عن مايكل دينس، واكتشفا من عائلته أنه لم يمت ولكنه كان يعيش في "مكان ما" باستراليا.
وبعد عدة سنوات تلقى ستان كوري مكالمة تليفونية من دينس وكانت حينها الأمور مشتعلة في المسجد الأقصى فقال له دينس إنه سيتم بناء المعبد ليأتي بنهاية العالم. وقد توفى دينس بعد ذلك بعدة سنوات.
يرى فيليب آدمز في مقاله أن ما فعله دينس أحدث تغييرًا كبيرًا في الوعي الإسلامي، فلم يكن هناك أي تنظيم للدول الإسلامية، لكن بعد شهر واحد من محاولته إحراق المسجد الأقصى، تم تأسيس منظمة التعاون الإسلامي باعتبارها "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي" وفق تعبير آدمز.
يقول آدمز إن قادة الحركة المسيحية الصهيونية الأمريكية يريدون أيضًا استعادة جبل الهيكل وأنهم شكلوا تحالفات وثيقة مع الجماعات الدينية اليهودية وأنهم الآن يرتبطون إرتباطًا وثيقًا بإدارة ترامب، وقد تحدث القس جون هاجي مؤسس وكبير رعاة كنيسة كورنرستون في تكساس، في افتتاح السفارة الأمريكية للقدس وكان حديثه مثيرًا للجدل - جون هاجي هو أيضًا مؤسس ورئيس المنظمة المسيحية الصهيونية كريستيناس يونايتد من أجل إسرائيل.
ما هي الصهيونية المسيحية؟
وفقًا للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، فالصهيونية المسيحية تركز على الشعب اليهودي ودولة إسرائيل. تقول الصهيونية المسيحية إن الوعود المقدمة إلى الكنيسة في نهاية الزمان والمتعلقة بالاعتراف الشامل بالمسيح كإله ومخلص، يجب إن يسبقه الإيفاء بوعود العهد القديم لإسرائيل. وتتضمن هذه الوعود عودة اليهود إلى وطنهم وتأسيس دولة يهودية وبناء الهيكل الثالث. وهذا كله يدعو إلى شبوب حرب نهاية الزمان التي يجب إن تسبق عودة المسيح الثانية.
جدير بالذكر أن مسيحيي الشرق يتبرأون تمامًا من "الصهيونية المسيحية" حيث أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط عام 1986م بيانًا رفض فيه نشاط المسيحية الصهيونية ووصفها بأنها: "سوء استعمال للكتاب المقدس وتلاعب بمشاعر المسيحيين فى محاولة لتقديس إنشاء دولة من الدول وتسويغ سياسات حكوماتها".
فيديو قد يعجبك: