في ذكرى سقوط بغداد.. تخاذل الخليفة ووحشية المغول
كتبت – آمال سامي:
" إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم" هكذا اخترق أول أسهم المغول دار الخلافة في بغداد، حيث أحاطوا بدار الخلافة يرشقونها بالنبال والأسهم من كل جنب، فأصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه، يقول ابن كثير في البداية والنهاية: فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعًا شديدًا، فاحضر السهم الذي أصيبت به فإذا بالجملة السابقة مكتوبة عليه..
في مثل هذا اليوم العاشر من فبراير عام 1258م، دخل المغول بقيادة هولاكو خان إلى بغداد وقاموا بمحاصرة دار الخليفة استكمالًا لفتوحات المغول في جنوب غرب آسيا التي كان بدأها جنكيز خان، وكان ذلك في عهد الخليفة العباسي المستعصم بالله، ويقول عنه المؤرخون حسبما نقل لنا محمد الخضري بك في كتابه "الدولة العباسية..محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية": قال ابن طباطبا كان المعتصم رجلًا خيرًا متدينًا لين الجانب سهل العريكة عفيف اللسان والفرج حمل كتاب الله تعالى..وكان خفيف الوطأة إلا أنه كان مستضعف الرأي ضعيف البطش، قليل الخبرة بأمور المملكة مطموعًا فيه غير مهيب في النفوس ولا مطلع على حقائق الأمور. ويضيف الخضري أن أغلب أوقات الخليفة كان يمضيها باللهو وسماع الأغاني.
كان المغول قد استطاعوا تكوين إمبراطورية كبيرة على حساب الدولة الإسلامية، حيث سقط مدن عدة أبرزها بخارى وسمرقند ونيسابور على يد جانكيز خان، وتوفى وكانت دولته تسيطر على كل المنطقة الشرقية من العالم الإسلامي، حسب إسلام أونلاين، وتولى من بعده ابنه منكوقان وأرسل هولاكو حتى يغزو بقية العالم الإسلامي ويخضع الخلافة العباسية، وكانت حملة هولاكو على بغداد تبلغ 200 ألف جندي.
رفض الخليفة التسليم، فضرب هولاكو حصارًا ضخما واشتبك جيش الخليفة العباسي مع جيش هولاكو إلا أن الأول هزم هزيمة منكرة، وخرج الخليفة في أهله وأصحابه وخدمه واجتمع مع هولاكو حتى تحدث المصالحة، وعلى الرغم من خروج الخليفة بكل الجنود والأتباع كما اتفق، إلا أن المغول قرروا قتل الجميع ذبحًا، وقيل أن من أشاروا على هولاكو بقتل الخليفة هم الوزير ابن العلقمي، والمولى نصير الدين الطوسي حسب ابن كثير في البداية والنهاية.
ويصف ابن كثير المذابح التي ارتكبها المغول حين دخلوا بغداد قائلًا: "ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون. وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون".
موضوعات متعلقة..
- في ذكرى وفاته.. حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله
- ذكرى إقرار قانون بوهيميا لحرية ممارسة الأديان.. تعرف على معنى "بوهيمي"
- في ذكرى وفاة الصحابي الذي عادى الله من عاداه وأبغض الله من أبغضه.. تعرف عليه
فيديو قد يعجبك: