لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على جمعة: ينبغي علينا أن نستحيي من الله ونعود إليه سريعًا

11:22 ص السبت 23 مارس 2019

الدكتور علي جمعة

كتب ـ محمد قادوس:

قال الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن النبي ﷺ فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى فَإِنِّى سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ؛ وَلَوْ لَقِيتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا لَلَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، وَلَو عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى لَغَفَرْتُ لَكَ ثُمَّ لاَ أُبَالِى».

وكتب فضيلته، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: إن هذا الحديث يُبَيِّن أن الله سبحانه وتعالى غَفَّار، مهما كثرت الذنوب، ومهما عظم شأنها، فإننا لا نيأس من روح الله، ولا من فضل الله، ولا من رحمة الله، ولا يمكن أن نغلق الباب على أنفسنا، ولا على الخلق مع الله سبحانه وتعالى.

وأوضح جمعة أن بعض مَنْ يَمُنُّ الله سبحانه وتعالى عليه بشيء من الطاعة، يقول: كيف نسمح للناس أن تذنب، وأن تتوب إلى الله؟ ليس نحن الذين سمحنا، رب العالمين هو الذي خلق الخلق، وهو الذي وسعهم، وهو الذي رحمهم، يقول رسول الله ﷺ: «كل ابن آدم خَطَّاء ... » وكلمة: (خَطَّاء) صيغة مبالغة، (خاطئ) من الخطأ ... من الخطيئة، والخطأ: يتم عن غير قصد، والخطيئة: تتم عن قصد للإثم.

فـ"كل ابن آدم خَطَّاء" كثير الخطأ، يتكرر منه الخطأ ، «وخير الخطاءين التَّوَّابون» التَّوَّاب: تَوَّاب يعنى: كثير التوبة.

إذن، فالله سبحانه وتعالى، ينادي ابن آدم، ويقول له: «يا ابن آدم، لو جئتني بتراب الأرض ذنوبًا، ثم جئتني تائبًا، لغفرت لك». هل يمكن للإنسان أن يأتي بتراب الأرض ذنوبًا؟!.

وتابع المفتي السابق: فلنحسب عدد ذرات تراب الأرض، ولنحسب عدد لحظات حياة الإنسان، الإنسان كم يعيش في هذه الأرض ؟ مائة سنة، ليكن ذلك. السنة بها ثلاثمائة وخمسو وستون يوما، اليوم فيه أربع وعشرون ساعة، الساعة فيها ستون دقيقة، والدقيقة فيها ستون ثانية، اضرب كل هذا، وانظر كم ثانية في حياة الإنسان؟ هذا العدد الذي ستحصل عليه، ستراه أنه في متر مربع، أو مكعب من التراب، يزيد كثير جدًّا على هذا العدد، فما بالك بالكرة الأرضية، كم فيها من ذرات للتراب؟ لو جئت ربك، وأنت مرتكب لهذا العدد من الذنوب، ثم جئته تائبًا، لغفر لك، هل تستطيع أن تذنب، وأن تعصي ربك كل لحظة بشتى أنواع الذنوب؟! افعل هذا، إذا استطعت، ثم عد إلى الله؛ تائبًا نادمًا، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لك الذنوب، هذا الحقيقة جمال ما بعده جمال، وسعة، وفتح لأبواب الرحمة، ورجاء في وجه الله سبحانه وتعالى، ليس بعده سعة، ولا بعده رحمة.

فما الذي ينبغي علينا أمام هذه الرحمة؟ وما الذي ينبغي علينا أمام هذا الفضل؟

ينبغي علينا أن نستحيي من الله، وأن نعود إليه سريعًا، وأن نستغل فضل الله ورحمته علينا بالعودة، والمغفرة، والاستغفار، وطلب الغفران من رب العالمين، فهو الغفار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان