أخذت مالًا حرامًا وتابت لكنها لم تتحلل منه.. فما حكمها الشرعي؟
كتبت – آمال سامي:
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية في إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، تقول فيه السائلة: أخشى أن اكون قد أكلت مالًا حرامًا واستغفرت الله لكني لم أتحلل من الشخص الذي أخذته منه، فهل اعتبر بذلك مخطئة في حق الشخص فقط أم في حقه وحق الله؟
أجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية موضحًا أن الذنوب على قسمين، أولهما متعلق بحق الله، وثانيهما متعدي ومتعلق بحق الآدميين، والأخير به جزء متعلق بالله وهو ما فيه مخالفة شرعية سواء بالأمر والنهي، فالله ينهى عن السرقة، فمن يسرق يخالف النهي، فيكون بذلك اعتدى على نهي الله بمخالفته وعلى حق الآخرين بسلب أموالهم، وأضاف ممدوح أنه في حالة رغبة العبد في أن يتوب بعد ذلك، وحقيقة التوبة ان يندم الإنسان على ما كان منه ويعزم على عدم التوبة، فإن تاب توبة نصوح فقد برأت ذمته في الشق الخاص بما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، لكن يبقى الشق المتعلق بالآدمي، فلابد من التحلل من حق الآخر برد المظالم إلى أصحابها أو طلب السماح منهم، فإن عجز الإنسان عن ذلك، كان لم يستطع أن يصل له كي يستسمحه، فيكثر من الدعاء له ويدعو الله ان يلهم اصحاب الحقوق عليه العفو والمسامحة.
وقال ممدوح إنه على فرض أن السائلة قد أكلت حراما واستغفرت الله فقد استوفت الشق الخاص بحق الله، لكن عليها أن ترد المظالم إلى أصحابها أو تستسمحهم فإن لم تستطع فعليها بالدعاء لهم ودعاء الله أن يلهمهم العفو والمسامحة.
فيديو قد يعجبك: