لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عمرو خالد يرد على سؤال الشباب: هل الإنسان مسير أم مخير؟

01:05 م الإثنين 14 نوفمبر 2022

عمرو خالد

كتب- محمد قادوس:

لطالما تجدد السؤال من وقت لآخر: هل الإنسان مسير أم مخير؟، وهو واحد من أهم الأسئلة المطروحة مع تعاقب الأجيال، وتلح كثيرًا على عقول الشباب خاصة في سن المراهقة؛ وهو ما يستغله دعاة الإلحاد في الإيقاع بالشباب بسيط التفكير لتشكيكه في الإيمان بالدين.

ورد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي على أسئلة الشباب المشاركين في الحلقة التاسعة من برنامج "الفخ" حول ما إذا كان الإنسان مسيرًا أم مخيرًا.

وقال: "بفرض كون الإنسان مسيرًا ولو بشكل جزئي؛ فإن هذا الفرض لا يتفق مع كون هناك جنة، ونار، ويلغي منطقية الحساب، والثواب والعقاب، والعدل، أما بفرض كون الإنسان مسيرًا بشكل كامل، فهذا يعني نسبة أي فعل سيئ إلى هذا الفرض، وحال اعتداء أحد على أحد أو حتى قتله يزعم حينها أنه مسير وهذا الفعل لم يخرج عن إرادته".

واستدرك خالد: "ومع كون هذه الفرضيات خاطئة، وأن الإنسان مخير، فإن الله يعلم ما سيحدث وماذا سيختار كل إنسان من بني البشر، وكل شيء كتبه وقدره تقديرًا".

وضرب خالد، مثلًا، بوجود أب وثلاثة أبناء، فقام الأب بمنح كل واحد منهم ألف جنيه، ثم كتب في ورقة أن الولد الأول سينفق الألف جنيه في سبيل الله، والولد الثاني بخيل لن ينفق منها شيئًا، والثالث أهوج سينفق الألف جنيه بشكل كامل، وبعد مرور عام أحضر الأولاد الثلاثة وسالهم فيما أنفقوا الأموال، وعندما أجابوا بما توقعه الأب، أخرج لهم الورقة، وقال لهم كنت أعلم ما ستفعلون منذ منحتكم المال، فهذا مثال ولله المثل الأعلى، فالله يعلم كيف سيفعل كل إنسان منذ ولادته وحتى وفاته، وما سيمر عليه من أحداث، ومواقف، ومعاناة، وهذا لا يعني أن ما كتبه الله في أقدار البشر إجبارًا لهم، وإنما ما كتب في القدر هو علم الله لما سيحدث في هذه الدنيا.

وتابع الداعية الإسلامي: "السؤال الذي يطرح نفسه الآن؛ هل يمكن أن يكون هناك حقيقتان عكس بعضهما؟ فمن يجيب بلا نرد ونقول: بل نعم، فالله تعالى كاتب كل الأحداث بقدر ونؤمن بهذا، ونقر أننا أيضًا مع هذا القدر المكتوب إلا أننا مخيرون، لسنا مسيرين".

وأردف خالد شارحًا: "هناك نموذج آخر نشاهده في هذه الحياة، فمثلًا المياه عكس بعضها فتتكون من أكسجين وهيدروجين، والأكسجين، وكلاهما مشتعل، والآخر يساعد على الاشتعال، ومع هذا فإننا نشرب الماء رغم أنها تتكون من ضدان، نريد أن نسلم إلى الله بأنه كتب كل شيء ويفعل ما يشاء، وأننا مع هذا فإننا مخيرون نفعل ما نشاء، وما سنفعله الله يعلمه قبل خلق السماوات والأرض".

وأكمل خالد: "مثلًا هل تعلمون أن الأوعية الدموية داخل جسم الإنسان 97 ألف كيلو متر، وهو ما يعادل ضعف محيط الكرة الأرضية عند خط الاستواء، وهو أمر عجيب لا يمكن للعقل أن يتصوره، رغم أنه حقيقة مطلقة، وهكذا إيماننا بان الله يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم القيام".

وروى الداعية الإسلامي في هذا السياق، قصة مكافأة مخترع لعبة الشطرنج، قائلًا: "يروى أنه في القرن السادس قبل الميلاد، كان ملك الهند يحب اللعب الذهنية وقد مل منها جميعا وأراد لعبة جديدة تتحدى عقله وتفكيره. طلب الملك من أحد علماء الرياضيات اختراع لعبة جديدة. استجاب العالم للطلب وظل عدة شهور يحاول ويغير ويبدل، حتى قدم لعبة جديدة سماها الشطرنج (Chaturanga).

وتتكون اللعبة من جيشين، كل منهما يقوده ملك يحاول بجيشه القضاء على ملك الجيش المقابل. رقعة اللعبة بسيطة تتكون من 64 مربعا (8 صفوف و8 أعمدة). فرح الملك جدا بالشطرنج ورأى فيه تحديا ذهنيا لا يمله من يمارسه، أراد الملك أن يكافئ المخترع بأي شيئ يطلبه.

قال المخترع: أريد حبة أرز واحدة للمربع الأول في رقعة الشطرنج، ثم حبتي أرز للمربع الثاني، ثم 4 حبات للمربع الثالث، وهكذا يتضاعف عدد حبات الأرز عن كل مربع حتى المربع الأخير الرابع والستين.

تعجب الملك جدًا وقال: لماذا لا تطلب ذهبًا، أو فضة، أو جواهر بدلًا من كمية من الأرز؛ قال المخترع: يكفيني الأرز.

أمر الملك حاشيته أن يعطوا المخترع كمية الأرز التي طلبها، لكن بعد قليل عادوا إليه وقالوا: إن أرز الهند كلها لا يكفي ما طلبه المخترع!، تعجب الملك مرة أخرى وقال: لقد منحتني لعبة عظيمة ومع ذلك لا أستطيع أن ألبي طلبك الذي ظنناه كلنا بسيطًا.. أنت عبقري، وقام الملك بتعيينه كبيرًا لمستشاريه، لكون ناتج ما أراده بالمتوالية الحسابية، مليارات المليارات من أجولة الأرز، رغم بساطة الطرح في بدايته بطلبه مجرد حبة أرز ومضاعفاتها بمتوالية حسابية.

واختتم خالد بقوله: "نحن مخيرون والله كاتب كل شيء ولا يكون في ملك الله إلا ما كتبه، وعلينا الإيمان بهذا، والعمل على تحقيق مراد الله بفعل الخيرات، وعمارة الأرض، وهذا هو المغزى الحقيقي لخلق الإنسان، إلى جانب عبادة الله".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان