5 عبادات في البرد الشديد.. خطيب المسجد الحرام: لهذا السبب كان الصحابة يحبون الشتاء
كـتب- علي شبل:
أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين أن الله تعالى جعل في اختلاف فصول العام دليلاً على عظمته الباهرة، وحكمته البليغة الآسِرَة، ومُذكِّرًا لعباده بالدار الآخرة.
وقال السديس، في خطبة الجمعة اليوم نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس: وقد قال ربنا العلام في محكم التنزيل: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، ولقد وقف سلفنا الصالح طويلا أمام هذه الآيات والحِكم وتأملوها حَقَّ التأمل، فتحقق لهم ما لم يتحقق لغيرهم.
وأضاف: لقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفرحون بفصل الشتاء لِمَا يجدون من لذة الطاعة وحلاوة العبادة، فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "مرحبا بالشتاء، تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، و يقصر فيه النهار للصيام"، وبكى معاذ بن جبل رضي الله عنه عند موته وقال:"إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء"، ومن الآثار: "الشتاء ربيع المؤمن، قَصُرَ نهارُه فصامَه، وطال ليلُه فقامَهُ".
وأوضح فضيلته أن الشتاء والربيع يختص ببعض الأحكام والآداب الشرعية التي لا يستغني عنها المسلم، فحقيق بكل مسلم أن يتفقهها حتى يعبد ربه على بصيرة؛ فمنها:
- يُشْرَع المسح على الخفين عند الوضوء، للمقيم يوما وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها، وهذا من سماحة الإسلام وتيسيره على الأنام.
- جواز الجمع بين الصلاتين عند المطر الشديد أو الريح أو نحوها بضوابط بينها الفقهاء رحمهم الله.
- في الشتاء يتذكر المسلم إخوانًا له عضهم البرد بنابه، ولسعهم بصقيعه، ولفحهم بزمهريره من الفقراء والمساكين، واللاجئين والنازحين، والمنكوبين الذين لا يجدون بيتاً يؤويهم، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء فيسعى إلى دفئهم ورفدهم وتذكر أحوالهم.
- وفي الشتاء يحتاط المرء لصحته وإخوانه، ويأخذ بالتدابير الوقائية التي حث عليها ديننا الحنيف، وما يندرج تحتها من أسباب الوقاية كاللقاحات اللازمة في هذه المواسم المتكررة، ولا سيما في المجامع العامة.
- شكر النعم؛ حيث كان بعض السلف يخرج في أيام الرياحين والفواكه إلى السوق، فيقف وينظر، ويَعْتَبِر، ويسأل الله الجنة، ففي فصل الربيع تظهر آثار الأمطار، وتتقنع بِخَضَارِهَا الأشجار، وتتزين الأرض للنَّظَّارة، وتبرز في معرض الحسن والنَّضَارة، وقد حاك الربيع حُلَل الأزهار، وصاغ حُلَى الأنوار، قال الإمام ابن القيم :"وأصحُّ الفصول فصل الربيع؛ فيه تقل الأمراض وتصح الأبدان والأرواح"، وهذا يحث المسلم على الإكثار من شكر النِّعم، ومواصلة الاجتهاد بطلب الجنة بالأعمال الصالحة، فالربيع شباب الزمان ، ومقدمة الورد والريحان.
فيديو قد يعجبك: