لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من بيت النّبوة (1).. "الإمام الحسن" سبط النبي وخامس الخلفاء الراشدين

03:13 م الجمعة 19 أكتوبر 2018

من بيت النّبوة (1).. "الإمام الحسن" سبط النبي وخا

كتب – هاني ضوه :
تحت عنوان: (من بيت النّبوة)، يقدم مصراوي حلقات متفرقة سيراً لشخصيات طاهرة من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا التقرير نرصد نبذة تاريخية من سيرة سيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي بن أبي طالب- رضي الله عنهما:

نسبه وميلاده

هو الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة، أبوه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأمه السيدة فاطمة الزهراء البتول رضي الله عنها ابنة النبي وحبيبته، ولد الإمام الحسن رضي الله عنه في النصف من شهر رمضان عام 3 هـ.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبه كثيرًا ويقول: "اللهم إني أحبه فأحبه"، وكان يأخذه معه إلى المسجد النبوي في أوقات الصلاة، فيصلي بالناس، وكان الحسن يركب على ظهره وهو ساجد، ويحمله على كتفيه، ويُقبّله ويداعبه ويضعه في حجره ويُرقيه، كما كان يعلمه الحلال والحرام.

شبيه النبي صلى الله عليه وسلم

وعندما ولد الإمام الحسن رضي الله عنه سماه أبوه الإمام علي حربًا، فقد روى الإمام أحمدُ عن الإمام عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "لَمَّا وُلِد الحسن سمَّيتُه حَرْبًا، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أروني ابني، ما سمَّيتموه؟"، قال: قلتُ: حَرْبًا، قال: "بل هو حسن".
كان الإمام الحسن أشبه الناس بجده المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك قال: "لم يكُنْ أحدٌ أشبهَ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحسن بن علي".
وكان سيدنا أبو بكر الصديق كلما التقاه يدلل الإمام الحسن، وهو ما رواه الإمام البخاري عن عقبة بن الحارث، قال: صلَّى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعَبُ مع الصبيان، فحمَله على عاتقه، وقال: بأبي - (أي: أفديه بأبي) - شَبِيهٌ بالنبي، لا شبيه بعَلِي، وعليٌّ يضحَكُ.
ووصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسن بأنه "سيدًا" فقال فيما رواه الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن ابني هذا لسيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".

خامس الخلفاء الراشدين يتنازل عن الخلافة في (عام الجماعة)

عندما ولي خلافة المسلمين عقب استشهاد الإمام علي بن أبي طالب ليكون بذلك خامس الخلفاء الراشدين، إلا أنه تنازل عن الخلافة بعد سبعة أشهر وأحد عشر يومًا لمعاوية ابن أبي سفيان حقنًا لدماء المسلمين، رغم أن أكثر من أربعين ألفًا كانوا قد بايعوا الإمام الحسن، وكلهم قد كانوا بايعوا أباه عليًّا قبل موته على الموت، وكانوا أطوعَ للحسن وأحبَّ فيه منهم في أبيه. كما قال ابن عبدالبر في كتابه "الاستيعاب"، وسمي العام الذي تنازل فيه الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه بعام الجماعة وكان ذلك سنة ( 41 هـ ).

زهد في الخلافة حقنا لدماء المسلمين

قال ابن عبد البر في كتاب "الاستيعاب": "إن الإمام الحسن رضي الله عنه كان حليما ورعا فاضلا، دعاه ورعه وفضله إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله. وقال : ما أحببت منذ علمت ما ينفعني ويضرني أن إلى أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أن يهراق في ذلك محجمة دم.
مع أنه كان يملك الجيوش الكثيرة والقوة التي يحارب بها لو شاء. ولكنه الزهد في الموجود حقنا لدماء المسلمين، وتوحيدا للكلمة حتى سمي هذا العام عام الجماعة .. وهذا أعلى أنواع الزهد".

وفاته

توفي الإمام الحسن رضي الله عنه شهيدًا متأثرًا بالسم، وقد كان يعلم قاتله ولكن رفض الإفصاح عن اسمه. وقد ذكر الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" حديثه عن ذلك فقال: "قال عُمَير بن إسحاق: دخلتُ أنا ورجل آخر مِن قريش على الحسن بن علي، فقام فدخل إلى الخلاء، ثم خرج، فقال: لقد لفظتُ طائفةً (قطعة) مِن كَبِدي أقلبها بهذا العود، ولقد سُقِيتُ السَّمَّ مرارًا، وما سُقيتُ مرةً هي أشد مِن هذه، قال: وجعل يقول لذلك الرجل: سَلْني قبل ألا تَسْأَلَني، فقال: ما أسألك شيئًا، يعافيك الله".
وعن ذلك قال أبو نعيم في كتابه "الحلية" قال عمير بن إسحاق: "دخلتُ على الحسن بن علي وهو يجودُ بنفسه (أي: قبل خروج روحه)، والحسين عند رأسه، وقال: يا أخي، مَن تتَّهِم؟ قال الحسن: "لِمَ؟ لتقتله؟"، قال الحسين: نعم، قال الحسن: "إِنْ يكُنِ الذي أظنُّ، فالله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا، وإلا يكُنْ، فما أحبُّ أن يُقتَل بي بريءٌ"، ثم مات رضوان الله تعالى عليه".

وصيته

أوصى الحسن أخيه أن يدفنه في حجرة عائشة مع النبي، وقال: «ادفني عند أبي، - يعني النبي - إلا أن تخافوا الدماء، فادفني في مقابر المسلمين.»، ونقل ابن عبد البر في "الاستيعاب" وابن كثير في "البداية والنهاية" أنهم لما التمسوا من عائشة أن يدفن الحسن في حجرتها، قالت: «نعم وكرامة.»، ولكن منعهم مروان بن الحكم وكان والي المدينة المنورة، وقال: «لا ندعه يدفن مع رسول الله، أيدفن عثمان بالبقيع، ويدفن الحسن بن علي في الحجرة.»، فتنازع الحسين ومروان، وكادا يتقاتلا، فلما خاف الناس وقوع الفتنة أشار سعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وجابر، وابن عمر على الحسين أن لا يقاتل، وقال له أبو هريرة: «أنشدك الله ووصية أخيك، فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء.»، فدفنوه بالبقيع عند قبر فاطمة بنت أسد. واجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدًا من الزحام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان