اللجان الانتخابية في حراسة الشرطة و"محمد": انزل.. إحنا هنحميك
كتبت – أماني بهجت ودعاء الفولي:
لم يكن تأمين الانتخابات مقتصرا فقط على أولئك الضباط من رجال الشرطة والجيش، فهناك آخرون وهبوا أنفسهم للمهمة، كان هو بينهم، ضئيل الحجم، باسم الثغر، شعلة متقدة من الحماس والسعادة، هكذا "محمد إيهاب" ذو التسعة أعوام، القاطن بمنطقة السيدة زينب، والناخب الصغير مع والديه وأخيه في مدرسة فاطمة الزهراء، التي تقع على مقربة من مديرية أمن القاهرة والتي تم تفجيرها في يناير من العام الحالي.
"أنا رايح رابعة ابتدائي" محمد معطياً دليله العمري، خارج المدرسة كانت الأجواء الكرنفالية؛ صور للمرشح الأوفر حظاً، الموسيقى الصاخبة، يتراقص الناخبون فور خروجهم على أنغام تلك الموسيقى على الرصيف الموازي للجنة الانتخابية. يشاركهم الصغير، يتمايل "محمد" على الأنغام، يركض نحو بوستر "انزل.. احنا هنحميك" التابع لوزارة الداخلية والذي قد خبأه مسبقاً، خوفًا أن يراه الضباط الواقفون لجانب اللجنة، وقبل أن يذهب للجهة المقابلة عند المحتفلين يقول: "أنا عايز أبقى زي ده" مشيراً إلى أحد الضباط على البوستر "الملصق"، له في ذلك سبب "أصل الجيش والشرطة بيحموا مصر"، عمره لا يخوّل له الانتخاب لكن "أبويا انتخب السيسي عشان بيحمي مصر.
ينظر للشارع والمارة، معاودًا النظر للضابط الواقف أمام المدرسة بكل فخر، يحيل نظره لموتوسيكل الشرطة، نظرة أخرى للصورة على البوستر "أنا عايز أتصور مع الضابط على الموتوسيكل.. دول بيحمونا.. الإخوان بيقتلوا العساكر ويموتوهم، مبحبهمش"، يهم بالذهاب إلى الموتوسيكل ارتكن إلى الحائط، كي تُلتقط له صورة فوقه، يتراجع في اللحظة الأخيرة عندما يشعر أن الضابط قد يراه.
يذكر الطفل أفعاله في المدرسة "بنلعب شرطة عسكرية في المدرسة، أي حد يخطي الخط ده مينفعش، وبنحيي العلم كمان"، واثقاً يبدو محمد في حكاياته والصورة التي قد رسمها لضباط الشرطة والجيش، يتمنى أن يصبح مثلهم، لا يخشى الموت في سبيل مصر "ولما أكبر وأبقى ضابط مش هبقى خايف لو مت هموت عشان بلدي"، قريبًا من المديرية يقطن "محمد" مع والديه وأخيه الأكبر في الصف الثالث الإعدادي، يوم تفجيرها لا يذكر تفاصيل كثيرة "نزلت بس مع أبويا ولقيت الدنيا خراب ومكنتش عارف إنها اتفجرت"، حلمه أن يصبح ضابط شرطة لا يرتبط بالعمل فيها يومًا "أصل انا هبقى ضابط مرور عشان أنظم الشارع"، أحلامه متناقضة أحيانًا، لكنه لا يكف عن غزلها.
كعادتهم في أحلامهم وعالمهم الموازي، يرسم الكثير من الأطفال قصة في مخيلاتهم، هم فقط أبطالها، هم الأشخاص الجيدون، القادرون على إنقاذ العالم وتحريره من قبضة الأشرار، يهيمون في التفاصيل، على عكس "محمد" عند سؤاله ماذا تتمنى لم يبدأ في سرد "لستة الأمنيات" ولا في قصص هو المنقذ فيها؛ فرد قائلاً: "نفسي بلدي تبقى حلوة.. بس". ملخّصًا ذو التسع أعوام أحلامه أبسط حقوقه في هذه الجملة.
لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: