شخصيات عشائرية أردنية تنتقد ''الدور السياسي'' للملكة رانيا
عمان – (بي بي سي):
ناشدت شخصيات عشائرية أردنية الملك عبدالله الثاني الحد من نفوذ زوجته، الملكة رانيا، ودورها السياسي قائلين إنها تؤسس مراكز قوى لفائدتها، وملوحين بالتمرد على شاكلة ما يحدث في تونس ومصر.
واتهمت الشخصيات في بيانها الملكة رانيا باستخدام أموال عامة من أجل أن تكتسب شعبية في العالم، دون مراعاة المصاعب الاقتصادية التي يواجهها البلد.
ووقع على البيان 36 شخصية من قادة عشائر شرق أردنية محافظة تشكل العمود الفقري للدعم السياسي للنظام الهاشمي في الأردن.
وورد في البيان ان الملكة رانيا ''تبني مراكز قوة لاستخدامها لصالحها في تناقض مع ما اتفق عليه الأردنيون والهاشميون كأساس للحكم، وفي ما يشكل خطرا على الأمة وهيكلية الدولة والتركيبة السياسية ومؤسسة العرش''.
وذهب البيان إلى التلويح ''بما حدث في تونس ومصر وما سيحدث في دول عربية أخرى'' في حال تجاهل مضمونه.
الملكة رانيا
ويعكس مضمون البيان الشرخ العميق القائم بين الأردنيين من جهة والأغلبية السكانية من أصل فلسطيني أكثر مما يعكس تحديا لحكم الملك عبدالله.
ويأتي هذا البيان كمصدر ضغط إضافي على الملك الذي أقال الحكومة الأسبوع الماضي استجابة لضغوط شعبية وكلف معروف البخيت وهو ضابط جيش متقاعد بتشكيل حكومة جديدة.
وجاءت تلك الخطوة إضافة إلى تخصيص 500 مليون دولار لرفع رواتب الموظفين والحد من ارتفاع الأسعار لتهدئة التذمر الذي أثارته الإجراءات الاقتصادية التي أقدمت عليها الحكومة السابقة.
التهجم الشخصي
ويحظر القانون الأردني التهجم على أفراد العائلة المالكة، ولكن الشخصيات الموقعة على البيان والمنحدرة من قبائل بني صخر والعبادي والشوبكي والمناصير قالت إن حرصها على البلد والعرش هو الذي دفعها إلى رفع صوتها.
وقالت الشخصيات إن العرش ''يستمد شرعيته من دعم قبائل شرق الأردن له''.
وقال فارس الفايز وهو أحد الذين شاركوا في صياغة البيان لوكالة أنباء رويترز إنه ''باستثناء الملك يجب أن لا يتمتع أي شخص بالحصانة في حال ضلوعه في الفساد''.
يذكر أن العشائر في شرق الأردن تدعم العرش الهاشمي، ويشغل بعض أبنائها مراكز مهمة في الحكومة والجيش.
وتتمتع الملكة رانيا، وهي من أصل فلسطيني شأنها شأن غالبية سكان الأردن، بحضور مهم.
وتشارك الملكة في اللقاءات الرسمية وتدافع عن حقوق المرأة الأردنية ومن ضمنها حق إعطاء الجنسية لأطفالها في حال زواجها من شخص غير أردني، وهو حق لا تتمتع به النساء في معظم الدول العربية.
وقد أثار دعم الملكة لحق منح الجنسية للأطفال مخاوف الطبقات الأردنية الحاكمة من أن تنتفع من القانون الجديد اعداد من الفلسطينيين تعزز أغلبيتهم في البلد.
ويقول الموقعون على البيان أيضا أنهم يتخوفون من أن تستغل إسرائيل الوضع الديموغرافي في الأردن للاستمرار في إنكار حق العودة للفلسطينيين.
وهذا البيان هو أعنف هجوم تتعرض له الملكة رانية التي سبق أن هوجمت بشكل شخصي على خلفية أصلها الفلسطيني في مباريات كرة القدم.
وقال المحلل لبيب قمحاوي، لرويترز، إن أصل الملكة الفلسطيني يجعلها هدفا سهلا، مع أنها ليست الملكة الأولى من أصل غير أردني، فلم تكن أي من زوجات الملك الراحل حسين الأربع من أصل شرق أردني.
وأضاف القمحاوي ''هذا مجتمع محافظ ولا يحبذ أن تلعب المرأة دورا مستقلا بل يريدها أن تعيش في ظل زوجها''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: