إعلان

التواصل الاجتماعي وهجمات باريس: القوة والرعب والتحريف

09:32 م السبت 14 نوفمبر 2015

في أوقات الأزمات تصبح وسائل التواصل الاجتماعي المن

لندن (بي بي سي)

في الوقت الذي اتضح فيه حجم هجمات باريس الأخيرة، فإننا نذكر مجددا كيف أن الانترنت-ولنكن أكثر تحديدا وسائل التواصل الاجتماعي- غيرت ما كان يعنيه التعامل مع الكوارث التي تؤثر على الناس على نطاق عالمي واسع.

ربما يبدو الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي في ظروف كهذه أمرا تافها، في الأوقات الأكثر سعادة يمكن أن تبدو مكانا لالتقاط صور السيلفي والعطلات، وكتابة تغريدة في 140 كلمة.

لكن في أوقات الأزمات تصبح وسائل التواصل الاجتماعي المنصة الوحيدة المميزة لنشر الأخبار وشهادات شهود العيان، ومشاركة البيانات الرسمية في هذا الشأن.

وحتما، فإن نفس هذه القنوات تضخم معلومات مضللة، وتسمح بإصدار أحكام متهورة وتحفز على ظهرو حالة الغليان، تأجيج الخوف والجهل.

القوة
ولكن يمكن أيضا أن تكون أداة قوية لأولئك الذين يحاولون التأقلم - ولقد رأينا هذا في أعقاب هجمات باريس.

بعد لحظات من إعلان الخبر، اجتاح سكان باريس موقع فيسبوك مستخدمين ميزة التحقق من السلامة، التي يوفرها الموقع، وذلك لطمأنة الأهل والأصدقاء من أنهم آمنين.

واستخدم هذا النظام لأول مرة في وقت سابق من هذا العام خلال زلزال نيبال، واستهدف المستخدمين المعروف أنهم في مكان حول المنطقة التي ضربها الزلزال، وطلب منهم الدخول لتأكيد سلامتهم.

وقال موقع فيسبوك: "الاتصالات أمر بالغ الأهمية في هذه اللحظات سواء بالنسبة للمواطنين هناك وكذلك لأصدقائهم وعائلاتهم الذين يكونوا حريصين على معرفة أخبارهم."

"يلجأ الناس إلى الفيسبوك للاطمئنان على ذويهم والحصول على تحديثات، وهذا هو السبب لوضعنا ميزة (التحقق من السلامة) وتنشيطه للناس في باريس."

إنها وسيلة فعالة لمستخدمي الفيسبوك لإبلاغ ربما مئات الأصدقاء في وقت واحد. في حالات الهجمات الإرهابية تنهار شبكات الهاتف المحمول في كثير من الأحيان تحت وطأة محاولات الجميع استخدام هواتفهم في آن واحد - وهذا هو أحد السبل للمساعدة في حل ذلك.

وعلى تويتر، نشط هاشتاج #porteouverte الباب مفتوح، لتوفير أماكن لإيواء الأشخاص المتضررين من هذه المأساة.

الذعر
جرى تقييد ما كان يجري مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي- ليس فقط من جانب منصات البث التقليدية والصحافة ولكن أيضا من جانب بعض منابر الأخبار الجديدة، مثل رديت لايف.

وهذا نابع جزئيا من ما حدث بعد هجمات استهدفت مجلة شارلي إبدو - واتهام مؤسسات الإعلام بتعريض حياة الرهائن للخطر من خلال نشر أماكنهم استنادا إلى المعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وواجهت شركة واحدة اتهامات قضائية.

في هذا الهجوم الأخير، أظهرت صورة واحدة على موقع انستاجرام الحفلة التي جرت في قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية – الموقع الذي شهد مقتل أكثر من 80 شخص.

ولم يشهد الحساب الذي نشر الصورة على انستاجرام أي تحديث منذ نشرها.

وفي الفيسبوك، كان هناك تحديث لحالة، يقال إن صاحبها أيضا كان داخل قاعة الحفل، وتوافق هذا الوصف مع حسابات أخرى لشهود عيان نقلت عنها وسائل الإعلام ما حدث في القاعة.

وتسببت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الرعب الحقيقي لعمل وحشي كان قريبا لنا جميعا. الصور التي كانت في الماضي لا يمكن بثها على الهواء، أصبحت هي التي تظهر الآن في الأخبار لدينا.

الأكاذيب

غرد دونالد ترامب، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل، عن هجمات باريس.

وقال على موقع تويتر :"أصلي من أجل الضحايا والرهائن في هجمات باريس الرهيبة، ليكون الله في عونكم."

لكن لم تكن تلك التغريدة هي من تداولها المستخدمون. بدلا من ذلك كان هناك ما كتبه ترامب في يناير، والتي كان فيها إشارة إلى هجمات استهدفت مجلة شارلي إبدو، وأشارت إلى أن فرنسا "لديها قوانين أسلحة صارمة".

وعلى الرغم من أن من وضوح تواريخ نشر تلك التغريدات، فإن هذا لم يمنع من مشاركتها بسرعة، وتعرض ترامب لوابل من الإساءة لاستغلال الحدث لتحقيق مكسب سياسي (ترامب من معارضي تحديد حرية حيازة الاسلحة في الولايات المتحدة).

في مكان آخر، غرد آخرون بوقوع "هجوم انتقامي" على معسكر للاجئين في كاليه، لكن تبين أن ماسا كهربائيا كان وراء الحادث.

كما كان هناك حديث عن إطفاء أنوار برج إيفل الشهير، في العاصمة باريس، احتراما للضحايا، لكن تبين بعد ذلك أنه يجري إطفاء أنوار البرج كل ليلة توفيرا لاستهلاك الكهرباء.

والسؤال، لماذا ينشر الناس معلومات مضللة إبان الأحداث الكبيرة؟ ربما محاولة للفت الانتباه. وتلعب السذاجة دورا، ومن يطالعون هذه القصص لا يمنحون لأنفسهم دائما لحظة لتطبيق الحس السليم، أو للتحقق مما ينشرون.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان